الرئيسية / مقالات / رصاصة في الرأس

رصاصة في الرأس

السيمر / فيينا / الثلاثاء 07 . 07 . 2020

سليم الحسني

ماذا فعل هشام الهاشمي؟
قال كلمته، وعبّر عن رأيه. تلك في العراق تُعد جريمة يُعاقبُ عليها قانون المسلحين. لا مجال لإختلاف الرأي، لا حرية للكلمة. فهذه المواد المكتوبة في الدستور شأن الحكومة الخاص، أما القاتل فله دستوره وفوقه زعيم يصدر الأمر فيتم التنفيذ.

أنت تخالف هذا الزعيم، دمك صار مهدوراً. وذاك الرجل اعترض على زعيم كتلة، فصار من المغضوب عليهم. وهناك رجل ثالث تحدّث وكتب فأغرقوه بالتهديدات والوعيد.

ألمْ تسمع عن النسّابة الجدد، إنهم يعرفون طهارة المولد من خبثها، بحبك لزعيمهم أو اختلافك معه؟

ألمْ تتعرف على قسماء الجنة والنار؟ إنهم نفرٌ من المعتاشين يروجون لزعيمهم، مهمتهم منح التابع قصراً في الجنة، وإلقاء المعارض في النار.

لا تعترضْ. لا تقلْ رأيك. فحرية الرأي ممنوعة، يقتلك هذا إن خالفتَ زعيمه. ويقتلك ذاك إذا كشفت أسراره. وينتقم منك الثالث لأنك اقتربت من سوره.

لا تخدعك مواد الدستور، هذه قوانين رسمية لا يعترف بها الزعماء. إحترمْ قوانينهم، وإلزمْ الصمت.

أنت لا تعرف كيف تجري الأمور. هناك دراجات نارية تجوب الشوارع. تتفحص الوجوه. هل كنتَ صاحب رأي يوماً؟ إذاً فانت مستهدف.

هل تصرُّ على رأيك؟ أنت مقتول بعد قليل. ودعْ اصحابك فما لك ناصر.

٦ تموز ٢٠٢٠

الجريدة لا علاقة لها بكل ما طرح من آراء في المقالة 

اترك تعليقاً