السيمر / فيينا / السبت 20 . 11 . 2021
سليم الحسني
لا تقل لي اتركْ سلاحك. لا يترك المحارب سلاحه، فالمعركة قائمة.
أما ترى هذه الجيوش بأسمائها وأغطيتها ترفع الرماح لتطعن قلب الشيعة؟
كيف أترك سلاحي وعلى أرضي محتل يدخل كل يوم بعنوان جديد؟
سلاحي ملكك، إني أعرتُ الله جمجمتي من أجل الدفاع عنك. إني اسلبك حقك بالأمان حين أتركه. لقد مسكتُه بالروح قبل اليد لأراك آمناً من شرّهم.
أترى التراب يغطيني حتى صار جزءاً من جلدي؟ إني أحسه ناعماً طرياً حين أمسكُ البندقية وأحرقُ العين بالسهر أحرسُ أبناءك. فتلك جموع الأشرار مثل الضباع تتوارى في الظلام، تتجمع وراء الأسوار، وعيونها تنتظر اللحظة التي أريحُ كتفي من السلاح لتنهش لحمك. لكني والله لن ادع كتفي عارياً من السلاح، لن يغمض الجفن رمشة واحدة وعلى أرضي ضباعهم، لن يتراخى اصبعي من الزناد وهناك طفل من أطفالك تداعبه إغفاءة آمنة.
لا تأمنْ لهم. لا تكررْ كلماتهم. لا تثقْ بوعودهم. إنهم يريدونك نافخ نار، وحين تشتعل سيلقونك فيها أولاً. أنت القربان الجاهز. تلك هي عادتهم. فعلوها في كل مكان. فتفننوا في الخداع والإغراء والمكر.
ليس لك سوى أبناء جلدتك، وليس لهم غيرك. أنتم كيان واحد، إن رميتَ أدميتَ صدرك، وإن رموا أدموا صدورهم. هل تريد قطع وريدك بسلاحك؟
سلاحي يا أخي ضماد جُرح، إن تركتُه نزف جرحك. ودونك السنوات الماضية قلّبْ أيامها، ستجدها مملوءة بالخيبات والحسرات، فمن بناء شاهق شامخ، لأكوام حجارة بمعول الأعداء.
في الكيان الواحد لا خاسر ولا فائز، إما أن يقوى كله أو ينهار كله. هذا هو قدر الشيعة في أرض التحديات وفي الزمن الصعب.
قل لي: احفظْ أهلك وأرضك، وإياك أن تلقي سلاحك، واحذرْ أن تزيل التراب عن وجهك، فعلى أرضك محتل وصنّاع داعش.
٢٠ تشرين الثاني ٢٠٢١