الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / الاختيار الاسرائيلي الصعب .. تصعيد على الحدود الجنوبية : هل تندلع الحرب بين إسرائيل و”حزب الله”؟

الاختيار الاسرائيلي الصعب .. تصعيد على الحدود الجنوبية : هل تندلع الحرب بين إسرائيل و”حزب الله”؟

السيمر / فيينا / الخميس 05 . 08 . 2021 —– احتدم الوضع الأمني مجدداً، أمس الأربعاء، في غضون أشهر قليلة في جنوب لبنان، مع تسجيل إطلاق ثلاثة صواريخ من الأراضي اللبنانية، استهدف صاروخ منها منطقة كريات شمونة في الداخل الإسرائيلي من دون وقوع إصابات بشرية.

في المقابل، ردت المدفعية الإسرائيلية بإطلاق القذائف في مناطق مفتوحة بسهل الخيام الحدودي، ما أوقع حرائق في المنطقة، ومن ثم عاودت إطلاق نيرانها بإتجاه المناطق الحرجية في بلدات الهبارية وإبل السقي.

لكن التطور البارز حصل مع ساعات الفجر الأولى من اليوم الخميس، مع إغارة الطيران الحربي الإسرائيلي على منطقة الدمشقية في الجنوب، ما اعتبره متابعون تطوراً عسكرياً استثنائياً، إذ نادراً ما استخدمت إسرائيل طلعاتها الجوية لقصف مناطق في لبنان بعد حرب تموز عام 2006.

الرئيس اللبناني ميشال عون قال إن استخدام إسرائيل سلاحها الجوي في استهداف قرى لبنانية هو الاول من نوعه منذ 2006. لافتاً إلى أنه “يؤشر إلى وجود نوايا عدوانية تصعيدية تتزامن مع التهديدات المتواصلة ضد لبنان وسيادته، وما حصل هو انتهاك فاضح وخطير لقرار مجلس الأمن الرقم 1701 وتهديد مباشر للأمن والاستقرار في الجنوب”.

بهذا السياق، قال الخبير العسكري العميد المتقاعد هشام جابر لوكالة “سبوتنيك” إن “رئيس الحكومة الإسرائيلية الحالي يحاول جر المقاومة إلى حرب، يريدون الحرب، إلا أنه لا يتجرأ أن يبدأ بها لأنها مسؤولية كبيرة عليه تجاه شعبه وتجاه المجتمع الدولي”.

وأضاف: “في الحرب يوجد الضربة الأولى، وهو يتمنى أن يبدأ “حزب الله” بها، لأنه إذا بدأ بها فسيتحمل تداعياتها بالداخل الإسرائيلي، أما إذا بدأ بها “حزب الله” فهو سيكون بموقف المدافع، والوضع بالنسبة للحزب نفس الشيء لذلك توازن القوى أدى إلى عدم نشوب حرب خلال ال 15 سنة بعد عام 2006″.
وحول إمكانية نشوب حرب على الحدود الجنوبية قال جابر: “لا أتصور أن تستطيع إسرائيل جر المقاومة إلى حرب، الضربات الجوية هي تصعيد ليثبت رئيس الحكومة الإسرائيلية أنه من الصقور وأنه يختلف عن نتنياهو، والضربات لم تحصل على هدف لـ”حزب الله” ولا على قرى مدنية، قام بغارة جوية على منطقة نائية لا يوجد فيها سكان، وادعى أنه أغار على مكان إطلاق الصواريخ”.

وأوضح أنه “إذا كان قد ضرب مواقع لـ”حزب الله”، فالحزب سيرد حتماً وبنفس الطريقة، ولكن السؤال هل سيرد بكل صواريخه ويفتح الجبهة؟ لا أعتقد”.

ولفت جابر إلى أن “عملية إطلاق الصواريخ من الأراضي اللبنانية أمس الأربعاء، هي الثانية خلال 40 يوماً والخامسة خلال سنة أو سنة ونصف، والكل يعلم أن هذه الصواريخ التي تطلق 3 أو 4 صواريخ، منها من يتعطل أو يسقط داخل الأراضي اللبنانية والتي تسقط بإسرائيل تسقط في البحر أو الحقل”.

مضيفاً: “هل يا ترى مطلق الصواريخ يقصد أن لا يسبب قتلى وجرحى لإسرائيل أو يقصد فقط إثبات موقف، وقد أسميتها صواريخ بدائية ومعروف من وراءها، وأتصور أن هذه الصواريخ بدائية من بقايا الوجود المسلح الفلسطيني في جنوب لبنان وهي تطلق من المخيمات لأن صواريخ القليلة الشهر الماضي تبين أنها انطلقت من مخيم الرشيدية، والمخيمات تحوي تنظيمات فلسطينية متعددة الولاءات والتناقضات، وبعض المراقبين يفترضون أن مطلقي الصواريخ قصدوا إطلاق الصواريخ من دون إصابة أحد لتوتير الجو ولإعطاء ذريعة لإسرائيل حتى ترد، كل الاحتمالات واردة”.
وشدد الخبير العسكري على أن “حزب الله” ليس له علاقة إطلاقاً بهذه الصواريخ، وهي لا تناسبه وتلبكه، وليس من مصلحته أن يدخل فريق ثالث يتصرف في المنطقة.

المصدر / سبوتنيك

اترك تعليقاً