السيمر / فيينا / الاثنين 15 . 06 . 2020 —- يصادف هذا الشهر مرور ستة أعوام على ظهور تنظيم داعش في العراق، ولا يزال الضحايا وأسرهم بانتظار تحقيق العدالة. ويمنح التقرير الرابع لفريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب داعش (يونيتاد) بصيصا من الأمل بعد إعلان إحراز تقدّم في تحديد وجمع مصادر جديدة للأدلة التي تُعدّ نقلة نوعية في جهود مساءلة داعش.
وقدّم التقرير الرابع كريم خان، المستشار الخاص ورئيس فريق التحقيق، والذي أشار في كلمة وجهها لرئيسة مجلس الأمن لهذا الشهر (فرنسا) عبر تقنية الفيديو إلى وجود “أدلة جديدة تشير إلى زخم كبير في الجهود لمساءلة داعش“.
ويأتي التقرير عملا بقرار مجلس الأمن 2490 (2019)، وخلال فترة التحقيق واصل الفريق إجراء تحقيقاته عملا بولايته المتمثلة بدعم الجهود المحلية الرامية إلى مساءلة داعش عن الأعمال التي قد ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية.
وقال خان إن الفريق وسّع أولوياته في التحقق خلال فترة التقرير للتطرق إلى الجرائم التي ارتكبها داعش ضد جميع المجتمعات في العراق ومن ضمنها تلك المرتكبة ضد المسيحيين والكاكائيين والشبك والسنة والتركمان. وأضاف: “من خلال توسيع عملنا وبدعم من وحدتين جديدتين للتحقيق الميداني، سنستطيع الالتزام بضمان عدم وجود هرمية تفضيلية بين الضحايا في تحقيقاتنا“.
واتسمت الفترة المشمولة في التقرير بثلاثة تحديات هامّة وهي استمرار البيئة المعقدة في العراق ولاسيّما خلال شهري تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر 2019، والتطورات في الحالة الأمنية التي برزت في كانون الثاني/يناير 2020 وجائحة كوفيد-19 التي أثرت على العمليات بحسب يونيتاد بدءا من شباط/فبراير.
وأشار كريم خان إلى تلك التحديات قائلا: “من خلال العمل مع الإبداع والتركيز، تأكدنا من عدم فقدان الزخم الذي بُني في عملنا الاستقصائي“.
التعاون مع الحكومة العراقية
وأكد فريق التحقيق أن التعاون مع الحكومة العراقية كان في صلب التقدم المحرز إلى جانب تحديد وجمع أشكال جديدة من الدلائل وتسخير القدرات التكنولوجية للفريق.
وقد أسفر التعاون مع السلطات العراقية عن الحصول على بيانات من هواتف نقّالة وأجهزة تخزين بيانات ضخمة ذات صلة بداعش، الأمر الذي مثّل تحوّلا محتملا في نموذج محاكمة أعضاء داعش في العراق، بحسب يونيتاد.
وقال كريم خان: “في محادثتي مع وزير الخارجية العراقية فؤاد حسين في وقت سابق اليوم، أسعدني النقاش الذي يعكس وحدة الرؤية فيما بيننا فيما يتعلق بكيفية تحقيق العدالة من خلال تقديم الدعم للحكومة العراقية“.
كما تم التوسع في استخدام التكنولوجيا المتطورة في جمع الأدلة الجنائية في مواقع المقابر الجماعية وغيرها من مسارح الجرائم الكبرى. وأوضح تقرير يونيتاد أن لجنة التنسيق الوطنية التي عينتها حكومة العراق هي شريك أساسي وتعمل عن قرب مع فريق التحقيق في التنفيذ الأولي لمشروع رئيسي لدعم رقمنة وأرشفة الدلائل المرتبطة بجرائم داعش والتي تحتفظ بها السلطات العراقية المختصة.
بيان الأديان “أمر مشجع”
وفي شهر آذار/مارس 2020، أعرب المستشار الخاص ورئيس فريق التحقيق كريم خان، والسيد أداما ديانغ المستشار الخاص المعني بمنع الإبادة الجماعية عن دعمهما للبيان التاريخي المشترك بين الأديان الذي اعتمد بشأن ضحايا داعش، والذي أكد من خلاله قادة جميع الديانات الرئيسية في العراق التزامهم الجماعي بدعم فريق التحقيق في تنفيذ ولايته وإحقاق المساءلة عن جرائم تنظيم داعش.
وقال خان: “ما شجعني بشكل خاص أنه من خلال بيان الأديان، أصدر القادة الدينيون العراقيون دعوة مشتركة إلى العمل لضمان عدم تعرّض الناجين من جرائم العنف المبني على النوع الاجتماعي، والأطفال المتأثرين بجرائم داعش لأي وصمة بسبب تجاربهم“.
وشدد خان على أن روح الشراكة التي يعكسها التقرير تمتد لتطال الشراكة مع جميع أطياف المجتمع العراقي، وبالأخص في العمل على قضايا مشتركة مع الزعماء الدينيين والجهات الفاعلة في السعي نحو تحقيق المساءلة.
العراق: يد العدالة ستطال القتلة
من جانبه، قدم محمد حسين بحر العلوم، سفير العراق لدى الأمم المتحدة، كلمة عبر تقنية الفيديو، أعرب فيها عن التزام حكومة بلاده بالتعاون مع فريق التحقيق وتقديم جميع المساعدات الممكنة من خلال السلطات العراقية المختصة لدعم ولاية فريق التحقيق مع احترام سيادة العراق.
ويستذكر العراق هذا الشهر الذكرى السادسة لاجتياح داعش بلاد الرافدين. وبهذا الصدد قال محمد حسين بحر العلوم: “نتذكر بأسف وألم شديدين جرائم حركة داعش عندما اجتاح أعضاؤها العراق قبل ستة أعوام في مثل هذا الشهر. ونتذكر بكل فخر أننا اتحدنا كعراقيين لمواجهة داعش، وبدعم من المجتمع الدولي لهزيمة الإرهاب في العراق والعالم“.
وشدد بحر العلوم على أهمية السرعة في تحقيق العدالة لإنصاف ضحايا جرائم داعش وضمان ألا يعودوا مجددا إلى العراق خاصة بعد نشاط التنظيم الأخير في بعض المناطق العراقية. وقال: “إن المساءلة وضمان ألا يفلت الإرهابيون من العقاب وتقديم أدلة جنائية للقضاء العراقي سيرسل رسائل متعددة.. من أهمها أن يد العدالة ستطال هؤلاء القتلة أعداء الإنسانية“.
وقد وصل فريق التحقيق والحكومة العراقية إلى ختام عامين من العمل المشترك في وقت يتطلع ضحايا وأسر ضحايا داعش في العراق إلى نتائج ملموسة.
اعلام الامم المتحدة / المنشورات السريعة