السيمر / فيينا / الجمعة 15 . 01 . 2021 —-توفي في الولايات المتحدة الميليادير الصهيوني شيلدون أديلسون امبراطور القمار و ” صانع الملوك “وهو الشخص الذي كان جالساً في الصف الأول من الحفل الذي اقيم بمناسبة نقل الولايات المتحدة سفارتها من تل أبيب إلى القدس في عام 2018 وكان هو وراء قرار ترامب نقل السفارة الامريكية للقدس.
وكان يطلق على الميليادير الصهيوني شيلدون أديلسون لقب “صانع الملوك” في الحزب الجمهوري إلى درجة عرضه لاستخدام جزء من ثروته البالغة 36 مليار دولار، للمساعدة في بناء السفارة لضمان المضي قدماً في هذه الخطوة.
وقالت فوربس إنه كان يكسب في عام 2013، 41 مليون دولار في اليوم الواحد.
لذلك عندما بدأ دونالد ترامب حملته للترشح للرئاسة في عام 2015، كان يعلم أن دعم أديلسون سيكون مهماً جداً، وكان السؤال هو كيف يمكن تحقيق ذلك؟.
وفقًا لمصادر مطلعة، كان المفتاح لحصول ترامب على دعم أديلسون في حملته الانتخابية، هو الوعد بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
وقدم أديلسون ما مجموعه 82 مليون دولار، لترامب وللحزب الجمهوري.
ولو لا ذلك الدعم لكانت هناك شكوك في مشاركة أديلسون في حفل افتتاح السفارة الأمريكية في القدس في مايو/أيار 2018.
لكن من المؤكد أن نقل السفارة كان أحد الإنجازات التي حققها في حياته.
وبعد أقل من عام، أعلنت الشركة التي بناها من لا شيء أنه مصاب بسرطان الغدد الليمفاوية وكانت صحته في تراجع.
ويعد الملياردير شيلدون أديلسون قطب مدن الكازينوهات للقمار في الولايات المتحدة وكان يعد الداعم القوي لإسرائيل وبذل مذات الملايين من الدولارات لبناء المستوطنات الصهيونية في فلسطين المحتلة.
لقد كان صعود أديلسون الذي وُلد لأبوين يهوديين مهاجرين في شقة من غرفة واحدة في ذروة فترة الركود الكبير أمراً استثنائياً.
ولد أديلسون في بوسطن من أب ليتواني كان يعمل سائق سيارة أجرة، وأم ويلزية كانت تدير متجراً للحياكة في عام 1933.
في عمر الـ 12 عاماً، حصل لأول مرة على قرض من عمه بقيمة 200 دولار بغرض “شراء” ركن لبيع الصحف. لكن الثروة التي جمعها بنهاية حياته لم تأتِ بسهولة.
كان أديلسون قد ترك دراسته في الكلية وانضم إلى الجيش الأمريكي قبل أن يجد عملاً له ككاتب في محكمة في وول ستريت.
فتحت تلك الوظيفة أمامه أبواب عالم المال و أول نجاح مادي حقيقي له. كما أدرك أن الثروة يمكن أن تضيع بسهولة، وبحلول أواخر الستينيات، كان ذلك ما حدث بالضبط.
كانت لدى أديلسون الكثير من الأفكار التجارية، وعمل في عشرات المجالات مع اقترابه من نهاية حياته.
قاده حسّه التجاري إلى استئجار مركز لعقد المؤتمرات مقابل 25 سنتاً لكل قدم مربع، وبيعه للجهات العارضة مقابل 25 دولارا أو أكثر حسب الصحيفة.
في الواقع، كانت مراكز المؤتمرات، وليس حب المقامرة، هو ما دفعه لدخول عالم الكازينوهات لأول مرة. ولم يكن التاريخ العريق لفندق وكازينو ساندز في لاس فيغاس، المكان الذي كان عرض فيه أكثر الأفلام رواجاً “أوشن 11″، هو الذي لفت انتباهه في أواخر الثمانينيات.
أوضح إروين شافيتز، صديق طفولته وشريكه في الأعمال، لصحيفة نيويورك تايمز: “كان لفندق لساندز مساحات وأراض كافية لبناء مركز للمؤتمرات، لهذا السبب دخلنا عالم الكازينوهات”.
وهكذا ولد مركز مؤتمرات “ساندز إكسبو” وبجواره كازينو قديم للقمار نوعاً ما.
في ذلك الوقت تقريباً، كان أديلسون ينفصل عن زوجته الأولى. وكان قد التقى بساندرا في السبعينيات وتبنيا معاً ثلاثة أطفال؛ ولدان وبنت.
في عام 1988، تم الطلاق. وبعد ثلاث سنوات، التقى بالطبيبة الإسرائيلية ميريام فتزوجها .
قالت ميريام لاحقاً لمجلة “فورتشن” الأمريكية: “شيلدون هو كل شيء بالنسبة لي، إنه أعز أصدقائي، وأعلم أنني ذات الشيء بالنسبة له، وهو شخص رائع، يصفني بالملاك، وأنا أقول إنه مصدر قوتي في الحياة”.
وبحلول الوقت الذي التقيا فيه، كان أديلسون قد زار إسرائيل بضع مرات فقط. وبعد ذلك، باتت اسرائيل محط حبه وأنفق فيها مئات الملايين .
اليوم، تمتلك شركنه “فيغاس ساندز” ثمانية منتجعات أخرى في الولايات المتحدة وماكاو وسنغافورة.
وألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت، باللوم على أديلسون في سقوطه. وقال لمحطة تلفزيون إسرائيلية في عام 2018 ، إن صحيفة “هايوم” التي تدعم نتنياهو ويملكها أديلسون، أنشئت من أجل “سقوطي”.
ويعتقد أولمرت أن خطأه كان محاولته تحقيق السلام مع الفلسطينيين.
وبعد أديلسون شخصا معاد للفلسطينيين والقصية الفلسطينية وقال لدورية “أسبوعية نيويورك اليهوديه” إن “حل الدولتين هو نقطة البداية للقضاء على إسرائيل والشعب اليهودي”.
واستغرق الأمر وقتاً أطول بقليل لكي تبرز قوته في السياسة الأمريكية. ومثل تخفيف قوانين التبرع للحملات الانتخابية فرصة له لاستخدام ثروته لدعم مرشحيه المفضلين، كانوا دائماً من الحزب الجمهوري ومؤيدي إسرائيل، على الرغم من مخاوفه من تداعيات ذلك.
وقال لمجلة فوربس في عام 2012: “أنا ضد الأشخاص الأثرياء جداً الذين يحاولون التأثير على الانتخابات. ولكن لطالما ذلك ممكناً، فسأفعل ذلك أيضاً”.
وقال أنصاره أن تبرعاته الكبيرة لم تكن مهمة لأنها لم تكن سوى جزء ضئيل من ثروته، وجادل فريد زيدمان، القائم بجمع التبرعات للجمهوريين، في مجلة “فوتشيون” أن التبرغ بمبلغ 10 ملايين دولار من قبل أديلسون للمرشح الجمهوري نيوت غينغريتش، في عام 2012 “هو مبلغ كبير، لكن ليس بالنسبة لاسرة أديلسون”. وقد زادت ثروته بمليارات الدولارات في ذلك الوقت.