السيمر / فيينا / الاثنين 24 . 08 . 2020
أياد السماوي
يبدو أنّ بعض الأصدقاء فهموا من دعوتي حظر كلّ الأحزاب التي ساهمت في حكم العراق بعد 2003 ومنعها نهائيا من ممارسة العمل السياسي كما منع حزب البعث الفاشي من ممارسة أي عمل سياسيى , والتي جائت في مقالنا ليوم أمس ( مخاض صعب ينتظر العراق والعراقيين ) , على أنّها دعوة موّجهة للأحزاب الشيعية دون غيرها من أحزاب المكوّنات الأخرى .. أحد الأصدقاء الأعزاء جدا كتب لي هذا اليوم معاتبا ( مو هيج أبو محمد هذه قساوة بالغة وهذا مطلب البعثيين بحظر الأحزاب الشيعية فلماذا نذهب له ؟؟؟ ) .. علما أنّ دعوتي لحظر هذه الأحزاب كانت موّجهة لكلّ الأحزاب التي ساهمت بحكم العراق بعد 2003 ولم تكن موّجهة للأحزاب الشيعية لوحدها .. وقبل توضيح أسباب دعوتي بحظر جميع الأحزاب التي ساهمت بحكم العراق بعد 2003 وحتى هذه اللحظة , أودّ أن أقول للجميع أنّ الدعوّة لحظر الأحزاب التي ساهمت بالحكم بعد 2003 , معني بها كلّ الأحزاب الشيعية والسنيّة والكردية التي تقاسمت السلطة بعد سقوط الديكتاتورية , والتي انخرطت جميعا في الفساد وسرقة المال العام العراقي .. والقول أنّ الأحزاب الشيعية وحدها الفاسدة , هو قول مجاف للحقيقة ومجحف في ذات الوقت , فالفساد والنهب للمال العام قد اشتركت به كلّ الأحزاب السياسية التي حكمت العراق بعد سقوط النظام الديكتاتوري عام 2003 , وليس هنالك حزب واحد لم يشترك في هذا الفساد ولم يتوّرط قادته في نهب أموال العراقيين …
أمّا دعوتنا لحظر هذه الأحزاب التي حكمت العراق بعد 2003 ومنعها من مزاولة أي نشاط سياسي في المستقبل ومنع قادة هذه الأحزاب من ممارسة أي عمل سياسي , لها ما يبرّرها من الأسباب الموضوعية التي تستوجب هذا الحظر .. فعلى مدى سبعة عشر عاما مارست هذه الأحزاب الفساد بكلّ أشكاله السياسي والمالي والإداري , وتوّرط جميع قادة هذه الأحزاب بأحد أشكال هذا الفساد ولم ينأى أحدا منهم قط .. فجميع رؤوساء الجمهورية ونوابهم ورؤوساء الوزراء ونوابهم ورؤوساء مجلس النواب ونوابهم قد تورطوا بأحد أشكال هذا الفساد , كما ولم ينأى من هذا الفساد الذي ضرب كلّ وزارات الدولة ومؤسساتها أي من الوزراء والمسؤولين الكبار في المناصب العليا في الدولة والهيئات المستقلّة والسفارات إلا ما رحم ربي .. وهذا يعني أنّنا أمام عصابات ومافيات بعنوانين سياسية تمرّس قادتها وأعضائها بكل فنون النهب والسرقة للمال العام , وهذه الأحزاب قد تحوّلت إلى أخطبوط عملاق ليس للفساد ونهب المال العام فحسب , بل قد تحوّلت إلى عصابات إجرامية مسلّحة تمارس الجريمة والقتل لكلّ من يحاول أن يتصدّى لها .. والحقيقة التي آراها بوضوح كالشمس في رابعة النهار , أنّ الخلاص من هذه العصابات لم يعد أمرا ممكنا ويحتاج إلى ثلاثة أجيال للخلاص من آثار هذه الحقبة الأسوأ حتى من حقبة المغول في العراق .. في الختام أقول .. لا خلاص من هذا الوضع المزري في كلّ شيء إلا بحظر هذه الأحزاب قاطبة ومنعها من العمل السياسي مستقبلا على غرار حظر حزب البعث الفاشي وتقديم كلّ قادة هذه الأحزاب المعمم منهم والأفندي , للمحاكمة بتهمة تدمير العراق وشعبه وتدمير نسيجه الاجتماعي , وسرقة أمواله وأموال أجياله القادمة …
في 24 / 08 / 2020