السيمر / فيينا / الاربعاء 08 . 07 . 2020
عباس البخاتي
من مساوئِ القدر أن يجدَ الإنسانُ نفسَهُ مرغماً، على تداولِ مفرداتٍ تعكس تدني مستوى الوعي لدى مطلقيها، بالرغم من عدم قناعته بالدوافع التي كانت سبباً لإطلاقها ولا الغايات التي ُيراد الوصول اليها جراء ذلك.
الحديث عن بعض الفئات الاجتماعية ينبغي أن يكون حسب قدرها الذي تستحقه، بعد تأمل المشهد من زاوية الحياد التي تعد ملاذًا آمناً بعد إستحداث قاعدة مفادها ” مالنا والدخول بين المجانين”
المشهد في مدن وسط وجنوب العراق إضافة للعاصمة بغداد، يبدو منقسماً بين مايطلق عليهم “الذيول” تلك المفردة المرفوضة، لأنها تطعن وتشكك في ولاء العراقيين لبلدهم وإتهامهم بموالاة إيران على حساب مصلحة العراق وشعبه، والحقيقة إن السبب في إطلاق هذا الوصف من قبل البعض_ منشأه فكرة “إنك إن لم تكن معي فأنت ضدي” لمعاناتهم من مشاكل نفسية لا تمكنهم من التعايش او الإعتراف، بكل منجز في عراق مابعد صدام، فكان الحشد الشعبي وانتصاراته القشة التي قصمت ظهورهم، فهم يصفون به كل من لم يشارك في التظاهرات، والحال ان بعض الناس تنظر للامور بمنظار آخر ، وهذا رأيهم الخاص ولعم الحق فيه، وليس للآخرين محاسبتهم على تبني قناعاتهم.
المفردة الأخرى هي “الجوكر” كلمة اطلقت على بعض المتظاهرين المطالبين بمنع التدخل “الإيراني فقط” في الشأن العراقي، وهي كلمة تحمل ذات البؤس و مرفوضة كذلك، كونها أُطلْقت على مواطنين عراقيين يصعب إتهامهم بالعمالة للغرب.
الحديث هنا عن المتظاهر الشريف الذي خرج للمطالبة بالحقوق المشروعة وفق السياقات المكفولة والذي يتبنى خيار السلمية، والحرص على متانة العلاقات الطيبة مع أجهزة الدولة الامنية، واحترام النظام السياسي ومفهوم الدولة، وليس من اتخذ الانحلال الخلقي والتجاوز على الممتلكات العامة والخاصة وتهديد السلم الاجتماعي وقتل الأنفس البريئة منهجا للتعبير عن رأيه، فمثل هؤلاء لا يمكن اعتبارهم ضمن صفوف المتظاهرين والكلام لا يخصهم إطلاقا.
لو خالفنا قناعاتنا وقبلنا على مضض بتلك التسميات، نجد أن نسبة كبيرة من ابناء الوسط والجنوب من أتباع “المذهب الجوكري” الحديث يتصورون انفسهم غاية في المثالية والنزاهة والإخلاص للوطن، بخلاف غيرهم ممن حرمته الصدفة ان يتحلى بتلك المناقب، وغاية الأمر أنهم لا يعدون كونهم مطية لارادات خارجية واداة تعمل بالنيابة وفرت للآخرين الجهد والوقت والأموال حتى وإن تم ذلك بدون تكليف مباشر..
من منا لايفرح بان عدوه يعمد الى حرق نفسه دون ان يكلفه عناء تدميره، وهذا ما قام به بعضهم على أنغام “إحنه البي كي سي الما تسكت” وتحت تأثير سحر عيون “ماري” وعرفانا لارداف “رنين” ابى صاحب التكتك الا ان يكون علما كما قيل عنه، فشكلت أفواج مكافحة الفضيلة وتم تاسيس قانون اجتثاث الشرف ومحاربة العفة!.
