السيمر / فيينا / الخميس 28 . 10 . 2021 —— تحتضن جبهات ريف ادلب واللاذقية العديد من ما يسمى فصائل جند الله وجند الشام الارهابية، بالاضافة الى ما تسمى بهيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً)، حيث يسعى طرف اقليمي بالتخلص من هذه الفصائل عبر دفع الجولاني الى قتالها من اجل التخلص من شبهة انتمائه للقاعدة.
ويرى مراقبون، ان ما يحدث في مدينة ادلب شمال شرق سوريا، هو صراع جدي يخوضه الجانب التركي مع الامريكي وبقية القوى الاخرى، ولفتوا بان التصفيات التي تحدث بين الفصائل الارهابية في الشمال السوري مرتبطة بهذا الصراع بشكل اساسي.
واكدوا انه من المتوقع انتهاء جيوب الارهاب مع بدء التسويات والانسحاب الامريكي من سوريا نهاية هذه العام، وان الجماعات الارهابية التي تحارب اليوم لن يبقى منها احد في سوريا، اما يتم تصفيتها على ايدي الدول الراعية لها او تصفي بعضها البعض، او على ايدي الدولة السورية وحلفائها التي ستحسم الامور في هذه المنطقة.
من جانبهم، اكد خبراء بشؤون الجماعات المسلحة، ان المشغل الوحيد لدفع الفصائل الارهابية الى الاقتتال مع بعضها البعض في الشمال السوري هو الرئيس التركي رجب طيب اردوغان.
واوضح الخبراء: قبل أشهر كان هناك دعماً لوجستياً وعسكرياً كبيراً قدم من قبل المخابرات التركية الى جبهة النصرة تحديداً او ما يسمى بهيئة تحرير الشام ورئيسها ابومحمد الجولاني الارهابي.
واضافوا، ان تركيا يبدو انها تكرر نفس السيناريو لسبيين سياسي وعسكري، الهدف السياسي الاول هو ان اردوغان لديه اوامر امريكية باعادة إلباس جبهة النصرة او هيئة تحرير الشام لباس الاعتدال السياسي، وهذا ما تجلى حينما خرج الجولاني لوسائل الاعلام وقد تخلى عن لباسه المعتاد الذي يلبسه وخفف لحيته ويتحدث كأنه رجل مثقف.
واشاروا الى ان هناك محاولة لتصدير الجولاني على انه بين قوسين معارضة سياسية معتدلة لاستثمارها في المحافل الدولية ضد سوريا، للترويج بان سوريا لاتقاتل تنظيما ارهابيا وانما هي تقاتل معارضة مسكينة ومظلومة اضطرت لحمل السلاح للدفاع عن نفسها.
واكدوا، الهدف الثاني العسكري، ان اردوغان يعتمد على الجولاني الذي يعمل تحت امرته رجال متشددين ومتطرفين، والان اطلق اردوغان، يد الجولاني ضد هؤلاء المتطرفين من اجل احتواء الموقف وتوحيد الفصائل تحت سقف واحد تحت مسمى هيئة التحرير الوطنية، بعد استغناء المخابرات التركية عن التسميات واللباس والشكل العام الارهابي والاسلاموي وتنتقل الى الاعتدال بدلاً من هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) الارهابية.
بدورهم، يرى محللون، ان الازمة السورية في طريقها الى الانتهاء والتصفية، فيما بقيت بعض الجيوب الارهابية في الشمال وفي ادلب شمال شرق سوريا.
وقالوا: ان الدور التركي في سوريا بات مقيداً الذي يحاول الان توحيد البندقية التركية الاردوغانية لسببين، الاول نتيجة مفاوضاته الدولية بخصوص الملف السوري وغيره، وثانياً نتيجة لوضعه الداخلي، حيث ان اردوغان يعاني من وضع داخلي سيء جداً انتخاباً، ولذلك لابد له ان يقوم بعمل ما يعيد رفع معنويات شعبيته داخل تركيا، ولهذا لجأ الى التصفية لتوحيد البندقية التركية في منطقة ادلب التي باتت ورقة التفاوض الوحيدة مع روسيا ومع المجتمع الدولي بخصوص حل الازمة السورية نهائياً وهو ما يجري الان.
واوضح المحللون، ان اردوغان استضعف الفصائل الصغيرة وضربها عبر الارهابي ابو محمد الجولاني، لتوحيد قوته في ادلب ليكون اكثر قدرة على التفاوض مع المجتمع الدولي بشكل عام ومع الدولة السورية لحفظ بعض مكتسباته التي خسرها مع خسارة الحرب في سوريا.
ما رأيكم..
- كيف يقرأ إقتتال التنظيمات الإرهابية في ما بينها في ريف إدلب الغربي لحدود التصفية؟
- هل قتالهم المتواصل بقرار ذاتي، أم تنفيذ لأوامر صدرت عن جهة اقليمية؟
- ماذا يعني دخول فصل جديد من الاقتتال بين التنظيمات المسلحة في الشمال السوري؟
- ما الذي تسعى اليه انقرة من خلال ارسال ارتال عسكرية الى ريف ادلب الجنوبي؟
المصدر / العالم