الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / من هم الذين يحتاجون بقاء الأمريكان؟

من هم الذين يحتاجون بقاء الأمريكان؟

السيمر / فيينا / الاربعاء 28 . 07 . 2021 

لاعتبارات عديدة يمكن القول أن الأمريكان بحاجة لإدامة حضورهم الاستخباري بالعراق أكثر من الحضور العسكري.

 الحضور العسكري تأتي أهميته بالمرتبة الثانية – وهي مبنية على توفير الحماية للتواجد الاستخباري الأمريكي والحليف، وهو الأساس الذي لن يتخلوا عنه حتى لو ابعدوا قواعدهم خلف الحدود .
 نظرة واحدة الى خارطة القواعد العسكرية الأمريكية غرب اسيا ستعطينا دلالة واضحة على عدم الحاجة لبقاء قواعد في العراق تثير الحساسيات وتحرج حلفاءهم المحليين.

 إن هذا الرأي تدعمه القناعة بأن صناعة القرار السياسي والامني باتت تهيمن عليها الدوائر الإستخبارية في أمريكا وبريطانيا.

 فلنلقِ نظرةً على أبرز الأطراف العراقية الراغبة بالبقاء:

١- حلفاء أمريكا (من الكرد والسنة وقسم من الشيعة) يحتاجون بقاءهم لمواصلة الحصول على دعمهم السياسي وللإستقواء بهم على الخصوم المحليين.

٢- جيش الموظفين والعملاء والنواشيط يحتاجون بقاء أسيادهم لإدامة أبواب رزقهم ولتحصيل الحماية من انتقام أكيد – اذا ما رحل الأسياد.

٣- القوى الدينية السنية – وبعد أن حسمت خلافاتِها مع الأمريكان ، فهي تحتاجهم لهدف الموازنة الطائفية.
ويستثنى من ذلك بعض العناوين الوطنية التي لا تستثيرها العقد المذهبية ، ولا تحركها الأدوات الطائفية عبر الحدود.

٤- القوى الشيعية التي تفضل خيار الإسلام المدني – تتوزع بين متحمس وغير ممانع لبقاء الأمريكان ، بلحاظ ما يقدمونه من دعم للتشيع المعتدل الذي تمثله هذه القوى .

ويؤمن هذا الفريق أن الوجود الأمريكي هو حائط صدٍّ لابد منه بوجه القوى الثورية المتنامية والمتأثرة بالتجربة الإيرانية، والتي لن تتوقف عن تعكير أجواء السكينة والسلام – كما يراها هذا الفريق من الشيعة.

.. وهم معتقدون تماما أن بقاءَ الإحتلال (بقواته واجهزته الاستخبارية والتجسسية وعملاءه) … هو ثمن مقبول لعودة الرخاء والحياة الوديعة الآمنة.

٢٧ -٧ -٢٠٢١
المعمار
كتابات في الشأن العراقي- الشيعي

اترك تعليقاً