السيمر / فيينا / الاحد 21 . 06 . 2020
سليم الحسني
ليس أمامك وقت طويل، فقد ينفلتُ الوضع فجأة ويصبح القرار للسلاح. لقد جئتَ الى السلطة بسبب مفاجأة التظاهرات وخروج الأمور عن السيطرة، وهذا يفرض عليك أن تكون أكثر من غيرك تحسساً من هذه النقطة.
لا تفكرْ بالإصلاح التدريجي، إنه ملهاة الرؤساء، دعْ عنك ذلك. خذْ القرار وابدأ التنفيذ. أنت تعرف الفاسدين، تعرف الرؤوس الكبيرة، لا تدعْ الصباح يطلع عليهم إلا وهمْ وراء القضبان.
لا تقلْ إن الأمر يحتاج الى قرارات قضائية. هذا أمر ميسور. تستطيع أن تستحصله بمكالمة هاتفية، بكتاب رسمي، بطلب مباشر من رئيس القضاء.
سيادة رئيس الوزراء المحترم
هل تستطيع أن تلقي القبض على الفاسدين خلال أيام؟
إذا لم تستطع، قدمْ استقالتك، ولا تكن رقماً اضافياً من أرقام التخريب في العراق.
لا يحتاج المواطن الى دروس الصبر، لقد حفظها وأحرق الدفاتر. صار يعرف أن يد الحديد وحروف السين وكلمات الوعيد، كلها ذات معنى واحد هو التستر على الفساد.
لا تنظرْ الى وجوه الذين صوتوا لك في البرلمان، على أنهم أصحاب فضل، وأنت مدين لهم بالسكوت والتغافل. لا تجعل الأمر كذلك، إذاً ستكون تبعاً لهم، طوع إرادتهم، وسينتهي بك الحال لتصبح فأساً من فؤوس الهدم لهذا الوطن.
لم يصوتوا لك، فهذا اجراء يحتاجونه. لم يرفعوا أيديهم لحكومتك، إنما صوتوا على وزاراتهم ومكاسبهم. رفعوا أيديهم ليسرق كل فريق وزارته، وقبضوا الثمن من الشعب المسكين، سرقوه في وضح النهار، وعادوا يسرقون بقاياه في الليل.
دولة الرئيس.. هل تستطيع أن تضع الاصفاد بأيديهم وتحاسبهم على الفساد؟
نحن معك، هذا الشعب معك، وسنفتح لك في التاريخ أكبر الصفحات.
دولة الرئيس.. هل يصعب عليك فعل ذلك؟
قدم استقالتك رجاءً، سنهتف ضدك، هذا الشعب سيهتف ضدك، وسنفتح لك صفحة مع الفاشلين.
٢١ حزيران ٢٠٢٠
الجريدة لا علاقة لها باي آراء وردت داخل المقالة