السيمر / فيينا / الاربعاء 29 . 07 . 2020
سليم الحسني
ليست لديه عشيرة، ولا عنده أسرة تعرف مكانته. لقد عرف الإعلامي حميد عبد الله ذلك، فتمادى في الطعن برمز الطهر والشجاعة والإخلاص والفكر، واستعان بضابط أمن يسدد به سهامه على الصدر العظيم، شهيد التاريخ وراية الوعي وشمس الشيعة.
يعرف حميد عبد الله، أن الشهيد السيد الصدر قضى وحيداً، وحوّله أبناء أسرته الى متجر مال وسياسة. يعرف ذلك كما يعرف غيره من الطائفيين هذا الحال البائس الذي وصلنا اليه، فتباروا يتسابقون للطعن والتشويه بحق السيد الشهيد. يشجّعهم على ذلك أهل الحلّ والعقد الذين فرحوا يوم بكت السماء عند مقتله.
ضابط أمن صدامي، يخترع الأكاذيب، ليكمل جريمة نظامه. لم يكتفِ البعث بقتل السيد الشهيد، فراح أفراده يرمون سهامهم على قبره.
يقول ضابط الأمن صباح الحمداني في لقائه مع حميد عبد الله، أنه دخل بيت السيد الشهيد بعد أكثر من سنة على استشهاده، فوجد خزانة كبيرة ضخمة مثل خزائن البنوك، وقد ملئت برزم النقد المالي من مختلف الدول إضافة الى صفيحتين مملؤتين بالذهب. ويقدّر قيمتها بخمسين مليون دولار.
كانت الكذبة صارخة، وكان الغرض واضحاً، إنها محاولة انتقام من خط السيد الشهيد رضوان الله عليه.
بعد أن شاهدتُ المقابلة، اتصلتُ بالشيخ محمد رضا النعماني، كاتب سيرة الشهيد الصدر، وسكرتيره الشخصي، والشاهد الوحيد على أصعب فترة مرّ بها السيد الشهيد، فقد كان في بيته طوال فترة الحصار وحتى يوم اعتقاله الأخير.
اتصلتُ بالشيخ النعماني أسأله عن الخزانة العملاقة المزعومة، فأكد كذب ما ادعاه ضابط الأمن، فليس في بيت السيد الشهيد خزانة، ولا يتحمل بناء البيت المتداعي خزانة حديد. كان الشيخ النعماني يتكلم عن حال البيت، وكنتُ أرى في صوته مسحة الحزن التي لن تفارقه منذ فرّق البعث بينه وبين استاذه.
كان اللقاء مع ضابط الأمن مغرضاً، كان محاولة للطعن بالسيد الشهيد الصدر، وبالشيعة والمرجعية. ولقد تحدّث بارتياح واضح، لأنه يعرف أن أهل الشأن في نجف اليوم يريحهم هذا الكلام، فعداؤهم لمدرسة الشهيد الصدر لا ينتهي.
ليس للشهيد الصدر عشيرة ولا أسرة ولا أتباع، مضى وحيداً. صار متجراً يستخدمه آل الصدر.
يتجدد مقتلك كل يوم. عذراً يا أطهر الفقهاء، يا أنقى المفكرين، لم نكن معك أوفياء، شغلتنا دنيا هارون.
٢٤ تموز ٢٠٢٠