الرئيسية / مقالات / كفاكَ عبثاً بهذا الشعب

كفاكَ عبثاً بهذا الشعب

السيمر / فيينا / الاربعاء 22 . 07 . 2020

سليم الحسني
ماذا فعلتَ بالشيعة والعراق؟ سلكتَ دروبك الخفية لتفرض عادل عبد المهدي رئيساً للوزراء. وما هي إلا أسابيع حتى راحت أعمدة الدولة تنهار واحداً إثر واحد.
بطريقتك الملتوية ضيعتَ على الشيعة الكتلة الأكبر، ونفخت في برهم صالح روح التنمر علينا، فصار هو الذي يرفض هذا المرشح ويقبل ذاك. ارتفع فوق الدستور وحلّق مع طموحاته السابحة في السماء. وسيبقى رئيساً للجمهورية لدورة ثانية، يتحكم بالقرار السياسي، ويمارس دور رئيس الوزراء بكامل الراحة والهدوء.
بينك وبين المسؤولين في إيران خصومة قديمة. إذهب اليهم وعارضهم من هناك كما تشاء، ودعْ هذا الشعب وشأنه. لقد فرضتَ عليه ضعيفاً خائراً، كنتَ تريده دمية تحركها بخيوطك، لكنه لم يرق لك فأبعدته، بعد أن وجدته يميل الى خصومك الإيرانيين، وبعد أن تسبب في إراقة دماء الشباب في الشوارع.
كان اختيارك خائباً. أنت لم تجرب السياسة من بداية السلم، جئتها طارئاً تضع على كتفيك عباءة أبيك الرجل الوقور. تتحرك من وراء ظهره، تعزله عن ناسه، تنسب اليه ما لا يقول.
لستَ وحدك في هذا، لقد سبقك كثيرون، وباليقين أقطع أنك تعلمتَ منهم، وأنك أردت أن تكون أرفع شأناً وأقوى نفوذاً وأمضى بأساً.
بعد عادل عبد المهدي، جئتَ بمصطفى الكاظمي، مهدّتَ له الطريق بهدوء وكتمان شديد. وتظاهرتَ بعزلتك وابتعادك عن التورط ثانية في الاختيار، لكن الخبر مهما كان سرياً فانه يتسرب. وأمناؤك مهما حرصتَ على اخفائهم، ينكشفون.
صنعتَ الكثير من الأذى. إرحمْ شيبة أبيك، وإرحم هذا الشعب، كفاك تعلقاً بهاجس السلطان. عزلتَ هذا وجئتَ بهذا وكانت النتيجة أن صار الشيعة في خطر.
أعرفُ أنك تريد اسلاماً من نوع آخر، تريد تطبيق ما نشرته مؤسسة راند الأمريكية، لكنك لن تنجح. أتدري لماذا؟ لأنك لم تقرأ مقاصدهم جيداً، ولن تستطيع.
سيأتي الدور عليك، ستكون أكثر الخاسرين، هكذا هم في واشنطن، يحرقون الأداة بعد حين.
٢٢ تموز ٢٠٢

الجريدة غير مسؤولة عن كل ماورد من آراء داخل المقال

اترك تعليقاً