الرئيسية / مقالات / أقيلوا الحلبوسي

أقيلوا الحلبوسي

السيمر / فيينا / الاربعاء 10 . 06 . 2020

سليم الحسني

في عام ٢٠١٨ كانت القيادات الشيعية تعيش الضياع. وأخطر الضياع عندما يعتقد صاحبه أنه دليل القوم. بهذه الحالة دخلوا الى البرلمان، فاختاروا محمد الحلبوسي رئيساً.

تعامل الحلبوسي مع المنصب على أنه ضربة حظ، وأن الأيام الضاحكة قد تقلب وجهها بسرعة، وهذا ما جعله يخطط لسرقة أكثر ما يمكن حمله من ثروات العراق وبأسرع وقت.

استغل الحلبوسي خلافات الكتل الشيعية فيما بينها، فتصاعدت طموحاته، ووجد في هذه الخلافات هدية ثمينة يقدمها له قادة الشيعة، فنفذ من بينها الى تدعيم سلطته ومدّ أذرعه في وزارات الدولة ومؤسساتها ومفاصلها المهمة. وكان الدخول سهلاً يفتح له الباب الواحد العديد من الأبواب، ويتفرغ الطريق الى عدة طرق، حتى وصل الى عمق الوضع الشيعي، وصار يفكّر بكسب صوت الناخب الشيعي في الانتخابات المقبلة عن طريق مرشحين يختارهم في قوائم ذات عناوين متعددة.

أصبح الحلبوسي هو البرلمان، فإذا اقتضت مصلحته التصويت على قرار فان النصاب يتحقق، وإذا تعارضت مع مصالحه، فلا يحدث النصاب.

الشيعة الذي يشغلون أكبر عدد من مقاعد البرلمان، هم المكون الأضعف في هذه الدورة، وسيزداد الضعف أكثر كلما مرّ يوم على وجود الحلبوسي في رئاسة البرلمان، فهو يعمل على تعميق الخلافات بين كتلهم، ويخطط لتمزيق الكتلة الواحدة الى كتلتين، وبذلك يشتري بخلافاتهم الصاخبة راحة البال.

أمر محزن أن يتلاعب شاب نزق بقيادات شيعية يُفترض ان تكون قد خبرت العمل السياسي وعرفت أشخاصه ونواياهم وخدعهم.

لا يمتلك الحلبوسي قدرات خارقة، فهو مثل بقية اللصوص ينحصر تفكيره في السرقة، لتغطية نفقات القمار وليالي الصخب، لكن ضعف القيادات الشيعية، هي التي جعلته يظهر بمظهر البارع في التعامل مع المعادلات الصعبة.

مع بقاء الحلبوسي في رئاسة البرلمان، فان الشيعة في خطر، وسينهب الحلبوسي ثروات مدنهم ووظائفهم ومقدراتهم وأصواتهم الانتخابية.

مؤسف هذا الحال الذي تصنعه الكتل بنفسها، وتدفع الأغلبية ضريبته. ومؤلم جداً أن يتبادل سفراء الدول بسخرية ما يصنعه الحلبوسي في سفراته من مجون فاضح، وتجوال على مواخير الليل.

الجريدة غير مسؤولة عن كل ماورد من آراء بالمقالة 

اترك تعليقاً