الرئيسية / مقالات / حديث القلب للقلب

حديث القلب للقلب

السيمر / فيينا / الجمعة 26 . 06 . 2020 

أياد السماوي

حديث رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي يوم أمس الخميس مع مجموعة من الإعلاميين والصحفيين والمحللين السياسيين .. تميّزّ بالوضوح والبساطة والصدق .. والمحاور التي تعرّض لها الكاظمي في حديثه كانت في صلب المعاناة التي عانى منها بلدنا وشعبنا منذ أن سيطرت أحزاب الفساد الإسلامي المنحرفة على مقاليد الحكم بعد سقوط نظام البعث المجرم في التاسع من نيسان قبل سبعة عشر عاما على يد جيش الولايات المتحدّة الأمريكية , حيث لم يكن لأحزاب الإسلام السياسي أي دور في عملية إسقاط نظام صدّام المجرم , بل أنّ حزب الدعوّة الإسلامية كان له موقفا معارضا للحرب على النظام الديكتاتوري .. حديث رئيس الوزراء الكاظمي مع مجموعة الإعلاميين والصحفيين أثار نقطة مهمة جدا هي بمثابتة إعلان الحرب على دولة الفساد والمحاصصات .. قائلا ( سنتّخذ في القريب العاجل مجموعة إجراءات لتغيير بعض المواقع الإدارية في الدولة , وسنسمع بعدها حملة تشويه للحكومة , لأنّ هنالك من  سيتضرّر جراء هذه التغييرات , ونقول بكلّ صراحة ليس لدينا شيء نخسره , ورهاننا على الإعلاميين والصحفيين وعلى الناس , وإن لم يتركونا نعمل فسنخرج وأيادينا نظيفة , وأنّ الفساد أخطر من الإرهاب , لأنّه يساعد الإرهابيين , وستكون لدينا حملة لمتابعة أسباب الفساد وملاحقة الفاسدين ) … وأنا اقول لدولة رئيس الوزراء هذه هي ساعة الصفر لإعلان الحرب على الفساد والفاسدين ..

مجموعة الإجراءات الإدارية التي قصدها رئيس الوزراء في حديثه , يقصد بها تلك التغييرات التي ستطال الدولة العميقة لأحزاب الفساد الإسلامي .. ولعمري أنّها أم المعارك على الفساد والفاسدين .. وأي كلام عن التصدّي للفساد سيكون تافها وعديم الجدوى ما لم يتمّ تغيير كلّ الجهاز الإداري الفاسد الذي بنته أحزاب دولة الفساد والمحاصصات .. ومن المؤكد أنّ اللحظة التي سيعلن فيها عن البدء بهذه الجراءات , ستكون بمثابتة البيان رقم واحد في الحرب على الفساد والفاسدين .. ومن يعتقد أنّ أحزاب دولة الفساد والمحاصصات ستقف مكتوفة الأيدي وهي تشاهد بأم عينها دولتها التي بنتها خلال هذه الأعوام السبعة عشر العجاف , تنهار تحت ضربات الكاظمي وتصمت من دون أن تعلن هي أيضا الحرب على حكومة الكاظمي , فهو ليس واهما فحسب , بل غير مدرك لأبعاد المواجهة التي باتت على الأبواب .. فالكاظمي ليس لديه شيء يخسره , فلا أمبراطوريات مالية ولا مكاتب اقتصادية في مؤسسات الدولة ووزاراتها ولا حزب يمارس السطو على المال العام .. وبالمقابل فأنّ أحزاب دولة الفساد والمحاصصات لديها كلّ المبررات للتصدّي لمشروع الكاظمي الذي يريد زوالها وإعادة بناء العملية السياسية والديمقراطية على أسس غير أسس المحاصصات اللعينة التي وضعت أسسها خلال هذه الأعوام السبعة عشر .. فالحرب التي أعلن عنها الكاظمي في حديثه يوم أمس , هي حرب بين جبهتين , جبهة الشعب المظلوم والمغلوب على أمره والتي يقودها رئيس الوزراء الكاظمي , وجبهة أحزاب دولة الفساد والمحاصصات التي تمسك بإدارة البلد منذ سقوط الديتاتورية وحتى هذه اللحظة .. فهوية الحرب واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار .. وليس للشعب المظلوم والمقهور إلا أن يقف مع زوال دولة الفساد والمحاصصات ..

في 26 / 06 / 2020

 

اترك تعليقاً