السيمر / فيينا / السبت 18 . 09 . 2021
نشرت بعض المنصات خبراً مقتضباً عن قرار مكتب السيد السيستاني عودة خطبة الجمعة وتركيزها على الإنتخابات.
تسريب الخبر الى بعض المنصات الإعلامية دون تأكيد من المكتب، وعدم الإشارة إليه في قنوات المرجعية المعروفة – مثل شفقنا – يدل على أنه بالون إختبار.
توجه الأقلام النخبوية سيكون له دور مهم في تحديد نتائج عملية جس النبض هذه.
فقد تنطلق بعض الاقلام والأصوات منتقدة هذه العودة المتأخرة ، ومتهمة اياها أنها سياسية بامتياز . وهو أمر قد يحرج المكتب ويدفعه للتراجع عن تلك الخطوة ونفي الخبر من أساسه.
➖ بعيدا عن التكهنات ، فإن مجيئها في هذا التوقيت وتكريسها للإنتخابات سيربك الساحة أكثر مما هي عليه، خصوصا بعد أن تغربلت توجهات الناخبين ولم يعودوا بحاجة لتوجيهات الوقت الضائع.
يتأكد ذلك إذا أطلقت الخطبة رسائل سياسية مشفّرةً – وأخرى صريحةً – من اللون السابق ، والذي إتسم ب:
١- خصومة شديدة مع الإسلاميين تأخذ إطار (نبذ الأحزاب الفاشلة).
سيتكرر تحميل الإسلاميين وحدهم مسؤولية الفشل العام ، مع تبرئة الأطراف الأخرى الداخلية والخارجية.
٢- تغاضي تام عن التدخلات الأمريكية والخليجية في الشأن العراقي ، وصل أحيانا حدَّ التوافق في الهدف -وإن إختلفت الدوافع- كما حصل في حراك تشرين واسقاط الحكومة السابقة.
٣- مجاملة لتيار مقتدى الصدر من خلال تركيز النقد على الأحزاب الإسلامية وأحزاب المقاومة ، مما سينعكس قوةً لتياره الذي يتمتع بإستقلالية تامةٍ عن المرجعية ونصائحها.
٤- القفز فوق بعض الأولويات المهمة
– كالسيادة واستقلال القرار العراقي بعيدا عن الإملاءات البريطانية والأمريكية.
– ومطلب إخراج الاحتلال من البلد
– ومخاطر اتفاقيات الكاظمي والتي ترهن مستقبل العراق لمصالح الدول العظمى والجوار السني ذي النزعة العنصرية.
٥- دعم غير مباشرٍ لدعوات التيار الصدري المعادية للحشد . والتي تأتي بأوامر سعودية أمريكية.
ختاما – سواء عادت الخطبة أم لم تعد – فإن أنباء ما خلف الكواليس تؤكد أن هنالك تعليمات قادمة سيجري ابلاغها للمعتمدين لأجل دعم قائمة بعينها أشرفت إحدى أذرع المرجعية على تشكيلها، تزامنا مع حملة ضد أحزاب المقاومة ، الفتية منها والقديمة.
١٨ -٩ -٢٠٢١
المعمار
كتابات في الشأن العراقي- الشيعي