السيمر / فيينا / الخميس 09 . 12 . 2021 —— صرح الامين العام لحركة النجباء العراقية الشيخ أكرم الكعبي، خلال اجتماع مع قادة ثماني فصائل المقاومة العراقية، إنه لا يصدق الوعد الأمیركي بالانسحاب من البلاد بحلول نهاية العام الجاري، مستشهدا بتصريحات مسؤولين عسكريين أمیركيين، وأكد أن الدعوة إلى حل الحشد الشعبي هو رغبة الرجعية العربية والصهاينة، موضحا ان المقاومة تعتبر سلاحها مقدسا ولن تتنازل عنه أبدا.
وأفاد مكتب الاعلام والعلاقات لحركة النجباء في الجمهورية الإسلامية، عن لقاء قيادات فصائل المقاومة العراقية الناشطة ضد الاحتلال الأميركي مع الأمين العام للمقاومة الإسلامية حركة النجباء، وشملت هذه الفصائل كل من “أصحاب الكهف ولواء الثائرين ولواء ثأر المهندس ولواء القاسم وتشكيل الوارثين وفصيل المقاومة الدولية ورجال الله وسرايا ثورة العشرين الثانية”، كما سيتم بث اللقاء الكامل في وقت لاحق.
وأشار الشيخ اكرم الكعبي في هذا الاجتماع الى أمثلة من الإرهاب والقتل والنهب والشر وانتهاك المقدسات في سلوك الحكومة الأميركية، مصرحا ان محاربة أميركا وأتباعها في المنطقة والعالم واجب ديني ووطني، والمقاومة سوف لن تتخل بأي شكل من الأشكال ولن تتنازل عن هذا الالتزام اطلاقا. النظام الأميركي المتعجرف اليوم لديه مشاريع استكبارية واستعمارية ليس فقط في العراق، بل في كل بلاد العالم، ويسعى إلى فرض نفوذه على العالم أجمع.
وذكّر بأن الشهيد الصدر أطلق على الولايات المتحدة عنوان “الاستكبار العالمي” وأن الإمام الخميني أطلق على الولايات المتحدة عنوان “الشيطان الأكبر”، مضيفاً: إن عداءنا لهذا العدو المتغطرس ليس بسبب وجوده في العراق وحسب، وانما الولايات المتحدة سوف تبقى عدو ولو غادرت العراق، ولن تكون أبدا صديقة لنا أو صديقة للشعب العراقي، ففي كل شبر من العراق، لدينا ثأر مع الاميركان. لقد قتل الأميركيون إخواننا وأبنائنا وقادتنا. لقد نهبوا خيراتنا ودمروا بلادنا ولا يمكن طرح في المستقبل إنه إذا غادرت الولايات المتحدة العراق، فيجوز إقامة علاقات مع واشنطن.
وفي جانب آخر من كلمته قال الأمين العام لحركة النجباء حول الشبهة التي تقول أنه “لا داعي لوجود فصائل المقاومة في ظل الوعد بانسحاب المحتلين الأميركيين من العراق”، موضحا أن الاميركان تصريحاتهم واضحة و صريحة ويؤكدون أنهم لن ينسحبوا من العراق في نهاية العام الحالي وهذا يثبت أن الاحتلال الاميركي لا يحترم سيادة العراق. وهذا يفرض اتخاذ موقف وطني وشعبي وسياسي وموقف من قبل الاخوة في فصائل المقاومة تجاه هذه التصريحات المتكررة.
وأكد الشيخ أكرم الكعبي، فشل وعدم جدوى المفاوضات السياسية مع المحتلين، موضحا: لا شك أن اللغة الوحيدة التي تفهمها الولايات المتحدة هي لغة سلاح المقاومة فقط وهي فوهات البنادق والعمل العسكري والمقاومة الميدانية؛ الأميركان لا يفهمون غير هذه اللغة اطلاقا.
