السيمر / فيينا / الاثنين 25 . 01 . 2021
أياد السماوي
في إشارة له على موجة الاتهامات التي وجهّت إلى المملكة العربية السعودية بعد تفجير ساحة الطيران الذي سقط فيه أكثر من مائة عراقي بين شهيد وجريح جميعهم من الباعة الفقراء الذين يسترزقون الله في هذا المكان المزدحم بالعمال والمتسوقين من سوق البالة .. غرّد السياسي العراقي القدير عزّت الشابندر قائلا ( فلو أنّ إرهابيا من العراق فجّر نفسه في واحدة من دول المنطقة , فهل يصِح القول بأنّنا إرهابيون شعبا وحكومة ؟؟ مصلحة العراق تقتضي بناء علاقات إقليمية ودولية تقوم على أساس الثقة والمنفعة المشتركة وليس على أساس العاطفة أو الانفعال نيابة عن الغير ) .. تغريدة السيد الشابندر تتضمن جانبين مهمين .. الجانب الأول هو هل يجوز توجيه الاتهام لأي دولة بأنّها دولة إرهابية شعبا وحكومة ؟ والجانب الثاني الذي تحدّث به السيد الشابندر عن مصالح العراق الإقليمية والدولية بعيدا عن العاطفة أو الانفعال نيابة عن الغير , في إشارة منه إلى إيران .. في هذا المقال سأردّ على أخي وصديقي الشابندر بالدليل المنطقي بعيدا عن العاطفة أو الانفعال اللا مبرّر نيابة عن الغير .. وقد يسأل سائل وهل هنالك انفعال مبرّر وآخر غير مبرّر نيابة عن الغير ؟ والجواب على هذا السؤال نعم ونعم ونعم , هنالك انفعال مبرّر نيابة عن الغير , فعندما يتعرّض شعب للعدوان والقتل والإبادة من قبل دولة أو مجموعة دول من دون أي ذنب كما فعلت السعودية بحق الشعب اليمني الشقيقي , في هذه الحالة تصبح إدانة هذا العدوان والتصدّي له واجب شرعي وأخلاقي , كما أنّ التضامن مع شعب اليمن المظلوم والوقوف معه هو أيضا واجب شرعي وأخلاقي .. أو حينما تفرض أمريكا حصارا اقتصاديا ظالما على الشعب الإيراني المسلم الشقيق بدفع من إسرائيل المجرمة , فأيضا في هذه الحالة الوقوف مع الشعب الإيراني والتضامن معه هو واجب شرعي وأخلاقي .. أمّا فيما يتعلّق بمصالح العراق الإقليمية والدولية فهذه قضية ترتبط ارتباطا مباشرا باحترام هذه الدولة أو تلك لسيادة العراق وأمنه واستقراره وعدم التدّخل في شؤونه الداخلية .. وبكل تأكيد أنّ علاقات العراق بمحيطه الإقليمي والدولي يجب أن تخضع لهذه الاعتبارات , ويجب أن تطبّق على الجميع دون أي استثناء ..
أمّا فيما يتعلق بالإجابة على سؤالنا هل السعودية دولة إرهابية ؟ وهل يجوز لنا أن نقول عنها أنّها دولة إرهابية شعبا وحكومة ؟؟ والجواب بكل تأكيد نعم ونعم ونعم .. السعودية دولة إرهابية ومجرمة شعبا وحكومة وعقيدة .. حكومة وشعبا فهذه لا تحتاج إلى دليل , فالسعوديون يشّكلون العمود الفقري لتنظيم القاعدة الإرهابي وداعش من بعده .. وحين يتجاوز عدد المنتحرين الذي فجرّوا أنفسهم في العراق فقط الخمسة آلاف بموجب الأرقام الرسمية العراقية , فنحن في هذه الحالة لا نتحدّث عن ظاهرة شاذة تتعلّق بانحراف شخص أو مجموعة أشخاص ضلّوا الطريق .. ولهذا لم نقل أن تونس أوالمغرب أو الأردن أومصر أوالسودان أنّها دولا إرهابية , علما أن الآلاف من رعايا هذه الدول قد انخرطوا في الإرهاب وفجرّوا أنفسهم أيضا في العراق .. فالموضوع لا يتعلق بالعدد المجرّد , بل نحن نتحدث عن دولة مارقة ومجرمة ومتجبرّة , وتتبّنى عقيدة منحرفة ومتطرفة بشكل رسمي , وتدعم مؤسسة دينية منحرفة مسؤولة عن تحريض مئات الآلاف من المتطرفين الذين زرعوا الموت والدمار في العراق وسوريا واليمن .. ومشكلتنا مع مملكة الشر السعودية لا تتعلّق بالتدّخل في الشأن الداخلي العراقي كما تتدّخل كلّ دول الإقليم وباقي دول العالم الأخرى , بل إنّ مشكلتنا مع السعودية تتعلّق بالمذهب والعقيدة الوهابية التي تعتبر الشيعة الروافض هم ملحدين وكافرين ويوجب قتلهم وسبي نسائهم قربة إلى الله .. هذه مشكلتنا مع هذه المملكة التي صدّرت الإرهاب للعالم بأسره , حتى بات دين محمد بن عبد الله دينا للإرهاب في نظر كافة دول العالم .. أنت مسلم أنت إرهابي .. هذا نظرة العالم للمسلمين في كلّ دول العالم المتحضر .. فهل هنالك غير السعودية دولة وشعبا وعقيدة تؤمن بالإرهاب ؟؟ أنا لا اتحدث عن انتحاري ساحة الطيران بالرغم من بيان داعش الذي أعلن عن أسمائهم .. ثمّ ما الذي يمنع أن تكون الحكومة السعودية وراء هذا العمل الإرهابي لتوصل رسالة سياسية إلى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بايدن لتقول له إذا أردت محاسبة السعودية على قتل الصحفي السعودي خاشقجي , فها نحن موجودون في العراق وسنحرق العراق عليكم .. فالمصالح المشتركة يا أخي عزّت الشابندر .. تبدأ من التوّقف عن دعم الإرهاب واحترام سيادة وأمن بلدنا وشعبنا ..
في 25 / 01 / 2021