السيمر / الاثنين 01 . 02 . 2021 —- اكتفى النظام السعودي في رده على اتهام تقرير “السي اي ايه” الامريكي لرأس السلطة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالتورط في قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، ببيان يرفض التقرير الامريكي فحسب، دون اي تحرك دبلوماسي يذكر او حتى تسجيل اعتراض خجول لدى السفير الامريكي في الرياض، بل اظهر بيان الخارجية السعودية تمسكا بالعلاقات مع امريكا!.
البيان السعودي الذي حاولت وسائل اعلامه وصفه بأنه شديد اللهجة، بدا هزيلا خاويا منتظرا التحرك الامريكي التالي بعيدا عن التصعيد، فلم يرافقه تحرك دبلوماسي كاستدعاء السفير الامريكي بالرياض مثلا او حتى تسجيل احتجاج لدى السفارة الامريكية، بل سجل بيان الخارجية السعودية تمسكا بـ”العلاقات الراسخة” مع امريكا ما بدا وكأنه اعتراف بالجريمة واستجداء من قبل المتهم لـ”القاضي”.
وما يؤكد ان البيان والتحرك السعودي كان اقل من المستوى هو ما رافقه من بيانات خليجية مؤيدة للبيان السعودي، كبيان البحرين وبيان الكويت وحتى بيان حكومة الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي الذي يعيش اصلا في الرياض.
حتى ان بعض وسائل الاعلام الموالية للسعودية ذهبت للمقارنة بين موقف المملكة من كندا وطرد السفير الكندي، على خلفية تدخل الأخيرة بالشأن السعودي ونشطاء المجتمع المدني المعتقلين، وبين تأكيد بيان الخارجية السعودية على “الشراكة” بين المملكة، والولايات المتحدة الأمريكية التي ارتكزت على أسس راسخة، وأملت الرياض بأن تستمر هذه الأسس الراسخة، دون إعلان سريع لطرد السفير الأمريكي كما فعلت مع نظيره الكندي غير المرغوب فيه عام 2018.
على الرغم من ان التقرير الامريكي لم يشمل صورا او مكالمات هاتفية او دلائل ملموسلة إلا انه اتهم محمد بن سلمان بالتورط مباشرة في جريمة القتل وهو مايعني ان امريكا قد تكون تملك هذه الادلة التي ربما قد زودتها بها تركيا التي اعلنت سابقا انها تملك ما يثبت ذلك، وربما اتي الصمت السعودي انتظارا لم ستفعله ادارة بايدن بالضبط او بما طلبه بايدن من الملك السعودي خلال اتصالهم الايام الفائتة ومدى تنفيذ السعودية له.
أمريكا استثنت بن سلمان الى الان من العقوبات التي طالت الشخصيات السعودية المتورطة باغتيال خاشقجي (76 شخصية)، وهي عقوبات مالية، ومنع منحهم تأشيرات دخول للولايات المتحدة الأمريكية، وعلى رأسهم اللواء أحمد عسيري، وقوة التدخل السريع، الذراع الأيمن للأمير بن سلمان، وبررت امريكا عدم معاقبة ولي العهد السعودي على لسان المتحدثة باسم الإدارة الأمريكية، جين بساكي، التي قالت انه “على مدار التاريخ، وحتى خلال حقبته الحديثة، امتنعت الإدارات الديمقراطية والجمهورية عن فرض عقوبات ضد قادة حكومات أجنبية تربطها معنا علاقات دبلوماسية، بل وحتى في حال غياب العلاقات الدبلوماسية بيننا”، وهو كلام مضحك لأن امريكا لاتتوانى عن فرض عقوبات على اي زعيم يعارضها، وقد استهدفت عقوباتها ليس زعماء عالمين فحسب بل حتى عائلاتهم وأطفالهم في بعض الأماكن.
لكن بساكي اشارت الى نقطة هامة وهي ان ادارة بايدت تعتقد أن “ثمة أساليب أكثر فعالية لمنع تكرار ذلك في المستقبل وكذلك لإفساح المجال أمام العمل مع السعوديين في مجالات يوجد فيها الوفاق وتوجد فيها مصالح قومية للولايات المتحدة”، اي ان واشنطن ستلجأ للابتزاز وما يهمها بالفعل هو مصالحها لا الديمقراطية والعدالة .. هذه هي الدبلوماسية (كما قالت بساكي).
من جهة أخرى أكد الرئيس الأمريكي، أن إعلانا سيصدر اليوم الاثنين حول ما ستفعله إدارته مع السعودية بشكل عام، وبين الجمعة حيث صدر تقرير السي اي ايه واتهم بن سلمان بالتورط بجريمة قتل وبين اليوم الاثنين من المرجح ان يكون الابتزاز الامريكي للملك سلمان وابنه قد وصل اوجه وسيحدد مدى رضوخ السعودية “المطلق” للمطالب الامريكية طريقة التعامل الامريكي مع السعودية والتي سيحددها بيان ادارة بايدن اليوم.
المصدر / العالم