وردا على بعض المواقف حول حل فصائل المقاومة أو نزع أسلحتها قال: نحن في المقاومة الإسلامية نحب كل إخواننا ونحترم آرائهم حتى لو اختلفوا معنا في بعض التفاصيل، ومع ذلك، لا ينبغي أن يؤدي الاختلاف إلى افساد الود، ونحن نتحدث معهم بلغة ودية لشرح حقيقة الأمور. يجب على الاخوة النظر في التفاصيل. قد تصلهم التفاصيل بشكل منقوص أو غامض. نريدهم أن يكونوا على دراية ببعض الأسباب والتفاصيل ليثبت لهم أن ما يقال في الوقت الحالي خطأ بل إنه يخلق مشكلة حقيقية للبلد.
ووصف القيادي البارز في المقاومة، العراق بأنه سيد العالم العربي وعاصمة دولة العدل الإلهي، معتبرا أن العراق يجب أن يكون قوي، وأن يستعيد دوره في العالمين العربي والإسلامي، ويفرض دوره في العالم. لذلك اليوم عندما تكون هناك ادوات او وسائل تمثل نقاط قوة للعراق لا ينبغي اضعافها ولا ينبغي التوجه لتحجيمها او الغائها.
وأشار الشيخ أكرم الكعبي الى أن حركة النجباء لم ترشح ممثلا عنها في الانتخابات حتى لا يأخذنا البعض على محمل سياسي أواهداف سياسية، مضيفا: قررنا أن نبقى مع الشعب، نشاركه همومه والامه ونعمل في الجوانب الأخرى. ومن هذا المنطلق نحن اليوم نحمل اكفاننا على أيدينا، اليوم في اي لحظة يمكن أن يستهدف اي واحد من اخواننا الحاضرين او اي واحد من اخواننا الاخرين من قبل الاحتلال الاميركي ومن قبل اذنابه. نحن اليوم نعمل في جانب التضحية و نقدم ولا ننتظر مكاسب ولا ننتظر حتى شكر من احد.
وشدد على ضرورة حماية جميع القوى الدينية والسياسية لمكامن قوة الشعب العراقي، مصرحا: نتمنى بداية من جميع الاخوة المشاركين في العملية السياسية، والاخوة الاخرين، عدم ادخال المقاومة او سلاح المقاومة والحشدالشعبي في الاشكالات السياسية التي حصلت بعد الانتخابات، فهناك توجد طرق سلمية وطرق قانونية، وتوجد امور اخرى لتصفية هذه الاشكالات، ويمكن ايجاد تفاهمات لحل هذه التحديات. لكن يجب ابعاد فصائل المقاومة والحشدالشعبي عن هذه المناكفات وهذه الإشكالات.
وذكّر الأمين العام لحركة النجباء في جانب من كلمته بأن سلاح المقاومة اذاق الاحتلال الاميركي منذ ۲۰۰۳ حتى خروجه من العراق مر الهزيمة والويلات والخسائر والانكسار الكبير، وأشار الى ذكرياته عن عام ۲۰۱۰، موضحا: اذكر في عام ۲۰۱۰ جاءتني بعض الوفود السياسية وبعض مسؤولي القوى السياسية الموجودة -من غير ذكر الأسماء- وقالوا ان الاميركان سوف ينسحبون عن العراق وينهوا احتلالهم –الحديث حول انسحابهم الأول- والاميركان يضغطون علينا أن نتكلم معكم من اجل نزع سلاح المقاومة. انا وفي وقتها رفضت الامر بقوة وشدة، بل حتى رفضت الحديث عن موضوع سلاح المقاومة.
ثم خاطب الشيخ أكرم الكعبي، مروجي موضوع نزع سلاح المقاومة، مصرحا: كيف تتحدثون عن سلاح المقاومة والبلد لم ينل استقلاله حتى اليوم؟، البلد لهذه اللحظة تحت الوصاية الاميركية، اقتصاده وموازناته وامواله وعائداته النفطية بيد الاميركان، ونفطه يباع من قبل الاميركان، كيف تتحدثون عن نزع سلاح المقاومة في ظل هذه الظروف، كي يسلم بصورة سهلة و لقمة سائغة للاميركي والصهيوني؟ هذا امر غير مقبول ومستحيل أن نناقشه اطلاقا. طبعا كانت هناك عروض ان اخوانكم ينخرطون بالاجهزة الامنية وهكذا امور ولكن اكدت لهم ان لا مجال للحديث عن الموضوع اطلاقا.
