أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / هل تنهي ادارة بايدن الوجود الامريكي في العراق؟

هل تنهي ادارة بايدن الوجود الامريكي في العراق؟

السيمر / فيينا / الجمعة 09 . 07 . 2021 

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

أمريكا خير ماصنعت عندما أسقطت نظام صدام الجرذ الهالك، وكان ولا زال على الامريكان ان يعون أن لكل شعب خصوصيات وقيم، شعب العراق يرفض أن تحتله دولة مثل أمريكا وتفرض وصايتها بكل شيء، تمنع ضحايا الشعب من محاسبة الظلمة والقتلة، تتدخل في الملف الأمني وفي عمل الحكومة، تجبر الساسة بالعراق على عمل حكومات محاصصاتية، تضغط على الحكومات العراقية في عدم بناء علاقات مع دول أمريكا تختلف معها سياسيا، تمنع الحكومة العراقية من توقيع اتفاقيات اقتصادية مع دول أخرى ولنا بقضية توقيع عقد مع شركة سيمينس الألمانية، وقعت أمريكا اتفاقية مع الحكومة العراقية وسحبت قواتها في اتفاقية الإطار عام ٢٠١٠، لكن  بقي السفير الأمريكي  هو الذي يتدخل في شؤون الحكومة وفي العملية السياسية، أعطت الضوء الأخضر في تسليم الموصل إلى القوى الارهابية، بل نفسها هيلاري كلينتون ذكرت ذلك في مذكراتها  في نشوء  داعش، ورغم وجود اتفاقية الاطار مع أمريكا لم تقم في مساعدة القوات العراقية بالتصدي للمجاميع الارهابية ورفضت إعطاء العراق سلاح واضطر السيد نوري المالكي الى الذهاب الى بوتين وطلب منه طيران جيش حربي وروسيا دعمت العراق بنفس اليوم تم ارسال الطائرات السمتية عبر طائرات نقل هبطت في مطار بغداد.

شكلت امريكا  تحالف لمحاربة داعش ووافقت الحكومة العراقية في عودة قوات امريكية للعراق لمحاربة الارهاب، لكن الذي حدث طيران التحالف قصف مرات عديدة القوات العراقية من الجيش والحشد وخلف مئات الشهداء كان التبرير أخطاء بشرية.

أمريكا دولة كبرى وعظمى  كان في إمكانها بيع العراق محطات توليد كهربائية ومصافي تكرير، لكنها لم تفعل، في إدارة ترمب نفسه ترمب قال وجود قواتنا بالعراق لمحاربة ايران والشيعة، قصف وقتل قادة ورموز عراقية مجاهدة قاتلت وهزمة الارهاب واعلن ترمب بنفسه انه هو من نفذ العملية، طيران يقصف قادة عراقيين بالعلن وفي العاصمة بغداد في انتهاك واضح لسيادة العراق، قصفوا قواتنا الامنية وسقط أربعين شهيد في حدود العراق مع سوريا، رئيس الحكومة عادل عبدالمهدي  تكلم مع الامريكان ابلغوه ان اسرائيل هي من قصفت قواتكم  الأمنية.

كل هذه الممارسات تزيد من نسبة الكارهين لأمريكا بالساحة العراقية، عندما يتم انتهاك سيادة العراق واصبح وجود امريكا به  تدخل واضح يستهدف جزء مهم من مكونات الشعب العراقي، اكيد يولد فصائل مسلحة تقاتل الوجود الأمريكي بالعراق، البرلمان العراقي  صوت في الاغلبية لإخراج القوات الامريكية من العراق، الحكومة طلبت من الامريكان انهاء وجودهم، والجانب الأمريكي يرفض سحب قواته بل  ويخوض حروبه مع دول أخرى بالساحة العراقية، امريكا احتلت أفغانستان عشرين سنة وخرجت بدون تحقيق أي شيء، كان ولازال يفترض في الإدارة الأمريكية الكف من جعل العراق ساحة لحروبها مع الآخرين، عليها عدم أخذ تحريضات  حكام السعودية المصابين بعقدة  مذهبية في تكفير شيعة العراق ومحاولة إبادتهم، اللوبي الصهيوني يحاول أيضا اشعال حروب غير مبررة، من مصلحة أمريكا ومن مصلحة الشعب العراقي ان امريكا تسحب قواتها وتترك التدخل في شؤون العراق وفرض محاصصات قومية ومذهبية والكف عن دعم فئات بعثية طائفية للعبث في الأمن العراقي، ومن مصلحة أمريكا والعراق توقيع اتفاقية تعاون استراتيجي بكل المجالات لضمان علاقات دولة مستقلة مع دولة أخرى مبنية على اسس تبادل المصالح الاقتصادية بين البلدين، وحتى قضية إيران تم التوصل للاتفاق النووي مع ادارة أوباما لكن ترمب بمعركته  الانتخابية رفع شعار الخروج من الاتفاق النووي وفعلا عندما فاز خرجت امريكا من جانب واحد من الاتفاق النووي، النتيجة لاشيء، وجود ايران في الاتفاق النووي عامل مفيد للجميع، لكن الضغط على ايران واستهداف اسقاط نظامها السياسي لربما يجعل من ايران فعلا تحاول امتلاك سلاح نووي للدفاع عن نفسها، المفروض على إدارة السيد بايدن العودة الى الاتفاق النووي وانهاء الصراع في سوريا في انهاء الوجود العسكري للناتو في شرق وشمال سوريا وانهاء قضية انسحاب اسرائيل من قرية صغيرة في جنوب لبنان لانهاء السبب الذي يجعل حزب الله يطالب في تحرير الارض اللبنانية المحتلة، مضاف لذلك ايران الشيعية لايمكن لها استخدام أسلحة الدمار الشامل حتى لو امتلكتها  في قصف الأهداف المدنية، واكبر تجربة في حرب صدام الجرذ على ايران التي استمرت ثمان سنوات استعمل صدام الاسلحة الكيماوية اكثر من ٣٠٠ مرة لكن ايران لم تستخدم السلاح الكيماوي ضد القوات العراقية والأهداف المدنية، السبب ان الاسلام الشيعي يتبع مدرسة نبي الاسلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم عبر أئمة آل بيت رسول الله ص علي بن ابي طالب عليه السلام وأبنائه وأحفاده الائمة الاثنى عشر، يرفضون قتل الأطفال والنساء، ‏استمرار استهداف المصالح الأمريكيّة في العراق من قبل الفصائل المسلحة يعكس زيادة كراهية المواطنين للوجود الأمريكي بالعراق، غالبية الشعب العراقي لايثقون في  المفاوضات مع أمريكا ولأسباب كثيرة منها رفض أمريكا مساعدة القوات العراقية في صد هجوم داعش على بغداد ولولا تدخل المرجعية الدينية المتمثلة  في الإمام السيد علي السيستاني لما تم هزيمة القوى التكفيرية التي كانت ولازالت مدعومة من السعودية والامارات وقطر، من حق العراقيين عدم الثقة في المفاوضات مع أمريكا، لنا في تجربة  مفاوضات أمريكا  وإيران وتوقيع الاتفاق النووي والذي   رفضته امريكا بعد تولي ادارة ترمب  والتي  شاهدها جميع العالم وأشرفت على الاتفاق ستة دول كبرى وعظمى.

