السيمر / فيينا / السبت 11 . 07 . 2020
سليم الحسني
هناك أسماء كبيرة لها مكانتها في دنيا الفساد، من المؤكد أن سيادتك مطلعٌ على معظمها من قبل. يمكنك أن تقوم بخطوة سريعة لمحاسبتها، فالمواطن العراقي الذي أنهكه الفقر والجوع والمرض، وخذله الأمل والحظ، لا يهتم بموضوع أكثر من اهتمامه بكشف الفاسدين، لأنهم سرقوا ماله وقوت عياله وقتلوا أمنياته البسيطة.
يريد المواطن العراقي رجلاً صادقاً يحارب الفساد بجدية، لقد مرّت عليه الوعود بكل ألفاظها وألوانها، فعرفها كلها وحفظها كلها. وحين آلت اليك رئاسة الوزراء، فان المواطن العراقي وصل أعلى درجات النضح والحنكة والفراسة في معرفة النوايا بخصوص مكافحة الفساد.
الأسماء أمامك مكشوفة، وقضايا الفساد تصرخ بعناوينها، فلا تحتاج الى دليل يرشد عليها. أمامك أجهزة كشف المتفجرات، وتسليح وزارة الداخلية في زمن الغبان وصاحب الصفقة معروف. وقضية وزير الموارد المائية السابق مهند السعدي وفضائحه في المغرب وسماسرته. وملفات عصام الأسدي، وفساد عائلة البرزاني، وفساد الأخوة كربولي الذي تتساقط أوراقه مع كل التفاتة وكل خطوة. وسرقات مثنى السامرائي، ومحمد الحلبوسي ومحمد العاني وأحمد الجبوري وحاكم الزاملي وغيرهم الكثير.
لن تجد صعوبة يا سيادة رئيس الوزراء، بتوفير مرتبات الموظفين والمتقاعدين، عندما تركز بعض اهتمامك على ملفات الفساد، فتستعيد الثروة المنهوبة وتعيدها الى الشعب المنهوب.
يمكنك أن تسأل حيدر العبادي عن غسيل الأموال وتورطه مع أخيه في ذلك، سينقلب لونه للأصفر ويثقل لسانه. بمقدورك أن تسأل جمال الكربولي سؤالاً بسيطاً: من أين لك هذا؟ وستظهر الاجابة عليه اعترافاً بالنهب والسرقة والرشا. وباستطاعتك أن تسأل فريق نوري المالكي واصهاره عن ثرواتهم وستجد الجواب يأتيك بلا تعب.
إقليم كردستان أمامك، انظر اليه ستجد على جباله أسماء اللصوص وما سرقوا.
ليس من المعقول يا سيادة رئيس الوزراء، أن يمر الأمس واليوم، وأنت لم تكشف ملفاً واحداً.
سيادة الرئيس.. العراقي منهك جائع فقير، ثروته سرقها أصدقاؤك في الكتل السياسية، أنت تعرفهم. أعدْ للمظلوم حقه.
١١ تموز ٢٠٢٠