وشدد على أن “سلاح المقاومة لا يقتصر على الأسلحة والصواريخ وما إلى ذلك”، مشيرا إلى أن سلاح المقاومة فكرة تتدفق في عقول المجاهدين. هذا السلاح لا يمكن تسليمه ولا الحديث عن تسليمه. كانت فصائل المقاومة هي الأولى في حشد قدراتها وامكاناتها المحدودة لمنع داعش من غزو العراق. إذا أردنا الحديث عن سلاح المقاومة، فهو نفس السلاح الذي تمتلكه معظم العشائر العراقية ويمكن العثور عليه في كل منزل عراقي.
واعتبر أمين عام النجباء، أن الذكاء والقدرة والخبرة هي السلاح الحقيقي للمقاومة، مضيفا: في تلك الفترة، حولت المقاومة حتى السيارات إلى سيارات مصفحة لمواجهة داعش. وبالإضافة إلى إنتاج الأسلحة، قامت المقاومة بإصلاح واستعادة الأسلحة القديمة الموجودة في قاعدة “التاجي” وأماكن أخرى، وجعلتها قابلة للاستخدام. لكن لا يمكن ومن غير المنطقي الحديث عن كل الأسلحة التي هي بحوزة المقاومة.
ووصف الشيخ أكرم الكعبي بأنه من غير المقبول التحدث علنا ضد سلاح المقاومة، مذكرا أن فصائل المقاومة وأسلحتها المهمة هي الأسلحة التي أعادت الكرامة المنهوبة، وقد تخلى الاغلب عن العراق وهذا باعتراف الحكومة في وقتها. عندما احتل تنظيم داعش بعض المدن العراقية اتصلت الحكومة بالاميركان وكانت لديهم اتفاقية مع الاميركان ليساعدوا العراق ولكن بسبب ضرورة تطور المشروع الاميركي الداعشي داخل العراق، الاميركان تنصلوا، بل حتى لم يقدموا سلاحا و ذخيرة. الاميركان كانوا قد باعوا للعراق دبابات ولكن امتنعوا عن تقديم الذخيرة لهم. وتكلم الاميركان في وقتها مع الحكومة بشكل صريح ورسمي أن هذه اشكالات داخلية واميركا لا تتدخل! وكانت غاية الاميركان أن يسقط داعش العملية السياسية ويسقط النظام ويسيطر على العراق.
كما وصف سلاح المقاومة بأنه كابوس للولايات المتحدة المحتلة والصهاينة، قائلا: حقيقة، عندما نتكلم عن سلاح المقاومة، نحن نتكلم عن سلاح يحمله رجال، قلوبهم وارواحهم معلقة بالقدس الشريف. هذا سلاح مقدس. سلاح المقاومة اذل الاحتلال واهان استكباره سواء كان في احتلاله السابق او في احتلاله الحالي، ولهذا يحاولون بكل صورة من الصور إنهاءه و سحبه وسلبه من المقاومة.
وشدد القيادي البارز في المقاومة العراقية على أن “بوصلة سلاح المقاومة يستهدف باستمرار المحتلين الأميركيين والصهاينة وغيرهم من التكفيريين ومرتزقة داعش”، مضيفا: من الواضح أين وكيف يتم استخدام سلاح المقاومة. وسلاح المقاومة ضمانة للشعب العراقي وهو في يد الشعب العراقي. لكن هذه المخاوف التي تطرح هي تخوفات من خلفيات غير مكتملة حقيقة. ارجو من الاخوة الذين لديهم تخوفات ان يراجعوا معلوماتهم، ويتأكدوا من المعطيات الموجودة. نحن لدينا الكثير من التفاصيل قد لا يسعنا الوقت ان نطرحها كلها الان ولكن أي اخ من الاخوة أراد ان نقدم له التفاصيل نحن جاهزون لهذا الامر.
ولحسم هذا الموضوع صرح الشيخ أكرم الكعبي: حقيقة اليوم لو اردنا ان نتكلم عن سلاح المقاومة، فنقول سلاح المقاومة سيبقى بايدي المجاهدين حتى تسليمه لصاحبه الشرعي والرسمي وهو صاحب العصر والزمان ارواحنا لتراب مقدمه الفداء ولا يوجد غير هذا الكلام.