في الختام من الأفضل للشعب الامريكي والعراقي وللشعب الإيراني والسوري واللبناني واليمني  حل الصراع مع أمريكا عبر المفاوضات وتوقيع اتفاقيات تضمن علاقات اقتصادية وتعاون بعيدا عن التهديد وجعجعة السلاح والحرب، لا يمكن قهر الشعوب، لدى العراق طبقة سياسية قادرة على أن تكون حلقة وصل مابين الشعب العراقي والايراني واللبناني والسوري واليمني  مع حكومة الولايات المتحدة الأمريكية لتوقيع اتفاقات في إنهاء الصراعات العسكرية وعودة الأمن والأمان والاستقرار، وعودة علاقات طبيعية مع أمريكا تنهي كل أشكال الصراع والتهديد، دول الخليج الوهابية دول فاقدة الشرعية من قبل شعوبها ولايمكن الى امريكا ضمان مصالحها عبر أنظمة الخليج الوهابية المتهرئة، دول حسب وصف ترامب لا يملكون  سوى النقود وعليهم دفع النقود لنا، لدى العراق ساسة عراقيين يحملون الجناسي الاوروبية والأمريكية  وقادرون  على لعب دور مهم ومحوري  في انهاء الصراع ما بين امريكا وايران وما بين أمريكا وسوريا ولبنان، واليمن،  لكن هل إدارة المستر جو بايدن تفكر أن الشعوب الحية ترفض التبعية  والعبودية والاحتلال، ومن الافضل انتهاج نهج السلام والتعاون الاقتصادي وعدم التدخل في شؤون الغير، انسحاب امريكا من العراق لا يشكل خطر على مصالح أمريكا بظل وجود تنوع قومي ومذهبي بالعراق، هذه الحقيقة على الإدارة الأمريكية معرفتها، بكل الأحوال العالم الآن في مرحلة الاستغناء عن البترول لم يبق سوى فترة قصيرة وتحل الطاقة المتجددة المستدامة مكان البترول ويصبح البترول حاله حال الفحم عندما كان المصدر الاول للطاقة قبل اكتشاف البترول، أمريكا انسحبت من أفغانستان من دون تحقيق أي هدف، ولو تركت الامر للحكومة الأفغانية بدون تقيد عملهم وفرض الوصاية عليهم لتم هزيمة طالبان منذ زمن بعيد، نفس المشهدد كرر بالعراق لولا تدخلات الجيش الأمريكي والساسة الامريكان بكل واردة وبكل صغيرة في شؤون الحكومات العراقية التي اعقبت سقوط نظام صدام الجرذ لما استشرى الارهاب وقتل مئات الاف العراقيين، لولا القيود الامريكية لما تاخر تحرير الموصل من داعش مدة ثلاث سنوات، بل في يوم تسليم الموصل لداعش انا سمعت وقرات تصريح من البنتاغون قال تحتاج القوات العراقية ثلاث سنوات للعودة الى مدينة الموصل، ولو ترك الامر بيد الحكومة العراقية والجيش والحشد لتم تطهير العراق من العصابات الارهابية في اقل من شهر واحد، القوى الإرهابية تملك أسلحة تقليدية بسيطة يمكن هزيمتهم  من خلال تقدم قوات عسكرية مسنودة بالمدفعية والدبابات وطيران جيش لا أكثر، ماحدث ويحدث بالعراق من إرهاب وقتل كان نتيجة طبيعية لتدخل أمريكا في شؤون الحكومة العراقية والقوات الأمنية، ومنع القطعات العراقية من التقدم،  بكل الأحوال من الأفضل الى امريكا كسب الشعب العراقي من خلال دعم الحكومة العراقية وسحب قواتها وعدم التدخل بشؤون العراق والكف عن دعم مكونات ضد مكونات أخرى، من المهم توقيع اتفاقيات مع حكومة العراق والانسحاب  وتبقى علاقات صداقة ما بين العراق وامريكا أفضل من تكرار الانسحاب الأمريكي من أفغانستان بالعراق.

8.7.2021

اترك تعليقاً