السيمر / الاحد 07 . 02 . 2021
حسين نعمة الكرعاوي
الانتخابات النيابية القادمة، لن تكون القشة التي تقسم ظهر البعير، والحسابات السياسية لن يُكتب لها النجاح، في ظل نظام، أُريد لهُ قدر النضج المبكر، وقُضي عليه بالتعددية المهلكة للأحزاب وتبعاتها.
القوى الشيعية..!
اغلب القوى الشيعية، تضع في الحسبان، مرجعية النجف وثقلها، وحراك تشرين وإبعاده، سيما وأن الانتخابات تأتي في وقت، يُعيد لأذهان العراقيين، مسيرة الاحتجاجات الشعبية، وما رافقها من متغيرات سيو اجتماعية.
العمامتين.. الصدر والحكيم في مركب واحد وان اختلف الاتجاه والتوجه، فلا حكومة تمضي بلا تأييد الأول ودعم الثاني، اما ثقلهم في الاستحقاق القادم، فهو ما يعول عليه الصدر في ظل نظام انتخابي فُصل على مزاج رجله الأول في البرلمان الكعبي، بما يتناسب مع مرشحيه، ومزاج ناخبيه والتابعين له، لذا فإن أي استحقاق أقل من السابق، سينعكس بظلاله على التيار الصدري اولا، والشارع العراقي ثانيا، سيما وأنه المحرك الأساس في التظاهرات المؤيدة للحكومة تارة، والمعارضة لها تارة أخرى، بشكل أو بأخر، اما الحكيم، فيترقب بصمت ذكرى يوم الشهيد العراقي في الأول من رجب، لما لها من أثر نفسي في جماهير شهيد المحراب، وتأثير في خطابه الشعبي والسياسي، وتحشيد تنظيماته لإيصال رسالة مفادها (انا هنا)، سيما وسط التحركات لإحياء التحالف الوطني، بتسمية التحالف الطولي، وبمشاركة كافة المكونات، والاحتفاظ بالأغلبية الشيعية، للحفاظ على منصب رئاسة الحكومة، اما المالكي والعبادي، فلن تكون حساباتهم مختلفة عن الآخر، مسارين مختلفين، والتحالفات ما بعد الانتخابات، حسب ثقل الأصوات وما يحصد من مقاعد نيابية، اما القوى الأخرى، فمساحاتهم معروفة، واستحقاقاتهم مضمونة، وكُلٌ منهم يسعى للكسب الوفير، وفي ظل كل هذه المعتركات، سينتقل الكاظمي من مرحلة اللاحزبية إلى الحزبية، ويدخل الانتخابات بالاعتماد على مستشاريه، واستقطاب الشخصيات التشرينية، ومن كان معه في الحكومة الحالية، وتبقى التفاهمات السياسية، الفيصل في إعادة انتخابه رئيسا للوزراء من عدم ذلك.
القوى السنية..!
لطالما كانت الأحزاب السنية تبحث عن الزعامة، فهم يؤمنون دوما، بأن جماهيرهم تبحث عمن في الواجهة، سيما من يحفظ لهم مكانتهم واستحقاقاتهم أمام الشيعة والكورد، وفي ظل الصراع المحتدم بين الحلبوسي ونظرائه في الكفة الأخرى، يعول رئيس البرلمان الحالي على قربه من الجماهير في الشارع الانباري، مقابل ثقل منافسيه في صلاح الدين والموصل، الأمر الذي لن يضيف الكثير للمعادلة القادمة، سيما وأن مساحات الصراع الجديدة، اما مضمونة، أو متقاتل عليها، وبغداد من ضمن المساحات، لما لبعض القوى من مقبولية داخلية ودعم خارجي وقرب من الأحزاب في المكونات الأخرى.
القوى الكوردية..!
صراع السليمانية وأربيل، واستحقاق الموظفين والتبعات الأمنية للقصف التركي، والتقاطعات الإدارية في المناطق المتنازع عليها، ستثبت اما هيمنة “البارتي” من جديد، أو دخول “اليكتي” على خط الصراع الإقليمي اولا، والإداري ثانيا، سيما في ظل تواجد الاحزاب المعارضة في بعض المساحات التي يشغلها الاتحاد الوطني الكردستاني، مما قد ينعكس سلبا على حكومة الإقليم، إذا ما جائت المعادلة الانتخابية الاتحادية، بما لا تشتهي سفن البارزاني.
هل ستكون قوى تشرين.. العامل المتغير..؟
الكل راهن على حراك تشرين في إحداث التغيير، سواء في المعادلة الاجتماعية أو السياسية، ولكن ليس كل ما تشتهيه الأنفس يتحقق على أرض الواقع، فتنظيم الصفوف أولى الخطوات التي ينبغي المضي بها، إذا ما أرادت تلك القوى أن تدخل في المعادلة وتصبح مؤثرة، رغم أن المعطيات الحالية، أقرب منها إلى تشضي تلك القوى، بسبب غياب الثقة والمصداقية بين صف وأخر، ولكن الفرصة ما زالت متاحة، والحكم عليهم ما زال مبكرا.
هل سينتهي الصراع..!
صراعٌ كُتب له الحضور في أكثر من استحقاق، ولكن ترتيب الأوراق قبل الإنتخابات لا بعدها، من شأنه أن يُضفي أجواءً مناسبة ومعبرة عن النظام الديمقراطي، اما المستلزمات المطلوبة، فتقف في مقدمتها إنهاء تواجد المظاهر المسلحة، وهيمنة المال السياسي، والاقتتال بالتقسيط والتشهير والتزوير، فلا الخيام في بوابات المراكز الإنتخابي تنتج حكومة، ولا الفساد والرشاوى وسيطرة السلاح تبني دولة، وتبقى الأيام وليدة بالأحداث، في ظل تغير المعادلات الإقليمية، وانعكاساتها على العراق، فهل ستكون السياسة الأمريكية-الإيرانية حاضرة، ام ان التحركات الداخلية ستوقف مد التدخلات الخارجية بإرادة وطنية، سؤال يوضع على طاولة القوى السياسية، والجواب تفزره النتائج الانتخابية القادمة.