وفي جانب آخر من لقائه بقادة فصائل المقاومة المعادية لأميركا أوضح عقيدة المقاومة، مبينا: حقيقة أن ارواحنا معلقة ببيت المقدس ونفوسنا تهفو شوقا اليه وقبضاتنا لا زالت ثابتة على اسلحتنا ولايمكن التنازل عن هذه القضية. القضية الفلسطينية قضية مهمة، القدس اليوم هو رمز المقاومة. وذكرنا هذا الكلام اكثر من مرة. حقيقة ان التخلي اليوم عن سلاح المقاومة يعتبر خطوة عملية اولى لرمي العراق في حضن التطبيع، وهذا غير ممكن وغير مقبول. حقيقة لن يكون ذلك مادام فينا نفس شهيقه “يا علي” و”زفيره يا حسين”.
وقد خصص الأمين العام لحركة النجباء الجزء التالي من حديثه لموضوع الحشد الشعبي، مشيرا إلى أنه لولا توفيق رب العالمين بتشكيل هذا التنظيم المبارك لكانت الامور مختلفة الان والخارطة العراقية مختلفة، بل خارطة المنطقة كانت مختلفة كثيرا، وحتى دول الجوار كانت تتغير خارطتها وليس فقط العراق. ان هذا التنظيم الشرير، تنظيم اسود كان يريد بالعالم شرا وليس في العراق فقط، حيث كان يحمل فكرا تكفيريا اقصائيا وبدعم خليجي واميركي كبير.
ووصف الشيخ أكرم الكعبي الحشدالشعبي بأنه قوة على مستوى العالم وجيوش العالم وهو قوة معترف بها، قائلاً: على حد علمي لا ارى اي جيش من الجيوش العربية الموجودة لديها القدرة والامكانية لتقف في وجه الحشدالشعبي. أنا هنا لم اتكلم عن الامكانيات اللوجستية والامكانيات المادية انما حديثي عن العقيدة الجهادية والعقائدية، والحماس والاقدام والقوة التي يمتلكها افراد ومجاهدي هذا التشكيل المبارك.
وعبّر عن أسفه لمن ينتقد الحشد الشعبي ويتجاهل المشاكل في المؤسسات الحكومية الأخرى، قائلاً: إنني على علم باللجان التفتيشية والاجراءات الوقائية الامنية بالنسبة للحشدالشعبي وافراده. توجد اجراءات صارمة وجيدة ونحن ندعوا لنقل هذه التجربة وتعميمها لكافة مؤسسات الدولة على صعيد الاجراءات الوقائية الامنية ولذلك لا يجوز التهجم على هذه الجهة التي نفتخر بها والعالم يخشى ويخاف من هيبتها.
كما دعا القيادي البارز في المقاومة العراقية إلى استخدام إجراءات واقعية لقياس أداء الحشدالشعبي، متسائلاً: عندما نرى حل الحشدالشعبي هو رغبة اميركية ورغبة صهيونية ورغبة وهابية سعودية ورغبة دولة التطبيع الامارات، فهذا الامر ماذا يعني؟ هذا الامر يعني أن الارهاب ومن يريد الخراب للعراق ينظرون الى هذه القوة بأنها هي التي تقف بوجه مشاريعهم، لذلك من هذا المنطلق يجب أن نحافظ على الحشدالشعبي لأنه سفه احلامهم بالسيطرة على العراق.
وأشار الشيخ أكرم الكعبي إلى الفيضانات في جنوب العراق قبل سنوات قليلة، مذكرا: عندما غمرت السيول بعض المدن العراقية، من تحمل هذا العبء؟ من الذي تم إرساله إلى المدن والمناطق؟ بينما كانت بعض الوزارات الخدمية التي هي مسؤولة عن ذلك لا تستطيع فعل أي شيء. الشهيد أبو مهدي والدعم اللوجستي في الحشد الشعبي هو الذي ذهب إلى هذه المناطق وساعد الأهالي وحل المشاكل.
