السيمر / فيينا / الخميس 12 . 08 . 2021
( إنّا أهلُ بيتُ النبوةِ ، ومعدنُ الرسالةِ ، و مختلفُ الملائكةِ ، بِنا فتحَ الله وبِنا يَختُمْ ، ويزيد شارب الخمور ، وقاتل النفس المحرّمة ، مُعلن الفسوق , ومثلي لا يبايعُ مثلهُ ).
– لقد إستعرض الإمام الحسين عوامل موضوعية ، ثم إستخلص منها حكما شرعياً بوجوب مقاتلة الظالمين وأعداء الدين.
– يتعارض هذا الفهم مع أطروحة (التكليف الخاص).
والتي تفترض أن الإمام قد إتخذ قرار نهضته إنطلاقا من تكليفٍ إلهي خاصٍّ به وحده – لا يصلح أن يكونَ سُنةً يقتدى بها من بعده.
– توفّر هذه الأطروحة (التكليف الخاص) مبرّرَ الإعتزال للقيادات التي تؤثر الإبتعاد عن ساحة المواجهة مع أعداء الإسلام في زماننا الراهن.
– لكن الوقائع على الأرض قد أضعفت تلك الأطروحة لصالح أطروحة (النهج الحسيني) بإعتبار ذلك النهج يصلح أن يكون مناراً للأحرار في كل زمان ، وخياراً يلزم القياداتِ بالتمسك بثوابته ( العزة – الإباء – التبرّي من الظالمين – مقارعة الأعداء ….).
– لكن أبرز ثوابت النهج الحسيني وأشدها إثارة للجدل هي (استرخاص روح القائد).
– فقد قدّم الإمام الحسين نموذجا فريدا في استرخاص روح القيادة (رغم الاهمية البالغة لحياته الشريفة) … وهو الامام المعصوم الذي لم يكن مُهيأً لسدّ الفراغ بعده إلا فرد واحد على وجه الأرض (هو الإمام السجاد).
– رغم ذلك فقد آثر النزول بنفسه إلى المواجهة الانتحارية – تثبيتا لتلك المبادئ واعتبارها قيمةً عليا تفوق بأهميتها حياة الإمام المعصوم !.
– هذا الفهم يلزم الزعامات الإسلامية المعاصرة بمراجعة حساباتها ، بلحاظ انتشار التشيع وتجاوزه خطورة الإستئصال الوجودي ، مع رسوخ مبادئ الإسلام الأصيل عبر قرون عديدة ، مما ينفي خطر ضياع العقيدة الإسلامية لو استشهدت بعض قياداتها.
– حيث تضم ساحة القيادة الإسلامية في زماننا – مئات مراجع التقليد والفقهاء العدول.
_ليلة الرابع من محرم
المعمار