فكأنت مؤخرات ” الذكور” تبعث على الأسى وتفتقد لما يطمع فيه الطامع فهي داكنة كوجوه أصحابها التي حرمت نعيم الماء رغم وفرته.
لقد صدق هؤلاء المغفلون ما قيل عنهم تحت قسم كاذب يصفهم بالبطولة، تنقله شاشات البث المباشر عبر الأجهزة الحديثة التي حرم اسلافهم من الانتفاع بها، فيقدم أحدهم على الانتحار كون من يقف خلفه يناديه بصوت عال “بطل وعلي بطل حمودي”
على النقيض من ذلك نجد مواقف متزمتة اغلقت باب الحوار وشطبت من قاموسها الاحتكام الى “كلمة سواء” يشتركون مع أتباع الجوكر في بعض صفاتهم كعدم اعترافهم بالآخر، ومن لم يكن معهم فهو معاد لهم وان كان رفيق دربهم لسنوات طويلة، لا يرون للمشكلات حلا الا لغة السلاح خصوصيات الامة تحت اقدامهم فوق الدولة ودون الموت أصدقاء عدوهم زمن السلم اعداء صديقهم قبيل الإنتخابات، فيرون المطلك بجنب خصومهم ويغفلون عن الخنجر في أحضان شيخهم ياخذون من المرجع ما ينفعهم ويدعون ما يصلح بلدهم وكأن تجارب السنين لم تعلمهم كيف تورد الإبل؟!
ما بين هذا وذاك يقف العراق في حيرة من أمره لما وصل اليه حال ابناءه وكأني بلسان حاله يقول “أثنين اعزاز واخسرهم اذية”
بناء على ما تقدم فان الهوية الوطنية العراقية مهددة بالضياع جراء تفشي ثقافة الجوكر والذيل، ولابد من تدارك الأمر قبل فوات الأوان.
لهذا ارتأت بعض الأطراف المعنية تبني عنوان سياسي جديد يتخذ من الوسطية والاعتدال منهجا، في التعامل مع الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية بعيدا عن لغة التخوين والاتهام المتبادل، بين الاخوة القاصرين عن إدراك الواقع بمعطياته الجديدة.
الحديث عن بعض الفئات الاجتماعية ينبغي أن يكون حسب قدرها الذي تستحقه، بعد تأمل المشهد من زاوية الحياد التي تعد ملاذًا آمناً بعد إستحداث قاعدة مفادها ” مالنا والدخول بين المجانين”
المشهد في مدن وسط وجنوب العراق إضافة للعاصمة بغداد، يبدو منقسماً بين مايطلق عليهم “الذيول” تلك المفردة المرفوضة، لأنها تطعن وتشكك في ولاء العراقيين لبلدهم وإتهامهم بموالاة إيران على حساب مصلحة العراق وشعبه، والحقيقة إن السبب في إطلاق هذا الوصف من قبل البعض_ منشأه فكرة “إنك إن لم تكن معي فأنت ضدي” لمعاناتهم من مشاكل نفسية لا تمكنهم من التعايش او الإعتراف، بكل منجز في عراق مابعد صدام، فكان الحشد الشعبي وانتصاراته القشة التي قصمت ظهورهم، فهم يصفون به كل من لم يشارك في التظاهرات، والحال ان بعض الناس تنظر للامور بمنظار آخر ، وهذا رأيهم الخاص ولعم الحق فيه، وليس للآخرين محاسبتهم على تبني قناعاتهم.
المفردة الأخرى هي “الجوكر” كلمة اطلقت على بعض المتظاهرين المطالبين بمنع التدخل “الإيراني فقط” في الشأن العراقي، وهي كلمة تحمل ذات البؤس و مرفوضة كذلك، كونها أُطلْقت على مواطنين عراقيين يصعب إتهامهم بالعمالة للغرب.