وأكد، أن قوتنا تكمن في وحدتنا ولا أحد من الاخوة يريد إيجاد ازمات داخلية أو حرب أهلية، موضحا، بات واضحا اليوم أن عمل الامم المتحدة داخل العراق هو لإشعال فتيل الحرب الأهلیه في العراق، وهذا ثابت بالدلائل والاثباتات والقرائن العملية التي تقوم بها الأمم المتحدة وكوادرها في العراق. اليوم وظيفة الامم المتحدة الاساسية في العراق -بل يمكن القون انه لا توجد لهم اي وظيفة أخرى- هي اشعال فتيل الحرب الأهلية عبر إجراءات تحريض فلان على فلان وتحريض هذا الطرف على ذاك الطرف، الإجراءات التي لم يقم بها حتى السفير الأميركي الى الان.
وتابع الامين العام للنجباء في هذا الصدد: متى قدمت الامم المتحدة الخير للعراق والمنطقة؟ ان الامم المتحدة هي اداة بيد الاستكبار العالمي، والقوى التي تمتلك سلاح نووي ولديها حق الفيتو. اي امم متحدة هذه؟ هذه امم للقوى المجرمة وليس للامم المتحدة. في النتيجة، نحن لا نعول على مايقال تحقيق دولي وتدخل دولي وامم متحدة وكذا والى اخره. الشعب العراقي والقوى العراقية ينبغي أن تحل مشاكلها بتفاهم وتواصل وتغليب المصلحة العامة على المصالح الشخصية.
الشيخ أكرم الكعبي أشار مجدداً إلى موضوع نزع سلاح المقاومة، مصرحا: إن تسليم سلاح المقاومة لن يحدث، حتى لو كلفنا أرواحنا. واليوم نحن مستعدون للعودة إلى الوضع بعد عام ۲۰۰۳ ونختبئ تحت الارض ونبقى نقاوم الاحتلال حتى كسره وتمرير انفه بتراب العراق واخراجه من العراق ذليلا منكسرا، فنحن لن نتراجع ولن ننكسر.
وفي شرح شرعية خط المقاومة المناهض للاحتلال، أشار إلى فتاوى العديد من مراجع الدين، وعلى رأسهم آية الله السيد كاظم الحائري (دام ظله)، التي تؤكد وجوب محاربة الأميركيين وطردهم من العراق، مضيفا: هذه فتوى بالوجوب وليست تخيير، هذه فتوى بالوجوب ولم يصدر ما يعاكسها او يخالفها. وهذه الفتوى تعتبر فتوى لا يجوز مناقضتها من مرجع آخر، لأنها حكم شرعي وليست فتوى عملية مثلا، واستنبطها الحاكم الشرعي من الروايات وكذلك له رأيه وللمرجع الفلاني رأيه، لا بالعكس كل الاخوة الذين يفهمون الادبيات الفقهية يعرفون أن هذا حكم شرعي ولا يجوز نقضه من فقيه آخر. وبالنتيجه، اليوم نحن لازلنا تحت فتوى المرجعية بوجوب مقاتلة واخراج اميركا من العراق والمنطقة ولم يصدر ما يوقف هذه الفتوى من السيد الحائري (الله يحفظه) بفتوى تخالف هذه الفتوى. طبعا أنا بشكل مباشر او غير مباشر سمعت من مرجعيات اخرى كثيرة -وإن كان هم لم ينزلوا فتاوى الى الخارج- سمعت منهم وجوب محاربة الاميركان والجهاد ضدهم واخراجهم من العراق.
ورداً على الشبهة بأن الأحداث الدولية والتطورات الجغرافية في العالم الإسلامي لا علاقة لها بالعراق، بين الأمين العام لحركة النجباء: حقيقة لا يمكن تجزئة جسد الامة الإسلامية. نحن نعتقد أن حب الاوطان من الاديان لكن هذا لا يعني أنه أنا اتقوقع في دائرة معينة وضعها سايكس بيكو او الاحتلال البريطاني واترك هموم الامة وما تعيشه الامة، ولذلك نعلن بصراحة اننا حضرنا في سوريا وكانت لنا أنشطة هناك ودافعنا عن المستضعفين في مواجهة العصابات التكفيرية.
