الرئيسية / مقالات / السيد رئيس الوزراء، أطفئ الحرّ بمحاسبة الفاسدين

السيد رئيس الوزراء، أطفئ الحرّ بمحاسبة الفاسدين

السيمر / فيينا / الاربعاء 12 . 08 . 2020

سليم الحسني

يتحمل المواطن العراقي يا سيادة رئيس الوزراء هذا الحرّ وأضعافه لو رآك تمسك الفاسدين وتستعيد أموال ما نهبوا من ثروات الشعب.
لكن المواطن يشتعل بنار الغضب ونار الصيف معاً حين يجد الفاسدين في قصورهم المرفّهة وفي فنادقهم الراقية وفي أجمل منتجعات العالم، يعيشون بأمان، ويسخرون من المواطن الذي تكويه الشمس.

يا سيادة رئيس الوزراء، بعمل بسيط يقوم به أحد مساعديك، تستطيع أن تجد على مكتبك ركاماً عالياً من ملفات الفساد التي قام بها وزير الكهرباء السابق لؤي الخطيب.
صحيح سيقف ضدك التيار الصدري وكتلة (سائرون) عندما تحيل وزير الكهرباء الى التحقيق. وربما يُغرّد السيد مقتدى الصدر ليثير ضدك الأجواء، ويقسمُ بالإصلاح ويدعو الى الإصلاح ويبشّر بالإصلاح ويوقّع تغريدته بالإصلاح، إذا حاسبتَ وزيره الفاسد.
لكنك أيها السيد الكاظمي وعدتَ الشعب بالمصارحة وكشف الفاسدين. لا زال المواطن العراقي يفتح موقع اليوتيوب ليعيد مشاهدة مؤتمرك الصحفي، وانت تؤكد تصديك للفساد وعدم خوفك من الموت القادم من الفاسدين.

سيقف ضدك آل الكربولي وآل أيهم السامرائي وآل الحلبوسي وكل مافيات الفساد التي مرّت على وزارات الكهرباء والماء والصحة والنفط التربية والنقل وغيرها. وسيخرج عمار الحكيم بصوته الخادش للرجولة يتنغم بالشباب والفقراء. ويطلّ الخنجر والمالكي والعامري والحلبوسي والكربولي والبرزاني وكل أعضاء الجوقة السياسية يرثون حال العراقي الذي أنهكه الفساد، وحال الشباب العراقي الذي يعاني البطالة.

لكنك يا سيادة رئيس الوزراء المسؤول الأول عن الشعب. أنت في جبهة الفقراء ضد هذه الجوقة. وحين تقف في منطقة الوسط، تكون قد حنثتَ بقسمك، وخنتَ الأمانة، وغرزتَ خنجراً اضافياً في قلب الشعب.

السيد الكاظمي المحترم.. ربما تقول بأن وزير الكهرباء تقف وراءه كتلة (سائرون) بنوابها المفترسين. ومن ورائهم يقف السيد مقتدى الصدر بسرايا السلام وجيش المهدي واتباع التيار، وأن المساس بمملكة من مملكات مقتدى الصدر المالية تتسبب في تداعيات خطيرة.

ربما تُفكّر بذلك، وتُدوّر الفكرة عدة مرات، تبحث عن الحل الأسلم والأهدأ. وستقفز أمام عينيك حكمة الصبر والتروي. لكنك لو فعلت ذلك، ستكون قد كتبتَ اسمك في نادي الفاشلين الملعونين على لسان الشعب مع كل عضة جوع، وقطرة عرق، وحسرة ألم، ودمعة حزن.

أمامك شعب لو خدمته سيرفعك على أكتافه. شعب طيب يرضى بالقليل. أعدْ له حقوقه من الفاسدين.
أمامك ملف مكشوف عن وزير الكهرباء السابق، افتحه الآن في هذا الحرّ الشديد، لتسكب ماءً بارداً على صدر المواطن. ولا تتركه إلا باستعادة ما سرق.

السيد مصطفى الكاظمي.. قبل أن تتولى هذه المسؤولية، كنتَ بلا شك، تتحدث عن الإمام علي، وتستشهد بسيرته في الحكم، وتتمنى لو أن حاكماً تولى السلطة في العراق، وسلك خطوات معدودات على نهج الإمام علي. أنت الآن ذلك الحاكم الذي كنتَ تتمناه، لا نريد عدة خطوات، يكفينا خطوة واحدة على دربه.
١٢ أغسطس ٢٠٢٠

الجريدة لا علاقة لها بكل ما ورد من آراء بالمقال.

اترك تعليقاً