السيمر / فيينا / الخميس 23 . 07 . 2020
أياد السماوي
عشيّة زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى المملكة العربية السعودية , وسائل إعلام سعودية وإعلاميون سعوديون يستبقون زيارة الكاظمي بحملة اتهامات طائفية على الحشد الشعبي , ويتهمونه بتدمير مدن الموصل والأنبار وصلاح الدين , وقتل أبناء سنّة العراق وتهجيرهم من مدنهم , وأنّ قيادات هذا الحشد هم صفويون ولا ينتمون للعراق أو العروبة بأي صلة .. مطالبين في الوقت ذاته الكاظمي إذا ما أراد أن يفتح صفحة جديدة من العلاقات بين العراق والسعودية , أن يبادر إلى حل الحشد الشعبي كخطوة لعودة العراق إلى عمقه العربي .. بمعنى أن أي علاقات بين العراق والسعودية مرهونة بقيام العراق بحل الحشد الشعبي الذي تعتبره السعودية خطر على أمن المنطقة , كشرط لعودة العراق لحضنه العربي .. وهذه الحملة من الاتهامات الطائفية وإن لم تكن رسمية , لكنّها تعّبر عن الموقف السعودي الرسمي , فليس هنالك من عاقل يصدّق أن شنّ هذه الحملة من الافتراءات الطائفية لا علاقة لها بالموقف الرسمي السعودي .. وبالتالي فهي رسالة لحكومة العراق وللكاظمي شخصيّا مفادها .. الكهرباء والمساعدات الاقتصادية مقابل حل الحشد الشعبي الصفوي …
الموقف السعودي الرسمي من الحشد الشعبي ليس جديدا , ومطالبات الحكومة السعودية بحل هذا الحشد هي الأخرى ليست جديدة .. السؤال موّجه للسيد الكاظمي , هل أنت على استعداد لمقايضة الكهرباء والمساعدات الاقتصادية بحل الحشد الشعبي ؟ فإذا كان الجواب بالنفي , فما هو جدوى هذه الزيارة بعد أن استبقت حكومة المملكة شروطها لعودة العلاقات بين العراق من جهة والسعودية وباقي دول الخليج من جهة أخرى بحل الحشد الشعبي ؟ وهل تستطيع حكومة مصطفى الكاظمي حل الحشد الشعبي ؟ وإذا كان جواب السيد الكاظمي أنّه لا يستطيع حل الحشد الشعبي الذي هو مؤسسة عسكرية عراقية بموجب القانون العراقي , فهل سيقول للسعوديين أنّ حلّ الحشد الشعبي ليس من صلاحياته كرئيس للوزراء , وأنّ طلبا مثل هذا هو تدّخل سافر في الشأن الداخلي العراقي وليس هنالك أيّ مسوّغ للحكومة السعودية أن تطلب مثل هذا الطلب ؟ .. السؤال الآخر الموّجه للسيد الكاظمي في ظل هذه الأجواء من الشحن الطائفي ما هي نسبة نجاح زيارة السيد الكاظمي إلى السعودية ؟ وعلى ماذا سيتفاهم معهم في ظل هذه الاجواء المشحونة ؟ وهل نسي السيد الكاظمي جواب ولي عهد السعودية محمد بن سلمان حين سئل لماذا لا تتفاهم مع الحكومة الإيرانية ؟ فكان جوابه على ماذا أتفاهم معهم وهم يؤمنون بالمهدي المنتظر .. فهل سيقول الكاظمي لبن سلمان أنّ العراقيين لم يعودوا يؤمنون بالمهدي المنتظر حتى تمدّ السعودية يد العون للعراقيين ؟ وأخيرا هل يستطيع الكاظمي أن يقول للسعوديين بصراحة ووضوح أنّ العراق لا يمكنه أبدا أن ينظّم للمقاطعة الأمريكية على إيران ؟ .. أقول للكاظمي .. اعتذر للسعودية عن هذه الزيارة وأخبرهم أنّك لا تستطيع زيارتهم في ظل هذه الأجواء من الشحن والاتهامات الطائفية على الحشد الشعبي , والتجاوز على المرجعية الدينية العليا صاحبة فتوى الجهاد الكفائي , وأن شرط العراق حكومة وشعبا لأي علاقات مع أي دولة يقوم على أساس المصالح المشتركة وعدم التدّخل في الشأن الداخلي لكل بلد .. والكرامة لا يمكن مقايضتها بكهرباء أو مساعدات اقتصادية ..
في 23 / 07 / 2020