السيمر / فيينا / الجمعة 29 . 05 . 2020
أياد السماوي
كنت طالبا في المرحلة الأخيرة في كلية الإدارة والاقتصاد الجامعة المستنصرية للعام الدراسي 1979 – 1980 , عندما توّلى الرفيق ريكان حديد الحلبوسي رئاسة سكرتارية الاتحاد الوطني لطلبة العراق خلفا للرفيق أحمد حماد الفلاحي .. كان حينها ريكان الحلبوسي صدّاميا أكثر شرّا وأكثر إجراما وأكثر سوءا من أي صدّامي آخر ارتقى المناصب الحزبية العليا في عصابة البعث المجرمة التي فتكت بعموم الشعب العراقي من شيعة وسنّة وأكرادا .. لم أكن أتصوّر أبدا أنّ رئيس مجلس النواب العراقي هو أبن الرفيق ريكان حديد الحلبوسي .. ولم أكن أتصوّر قط أنّ عصابة البعث المجرم ستعود إلى حكم العراق مرّة أخرى بعد تلك الجرائم البشعة التي اقترفتها بحق الشعب العراقي من خلال رئاسة مجلس النواب .. ولم أكن أتصوّر أنّ يرتكب قادة الشيعة مثل هذه الخطيئة التي لا تغتفر بحق بلدهم وشعبهم بتسليم رئاسة السلطة التشريعية لحزب البعث المجرم .. ولم أكن أتصوّر أن الفساد والصراعات الحزبية ستعمي بصر وبصيرة هؤلاء القادة ويسمحوا لأبن الرفيق ريكان الحلبوسي أن يتسلّل إلى رئاسة مجلس النواب ويتّحكم بسير العملية السياسية والديمقراطية والانتخابية ..
هل يعلم السادة هادي العامري ومقتدى الصدر وعمار الحكيم ونوري المالكي وحيدر العبادي ماذا سيكتب التاريخ عن هذه الخطيئة التي لا تغتفر ؟ ماذا ستقولوا لشهداء الشعب العراقي الذين قضوا على يد دكتاتور العصر وحزبه الفاشي الذي ينتمي له ريكان حديد الحلبوسي ؟ والذي لا زال بعثيا حتى هذه اللحظة ؟ ماذا ستقولوا للشهيد محمد باقر الصدر والشهيد محمد محمد صادق الصدر وكوكبة شهداء آل الحكيم ؟ وهل تعلمون أنّ الرفيق ريكان الحلبوسي كان حاضرا في آخر مؤتمر للقيادة القومية لحزب البعث ؟ كيف أمنتم جانب من رضع مبادئ حزب البعث المجرم منذ ولادته ؟ وكيف نامت أعينكم عن هذا الذئب الذي يترّبص للفتك بكم ؟ وكيف السبيل إلى تصحيح هذه الخطيئة التي لا تغتفر ؟ وهل تدركون ما هي مخاطر استمراره رئيسا لمجلس النواب العراقي ؟ وهل وقفتم على مشروعه الجهنمي بتاسيس الإقليم السنّي بمساعدة طحنون ومحمد بن زايد آل نهيان ؟ وهل وقفتم على حجم الأموال التي استلمها من الأمارات للمضي بهذا المشروع الجهنمي ؟ لا أريد أن أتحدّث عن فساده في الوزارات التي اشرف عليها , باعتبار أنّ ملّفات فساد هذه الوزارات قد اصبحت بيد القضاء والهيئات الرقابية .. وليعلم السيد العامري والسيد مقتدى الصدر والسيد عمار الحكيم والسيد نوري المالكي .. أن لا سبيل لإزالة آثار هذه الخطيئة الكبرى إلا بإقالة أبن الرفيق البعثي ريكان الحلبوسي من رئاسة مجلس النواب .. وأعلموا أن استمرار أبن ريكان الحلبوسي رئيسا لمجلس النواب هو خيانة عظمى لدماء محمد باقر الصدر ومحمد محمد صادق الصدر رضوان الله تعالى على أرواحهم الطاهرة .. وخيانة لكل دماء شهداء الشعب العراقي الذين قضوا على يد حزب ريكان الحلبوسي …!!
فهل من صحوة متأخرة للضمير يا قادة شيعة العراق ؟؟؟
29 / 05 / 2020
الجريدة غير مسؤولة عن كل ما ورد من اراء في هذه المقالة