الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / هل ستهاجم “اسرائيل” ايران؟

هل ستهاجم “اسرائيل” ايران؟

السيمر / الخميس 28 . 01 . 2021 

الخبر وإعرابه

الخبر: في الوقت الذي يعلن فيه رئيس هيئة أركان الجيش الاسرائيلي عن اعداد خطط لتنفيذ عمليات ضد ايران باعتباره أكبر مسؤول عسكري؛ فإن المتحدث باسم هيئة اركان القوات الايرانية قال، ان اسرائيل اذا ارتكبت أي خطأ فاننا سنضرب تل أبيب وحيفا.

التحليل:

– على الرغم من أن تهديد أكبر مسؤول عسكري اسرائيلي لايران انتشر بشكل كبير وواسع في وسائل الاعلام؛ الا ان القليلين حملوا هذا التهديد محمل الجد، ويكفي في ضعف هذا التصريح أن ترد الجمهورية الاسلامية الايرانية عليه بعد يوم من اطلاقه، ولا شك أن المتحدث باسم هيئة الاركان الايرانية اكتفى بالرد عليه بهذه الجملة القصيرة فقط، ومما لاشك فيه فانه حدد المناطق التي ستقصفها ايران وهي تل أبيب وحيفا اذا ارتكبت أي خطأ، خلافا للكلمات العامة التي أطلقها قائد الجيش الاسرائيلي.

– ولكن السؤال المطروح هو أنه لماذا خاض رئيس هيئة الاركان الاسرائيلية معركة الألفاظ ضد ايران بدلا عن السياسيين؟ ويمكن الاجابة على هذا التساؤل عبر التطرق الى العديد من الجوانب، فأولا وقبل كل شيء فان هذه التصريحات تعتبر رد فعل على تجاهل وتهميش السياسيين الذين يحكمون اسرائيل للعسكريين، والحقيقة ان كوخافي ومن خلال تهديده لايران اراد لفت أنظار الرأي العام الاسرائيلي لمكانته باعتباره رئيس اركان الجيش الاسرائيلي، كما أن طرح هذه القضية مع اقتراب اجراء الانتخابات الاسرائيلية ستهز مكانة نتنياهو، من جهة أخرى فان الشخصيات التي بمستوى كوخافي كغانتس واشكنازي وباراك استطاعوا تولي مناصب عليا كوزارة الدفاع والخارجية ورئاسة الوزراء بعد ان كانوا يتولون منصب كوخافي.

– أما السبب الثاني فيمكن أن يكون كوخافي يريد لفت أنظار الأميركيين اليه عبر التهديدات التي أطلقها الثلاثاء الماضي ضد ايران، بينما لا توجد مؤشرات على أن نتنياهو وبايدن في طريقهما لتمضية شهر العسل.

وبما أن كوخافي درس في الولايات المتحدة الأميركية ومن المؤكد أن لديه أصدقاء قدماء من بين السياسيين الجدد في أميركا، لذلك فانه ليس من المستبعد أن يسعى الى تجربة حظه في الأجواء الجديدة ليلعب دورا في عالم السياسة الاسرائيلية، وفي هذا الاطار لا ينبغي تجاهل الأضوية الخضراء التي وجهها الأميركيون خلال الأيام الأخيرة للصهاينة ومن بينهم كوخافي، ويمكن القول أن تحليق القاذفة الأميركية B52 في أجواء منطقة الخليج الفارسي في اليوم السادس لتسلم بايدن للسلطة، وكذلك زيارة ماكنزي للسعودية، والاعلان عن عزم الولايات المتحدة على ايجاد قواعد عسكرية لها في الطائف وينبع وتبوك، وكذلك القرار الذي اتخذته واشنطن بشراء القبة الحديدية الاسرائيلية ونقلها الى القواعد الأميركية في المنطقة؛ من بين هذه الأضواء الخضراء التي وجهتها الولايات المتحدة الأميركية.

– السبب الثالث للتهديدات التي أطلقها كوخافي يمكن أن يكون هو تجاهل وتهميش العسكريين في ملف تطبيع بعض الدول العربية مع الكيان الاسرائيلي، خاصة وأن نتنياهو سعى في القاء ثمار ومكاسب ذلك في سلة السياسيين، كما انه سعى الى تضخيم دور القوى الأمنية التابعة لكيانه في هذا الصدد، لذلك يمكن القول أن كوخافي اراد ونيابة عن الجيش الانتقام من نتنياهو على الصعيد السياسي.

وهنا لا ينبغي أن ننسى أن نتنياهو في الوقت الذي اثنا فيه على جهود رئيس الاستخبارات الاسرائيلية ايلي كوهين فانه اشاد بشكل خاص وخلال مراسم خاصة، بقدماء الأمنيين الاسرائيليين وحسب نتنياهو فان هؤلاء لعبوا دورا أساسيا في ملف التطبيع مع العرب.

– وبكلمة وبملاحظة رابعة، فإن هذه التهديدات ووفقا لبعض الخبراء يمكن أن تكون كرد فعل تجاه العجز أمام النجاح الباهر للمناورات العشرة التي أطلقتها ايران مؤخرا.

-وبغض النظر عن مدى اتفاقنا مع التحليلات آنفة الذكر فان الحقيقة، هي أنه ومع الأخذ بنظر الاعتبار تورط المسؤولين الاسرائيليين بالقضايا الداخلية من ناحية، والتحديات العسكرية التي تواجههم وخاصة محاصرتهم بالصواريخ الدقيقة لمحور المقاومة من ناحية أخرى، فانه لن يكون بوسعهم الا اطلاق التهديدات وحسب، أما على صعيد ترجمة هذه التهديدات الى الواقع، فانهم يدركون أكثر من غيرهم انهم لن يحصلوا من تأجيج الحرب ضد ايران سوى دمارهم، واذا كان من المفترض أن تشن الحرب على ايران، فمن المؤكد أن المتبني لنتنياهو، أي ترامب كان قد أقدم عليها.

المصدر / العالم

اترك تعليقاً