السيمر / فيينا / الخميس 27 . 08 . 2020
سليم الحسني
لستَ شيعياً، أنت كاذب. أخرجْ من هذا المجلس، لا يدخله مثلك أحمق. خذْ دموعك واخرج، لا يبكي على الحسين، من يقتل أخاه. لا يبكي على الحسين من يرى أخاه يُقتل فيشمت أو يصمت أو يطلق حسرةً عاجزة.
اسكت يا خطيب المنبر، يا صاحب الكلمات التائهة. ترى الشيعي يقتل الشيعي، وأنت تشيح بوجهك عنهما. ما أبشع صوتك حينما تغمض عينيك عما يجري. لو كان معاوية حياً لأعطاك بيت المال وأنكحك جواريه، فأنت أنفع له من وضّاع الحديث ومزوّري التاريخ.
أنتم أيها الجالسون هناك قرب عليّ، متى تصدر منكم فتوى؟ أيفنى الشيعة لكي تصلّوا عليهم صلاة الميت؟ أما ترون الفتنة تفتك بالشيعة في الجنوب؟ أيحتاج أحدكم لجمرة تذيب الجليد من قلبه؟ أتريدون بالصمت شراء قداسة مزيفة؟ سأعطيكم منها جبلاً. سأسكب عليكم منها بحراً، لكن أوقفوا قتل الشيعي للشيعي.
يا آيات الله العظمى ساد الظلام على الجنوب، فما عاد يقرأ كلماتكِ أحد. ويا حزن السجّاد الأكبر تضاعّفتَ اليوم آلاف المرات ولا تخرج من صدر الشيعي آهة حزن.
ما أشقاكم يا من ملأتم قلب عليّ قيحاً. وتملأون ألان قلب الغائب قيحاً.
ما كان الشيطان ذكياً لهذا الحد، لكن الغفلة فيكم هي الشيطان الأكبر. أتقتل أخاك ليأتي يزيد؟ أتضرب زينب لتفرح هند؟ أمويّ أنت يا هذا الذي تحمل اسم حسين.
احذفوا أسماءكم. أبدلوها بما تقترفون. اجعلوها شمراً وحرملة ويزيداً وأبا سفيان. أو اجعلوها الأعمى والأصم والغافل والمخبول.
يضحك أبو سفيان عليكم، وتبكي على غفلتكم زينب. ما أتعسكم، يقتل بعضكم بعضاً، وكلاكما يهتف باسم الحسين. تمشون الى كربلاء وقد دستم قبل قليل دم الحسين.
صمتٌ مريب يملأ الأفق. جليدٌ مستورد يكسو العقول. يا حسرة كربلاء التي فرّطنا بها. يا ضيعة خطوات الحسين الى العراق.
إرجعْ أيها الجلاد آمناً، صار الطريق سالكاً. شيّدَ ضحايانا قصرك، ادخله وربعك بسلام آمنين، وافتح علينا أفواه ظلمك سترانا طائعين.
اقتلوا بعضكم بعضاً في الجنوب. واسكتوا يا أهل الشأن سكوت الميتين. فالقاتل شيعي، والمقتول أخوه.
٢٧ أغسطس ٢٠٢٠