وتابع الشيخ أكرم الكعبي، مستندا إلى خطابات ونظريات وأقوال وفتاوى الشهيدين الصدرين (الأول والثاني): لايمكن فصل العراق عن الامة الإسلامية. الامة الاسلامية هي مثل الجسد الواحد اذا تدعى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء. أن القضية الفلسطينية والقدس الشريف هذا رمز مقاومتنا. هذه عقيدة الفصائل المقاومة، وهذه راية الفصائل المقاومة وسلاح فصائل المقاومة باقي، لأن اهداف سلاح المقاومة هي متعددة وكبيرة سواء كان على مستوى العراق او خارج العراق.
وقال “إذا أردنا أن نتحدث عن القضية الفلسطينية من وجهة نظر قومية، فالقدس بلا شك مكان عربي وعلى كل العرب التحرك تجاهه، ولكن للأسف نرى اليوم أن العرب يسيرون على طريق التطبيع. مضيفا، من الناحية الإيديولوجية، فإن القدس هي رمز الإسلام والقبلة الأولى للمسلمين، والتي يجب على كل مسلم أن ينتقل إليها. في رأينا ان القدس هو جزء حقيقي من القضية المهدوية ولا يمكن فصلها عن هذه القضية وعن قضية العدل الالهي. لا يمكن التراجع عن هذا الاعتقاد بأي طعن أو تهديد؛ حتى لو قطعوا حناجرنا.
وفي الجزء الأخير من خطابه أمام قادة فصائل المقاومة المناوئة للولايات المتحدة، أوضح القيادي البارز في المقاومة العراقية، الأبعاد المدنية للمقاومة العراقية في المجالات الاجتماعية والثقافية والخدمية، مبينا نحن طرحنا في وقت سابق مشروع اسميناه مشروع التنمية والخدمات ولكن الحكومات المتعاقبة لم تولي له اهتماما لأنها تعيش هموما أخرى! وكان مشروع التنمية والخدمات هذا قائم على اساس فكرة الاستنفار والاستفادة من كل الطاقات الموجودة لحل المشاكل الاجتماعية والخدمية في أغلب المدن العراقية واستنساخ التجربة اوالهبة التي حصلت في بداية تشكيل الحشدالشعبي من جانب شعبي. اساس هذه الفكرة هو مشروع مكتوب كامل وبكل تفاصيله. عندما يئسنا من الحكومات للمساعدة بتنفيذ هذا المشروع ذهبنا وقمنا بالعمل لهذا المشروع بامكانيات وجهود ذاتيه وتطوعية من قبل الكثير من المؤمنين والمجاهدين في كافة المدن العراقية.
وفي الختام صرح الشيخ أكرم الكعبي مرة أخرى: إن شاء الله تعالى أننا سنثأر لدماء الشهداء وخصوصا الشهيدين الحاج قاسم سليماني والحاج ابو مهدي المهندس وسيكون ثأرنا مضاعفا وسيندمون على فعلتهم هذه. الشهداء تيجان على الرؤوس وهم فخر العراق والمفخرة الكبرى. انشاءالله تعالى سيثبت التاريخ هذه المنازلة العظمى وسيحفظ كل ذلك في ميزان اعمالكم واعمال الاخوة الاخرين الذين معكم والذين لم يحضروا.
جدير بالذكر أن الاجتماع جرى في زمان ومكان غير معلنين بحضور قادة عسكريين لثماني فصائل مقاومة تعمل ضد الولايات المتحدة في العراق، من بينها “أصحاب الكهف ولواء الثائرين ولواء ثأر المهندس ولواء القاسم وتشكيل الوارثين وفصيل المقاومة الدولية ورجال الله وسرايا ثورة العشرين الثانية”. وأعلنت هذه الفصائل عن وجودها بعد العملية الإرهابية التي شنتها الولايات المتحدة ضد قادة المقاومة (الشهيدين سليماني والمهندس) بغية الثأر لهما وطرد القوات الاميركية من العراق ونظمت عدة عمليات ضد مصالح الاحتلال الأميركي.
المصدر / العالم