السيمر / فيينا / الخميس 20 . 08 . 2020
أياد السماوي
ما الذي يريده الرئيس الأمريكي ترامب من دعوة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لزيارة الولايات المتحدّة الأمريكية عشية الانتخابات الأمريكية وما الذي يريده مصطفى الكاظمي من الرئيس الأمريكي ترامب في ظل الظروف الاقتصادية والصحية الذي يمرّ بها العراق ؟ الجواب على هذا السؤال قد أجاب عنه السياسي العراقي المستقل عزت الشابندر في لقاءه الأخير على القناة العراقية الرسمية بشكل واضح ومباشر .. فما يريد تحقيقه ترامب من الكاظمي في هذه الزيارة غير الذي يريده الكاظمي من ترامب , وهذه حقيقة يدركها الكاظمي قبل غيره , فالكاظمي يعلم جيدا أنّ ما يريده ترامب منه عشية الانتخابات الأمريكية هو تحقيق نصر إعلامي في حملته الانتخابية ضدّ منافسه الديمقراطي جو بايدن , هذا النصر يتمّثل بضم العراق إلى جبهة المقاطعة الاقتصادية ضدّ إيران وسحب سلاح الفصائل الموالية إلى إيران وتضييق الخناق عليها بما يضمن عدم تهديدها للقوات الأمريكية الموجودة في العراق .. وبالمقابل يريد الكاظمي من ترامب أن يقف معه ويدعمه في تجاوز الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يمرّ بها العراق بسبب انخفاض أسعار النفط وتقديم المساعدات للعراق في مجال النفط والكهرباء والصحة ..
السؤال الأكبر هل يستطيع مصطفى الكاظمي تلبية مطالب الرئيس الأمريكي بدفع العراق لمقاطعة إيران اقتصاديا ؟ وهل يستطيع أن ينزع سلاح ( المليشيات الولائية ) ويمنع تهديدها للوجود الأمريكي ؟ أنا أعتقد أنّ أكثر من يستطيع الإجابة على هذا السؤال هو مصطفى الكاظمي نفسه .. والكاظمي نفسه يعلم جيدا أنّه عندما يتعلّق الأمر بمقاطعة إيران , لن يكون هنالك خيط أبيض بين المليشيات الولائية وغير الولائية , ويعلم أيضا أنّ بقائه في كرسي رئاسة الوزراءهو بيد هذه المليشيات بجناحيها الولائي وغير الولائي , ويعلم أنّ هذه المليشيات هي من رفضت عدنان الزرفي وهي التي جائت به رئيسا للوزراء .. وحين تشعر هذه المليشيات أن الكاظمي بات يشّكل خطرا على وجودها , لن تترّدد بإقالته لحظة واحدة , وهذه حقيقة يدركها الكاظمي جيدا .. نعم هنالك مجال لمسك العصى من المنتصف وإن كان صعبا , لكنّ هذا يحتاج إلى مساعدين ذا خبرة في السياسة ودهاليزها , وليس إلى قادة صفحات وهمية وجيوش إلكترونية ونواشيط فيسبوك .. ولو كنت مكان السيد الكاظمي لاستعنت بخبير السياسة العراقية عزت الشابندر وأخذ رأيه بتوقيت الزيارة في هذا الوقت وهل ستصّب في مصلحة العراق أم بعكسه ؟ .. من جانب آخر أعتقد أنّ السيد الكاظمي بعد لقائه قائد الثورة الإيرانية السيد علي خامنئي في طهران قبل بضعة أيام , ولقائه قاآني في بغداد قبيل سفره إلى أمريكا , قد حسم الأمر لصالح السجادة الإيرانية الأشهر في العالم .. ومهما يكن من أمر الكاظمي فهو بالنهاية وديعة إيران عند أمريكا ..
في 20 / 08 / 2020