الحديث هنا عن المتظاهر الشريف الذي خرج للمطالبة بالحقوق المشروعة وفق السياقات المكفولة والذي يتبنى خيار السلمية، والحرص على متانة العلاقات الطيبة مع أجهزة الدولة الامنية، واحترام النظام السياسي ومفهوم الدولة، وليس من اتخذ الانحلال الخلقي والتجاوز على الممتلكات العامة والخاصة وتهديد السلم الاجتماعي وقتل الأنفس البريئة منهجا للتعبير عن رأيه، فمثل هؤلاء لا يمكن اعتبارهم ضمن صفوف المتظاهرين والكلام لا يخصهم إطلاقا.
لو خالفنا قناعاتنا وقبلنا على مضض بتلك التسميات، نجد أن نسبة كبيرة من ابناء الوسط والجنوب من أتباع “المذهب الجوكري” الحديث يتصورون انفسهم غاية في المثالية والنزاهة والإخلاص للوطن، بخلاف غيرهم ممن حرمته الصدفة ان يتحلى بتلك المناقب، وغاية الأمر أنهم لا يعدون كونهم مطية لارادات خارجية واداة تعمل بالنيابة وفرت للآخرين الجهد والوقت والأموال حتى وإن تم ذلك بدون تكليف مباشر..
من منا لايفرح بان عدوه يعمد الى حرق نفسه دون ان يكلفه عناء تدميره، وهذا ما قام به بعضهم على أنغام “إحنه البي كي سي الما تسكت” وتحت تأثير سحر عيون “ماري” وعرفانا لارداف “رنين” ابى صاحب التكتك الا ان يكون علما كما قيل عنه، فشكلت أفواج مكافحة الفضيلة وتم تاسيس قانون اجتثاث الشرف ومحاربة العفة!.
فكأنت مؤخرات ” الذكور” تبعث على الأسى وتفتقد لما يطمع فيه الطامع فهي داكنة كوجوه أصحابها التي حرمت نعيم الماء رغم وفرته.
لقد صدق هؤلاء المغفلون ما قيل عنهم تحت قسم كاذب يصفهم بالبطولة، تنقله شاشات البث المباشر عبر الأجهزة الحديثة التي حرم اسلافهم من الانتفاع بها، فيقدم أحدهم على الانتحار كون من يقف خلفه يناديه بصوت عال “بطل وعلي بطل حمودي”
على النقيض من ذلك نجد مواقف متزمتة اغلقت باب الحوار وشطبت من قاموسها الاحتكام الى “كلمة سواء” يشتركون مع أتباع الجوكر في بعض صفاتهم كعدم اعترافهم بالآخر، ومن لم يكن معهم فهو معاد لهم وان كان رفيق دربهم لسنوات طويلة، لا يرون للمشكلات حلا الا لغة السلاح خصوصيات الامة تحت اقدامهم فوق الدولة ودون الموت أصدقاء عدوهم زمن السلم اعداء صديقهم قبيل الإنتخابات، فيرون المطلك بجنب خصومهم ويغفلون عن الخنجر في أحضان شيخهم ياخذون من المرجع ما ينفعهم ويدعون ما يصلح بلدهم وكأن تجارب السنين لم تعلمهم كيف تورد الإبل؟!
ما بين هذا وذاك يقف العراق في حيرة من أمره لما وصل اليه حال ابناءه وكأني بلسان حاله يقول “أثنين اعزاز واخسرهم اذية”
بناء على ما تقدم فان الهوية الوطنية العراقية مهددة بالضياع جراء تفشي ثقافة الجوكر والذيل، ولابد من تدارك الأمر قبل فوات الأوان.
لهذا ارتأت بعض الأطراف المعنية تبني عنوان سياسي جديد يتخذ من الوسطية والاعتدال منهجا، في التعامل مع الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية بعيدا عن لغة التخوين والاتهام المتبادل، بين الاخوة القاصرين عن إدراك الواقع بمعطياته الجديدة.