السيمر / فيينا / الاربعاء 03 . 06 . 2020
أياد السماوي
بعد أن فشلت كلّ محاولات التأثير على زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ودفعه للتراجع عن عزمه بإقالة رأس هرم الفساد في العراق من منصبه , وبعد أن ضاق الخناق على سليل البعث المجرم وأصبح شبح إقالته من منصبه كرئيس لمجلس النواب العراقي قاب قوسين أو أدنى .. ها هو بن ريكان الحلبوسي يعود من جديد لممارسة لعبته القديمة في اللعب على ورقة تناقضات الأطراف الشيعية وعداء بعضهم للبعض الآخر .. ليتسلّل مجددا من خلال هذه الورقة إلى زعيم دولة القانون نوري المالكي عبر مسرحية سخيفة ومكشوفة حتى للأطفال وليس لمن قضى أكثر نصف قرن في العمل السياسي .. والقصّة لا تحتاج إلى مزيد من الجهد والعناء لمن ترّبى في كنف البعث المجرم ورضع من مبادئه .. يخرج كلب من كلاب الحلبوسي ليسيء إلى نوري المالكي عبر وسائل الإعلام , لتكون هذه الإساءة مبررا لبن ريكان الحلبوسي طلب لقاء نوري المالكي وتقديم الاعتذار الرسمي له عن الإساءة التي صدرت من كلبه عبر وسائل الإعلام .. وليكون هذا اللقاء مدخلا للعب على ورقة العداء بين المالكي ومقتدى الصدر .. لم يكن الأمر صعبا على أبن ريكان الحلبوسي أن يصوّر للمالكي أنّ إصرار سائرون على إقالته من منصبه نابع من رغبة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بالاستحواذ على رئاسة مجلس النواب من خلال دفع النائب الأول حسن كريم الكعبي ليتوّلى رئاسة المجلس بعد إقالته ..
المفاجئة والصدمة في هذا اللقاء ليس باستقبال نوري المالكي لمحمد الحلبوسي , بل في نجاح الحلبوسي في خداع المالكي مجددا بأنّه خادمه المطيع الذي لا يخرج عن طاعته أبدا .. وهذه ليست المرّة الاولى التي ينخدع بها نوري المالكي من قبل الحلبوسي , فقد سبق له أن خدعه في أن يكون يده اليمنى التي يضرب بها أعداءه عندما كان يسعى لرئاسة مجلس النواب .. وهاو هو الحلبوسي ينجح للمرّة الثانية بخداع نوري المالكي بذات القصة .. ولا أدري لماذا ينجح الجميع في خداع نوري المالكي ؟ وأين هي مكامن الخطأ ؟ وقصة خداعه من قبل محمد فؤاد معصوم لا زالت آثارها شاخصة حتى هذه اللحظة , فهل السبب في طبيعة تربيته العشائرية أم في حبه للمنصب والرياسة والقيادة ؟ .. وبدوري أقول لنوري المالكي باعتباري صديقا مخلصا سبق أن دافع عنه دفاعا مستميتا ضد خصومه .. إنّ رميكم طوق النجاة لرأس هرم الفساد في العراق , بعد أن لمستم خطورته على وحدة العراق وأمنه واستقراره , وبعد أن تأكدّ لديكم أن الحلبوسي الأبن هو أمتداد للحلبوسي الأب القيادي في حزب البعث المجرم .. لا يشّكلّ خطيئة فحسب بل هي جريمة كبرى تفوق عشرات المرّات جريمة التفريط بأموال الشعب العراقي تحت ذريعة الحرص على العملية السياسية .. كان من المفترض بك أيها ( الزعيم ) أن لا تنظر لمبادرة عزل رأس هرم الفساد في العراق من خلال الجهة السياسية التي أطلقت المبادرة , بل من خلال المبادرة نفسها فيما إذا كانت تصب في مصلحة البلد والشعب .. وكان الأولى بك يا سيادة الزعيم أن تترّفع عن عدائك الشخصي لمقتدى الصدر وتنظر لموضوع إقالة محمد الحلبوسي من زاوية خطورة استمرار سليل البعث المجرم في قيادة السلطة التشريعية .. جناب الأخ المالكي إنّ رميك طوق النجاة لرأس هرم الفساد , هو إعادة دفن محمد باقر الصدر ومحمد محمد صادق الصدر من جديد ومعهم كل شهداء الشعب العراقي الذين قضوا على يد البعث المجرم .. وكلّ يوم يبقى فيه محمد الحلبوسي رئيسا لمجلس النواب ستتحمّل أنت شخصيا مسؤوليته أمام الله والشعب العراقي .. والمؤمن يا جناب الأخ نوري المالكي لا يلدغ من جحر مرّتين … إنا لله وإنا إليه راجعون …
في 03 / 06 / 2020