الرئيسية / مقالات / الأمم المتحدة، قوة التخريب والتزوير في العراق

الأمم المتحدة، قوة التخريب والتزوير في العراق

السيمر / فيينا / الأثنين 18 . 10 . 2021 

سليم الحسني

(مقال سابق أعيد نشره)
في الانتخابات البرلمانية كانت الأمم المتحدة تمارس دور الاشراف والرقابة عليها، ولا تُعلن النتائج النهائية إلا بعد أن تنتهي ممثلية الأمم المتحدة من التلاعب بعدد المقاعد بالزيادة والنقصان.
ففي انتخابات عام ٢٠١٠ كان مكتب الأمم المتحدة في العراق، قد بالغ كثيراً في عملية التزوير، فأعطى للقائمة العراقية التي يتزعمها اياد علاوي مجموعة جيدة من المقاعد لكي تكون الكتلة الأكبر.
وفي عام ٢٠١٨ بلغ تمادي الأمم المتحدة أقصاه في الانتخابات البرلمانية، فمع وجود حالات التزوير المكشوفة، أعلنت بأنها كانت نزيهة وخالية من التزوير، مع أن فضائحها كانت تخرج من الصناديق المزيفة والمحروقة وتسيل في الشوارع أمام الأنظار.
إن ممثلية الأمم المتحدة في العراق تعمل بتعليمات السفارة الأمريكية. ولا يختص هذا الحال بمكتب العراق وحده، إنما المنظمة كلها جزء من الإدارة الأمريكية، فهي واجهتها العالمية التي تضطلع بمهمة تمرير ما تريده واشنطن وتغطيته بوشاح الشرعية الدولية.
لا تمثل الأمم المتحدة قيمة مهمة عند السياسيين، فتبعيتها لأمريكا صارت من الحقائق المتداولة عالمياً، ولا يقول بحياديتها إلا الذين لا يعرفون عالم السياسة وزواياه وأركانه. حتى أمريكا نفسها بوسائل إعلامها وتلميحات مسؤوليها، تحاول أن تؤكد تبعية المنظمة الدولية لها، لتسهيل جهودها الدبلوماسية في الضغط والابتزاز.
يتشكل مكتب الأمم المتحدة في العراق من موظفين تم اختيارهم مخابراتياً، وهم يتلقون تعليماتهم من الجهات الأمريكية ضمن دوائر متخصصة توجه كل فريق منهم بمهمة محددة. ومَنْ يقوم بزيارة لمكتب الأمم المتحدة في بغداد، ويتعرف على الموظفين سيجد مجاميع الناقمين على العراق ووحدته وسيادته وشعبه.
مارس مكتب الأمم المتحدة في بغداد بعد سقوط نظام صدام والى الآن دوراً تخريبياً عميقاً، وكان كبار المسؤولين فيه، يقومون بزرع عناصر الأزمات بين الكتل السياسية، عن طريق إيصال معلومات وتقارير خاصة للقيادات السياسية يتم صياغتها بطريقة متقنة، يتفنن كُتّابها في إثارة طرف على طرف، وفي تحريض جهة على أخرى.
مكاتب الأمم المتحدة في أنحاء كثيرة من العالم، كانت ولا تزال بؤر الأزمات ومصدرها، فما شهدته الدول الأفريقية من حروب أهلية وانقلابات كان يجري عن طريق هذه المكاتب. والمجازر الدموية التي حدثت في روندا والكونغو والسيراليون ونيجيريا وغيرها، كانت تتم بتخطيط مباشر بين السفارات الأميركية وممثليات الأمم المتحدة.
عندما يُراد وضع الانتخابات البرلمانية القادمة مرة أخرى تحت رقابة أو إشراف أو رعاية الأمم المتحدة، فان ذلك يجعلنا من الآن نكتشف المستقبل المظلم البائس الذي ستفرزه الانتخابات. سيكون التزوير فيها لا نظير له، وستكون نتائجها كارثية على الشعب العراقي.
وحدها السفارة الأمريكية ستكون صاحبة الرأي في مستقبل ما بعد الانتخابات، وستحدد نسب المقاعد البرلمانية بحيث تُنتج الحكومة التي تريدها أمريكا في رئاسة الجمهورية ورئاسة البرلمان ورئاسة الوزراء.
الانتخابات القادمة تحت رعاية الأمم المتحدة، ستكون أكبر البوابات للمشروع التخريبي الأمريكي، وأقصر الطرق لتدمير بقايا العراق.

٢٧ أيلول ٢٠٢٠

اترك تعليقاً