السيمر / فينا / ايلأثنين 27 . 12 . 2021
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
القضية المنطقية هي مجموعة من العبارات تُسمَّى المقدمات تتبعها عبارة أخرى يطلق عليها اسم النتيجة، فإذا كانت المقدمات تُؤَيِّد النتيجة، كانت القضية المنطقية صحيحة، وإذا كانت المقدمات لا تُؤيِّد النتيجة، كانت القضية المنطقية خاطئة.
الأزمة السياسية العربية ليست وليدة اليوم وإنما ولدت مع ولادة الدول العربية التي صنعت حدودها بريطانيا وفرنسا بعد هزيمة الدولة العثمانية من خلال تعاون قادة العرب السنة بغالبيتهم مع قوات الاحتلال البريطاني والفرنسي ورفضهم القتال لجانب الدولة العثمانية مقابل وعود كاذبة اعطوها إلى زعيم العالم العربي السني شريف مكة ومفتيها علي بن حسين والد فيصل الأول وعبدالله الذي عين ملكا على الأردن، الأنظمة القمعية القومجية تغطي على الخلافات المذهبية والقومية في اسم شعارات الوحدة الوطنية، بالعراق على سبيل المثال تم اعتقال آلاف أعضاء الحزب الشيوعي، الأعضاء السنة يتم معاملتهم معاملة جيدة ويتم إطلاق سراح اغلبيهم اما الأعضاء الشيعة يكون مصيرهم المقابر الجماعية وكذلك الحال مع نسبة من المعتقلين الأكراد، البلدان العربية المتعددة قوميا ومذهبيا تعاني من صراعات مذهبية وقومية وتفتقد تلك الدول وجود دساتير حاكمة ومساواة في إشراك جميع المكونات بالقرارات السياسية، غالبية الدول العربية المتعددة القوميات والمذاهب منزلقين في حروب داخلية البعض منها معلن والبعض الآخر بشكل سري غير معلن، لننظر إلى ليبيا في الانتخابات الليبية لن تتم كما خطط لها، لا يحتاج الأمر إلى منجم للقول إن الانتخابات الليبية الموعودة لن تحدث، وإن حدثت فهي لا تحل مشكلة الصراع على السلطة مابين اهالي شرق ليبيا وغربها، هناك صراع قبلي واضح مابين قبائل الشرق وقبائل الغرب الليبي بعقلية بدوية، الأزمات القائمة تقاتلت بها جميع الأطراف وازهقت أرواح آلاف الضحايا مابين الشرق والغرب الليبي، إضافة التدخلات الدولية والإقليمية من خلال الفصائل الليبية التي تتقاتل نيابة عن أردوغان والسعودية والإمارات وقطر ومصر ونيابة عن الناتو وروسيا والصين، الأسباب قديمة وحديثة، النظام الليبي السابق وصل في انقلاب عسكري مدعوم السوفيت ضد نظام عميل نصبه المعسكر الغربي، القذافي لم يقوم في بناء دولة يحكمها دستور ويتم التداول السلمي من خلال صندوق الانتخابات وإنما حكم ليبيا في اسم نظام جمهوري مدة تجاوزت أربعين سنة واطيح به بثورة شعبية وتدخل قوات الناتو، بعد إسقاط القذافي تقاتلت الفصائل الإرهابية والفصائل الأخرى من بقايا نظام القذافي بحيث اهالي سرت قبيلة القذافي يصرون على ترشيح ابن ( القائد) ليقود في الطريق الدموي نفسه والقمعي مرة أخرى
في العراق حدث تدخل دولي بأموال خليجية مليارية وسفكت دماء في اسم ثورة تشرين والتكتكيون والنتيجة أجريت انتخابات مشوهة تفتقد للنزاهة النتيجة الدول الطامعة تريد تهميش المكون الشيعي وضرب مرتكزات قوته المتمثلة بالحشد مستغلين خلافات الساسة الشيعة البينية، لا تخلو الساحة العراقية من تدخل قوى دولية كبرى بحيث تم اغتيال قادة النصر بمطار بغداد وأعلن الأعور الدجال مسؤليته بتنفيذ تلك الجريمة مضاف إلى ذلك تدخلات الجوار الحضن البدوي الوهابي الخليجي أو تدخلات صاحب كذبة الهلال الشيعي وتدخلات أردوغان ……الخ.
بعض العربان يراهنون على حرب أهلية صغيرة أو محدودة داخل المكون الشيعي لكن هيهات ذلك لم ولن يحدث،
في السودان بسبب تعدد الثقافات تم قمع الديانات والقوميات نتج عنها انفصال الجنوب والان هناك اقاليم بطريقها إلى الانفصال والاستقلال وذلك بسبب عدم وجود دستور يضمن مشاركة الجميع بالتساوي وبدون قهر وتهميش،أما المشهد اليمنى فلا يحتاج إلى شرح؛ فهي حرب ما بين حفنة من الطائفين الذين تدعمهم الوهابية يمثلون بغالبيتهم اليمن الجنوبي ضد أهالي اليمن الشمالي لكونهم شيعة زيدية، صراع طائفي تدعمه دول الوهابية البدوية جيران اليمن، المعضلة في هذه الأوضاع المضطربة بتلك الدول العربية عدم وجود دساتير حاكمة عدم قبول ثقافي لما هو طبيعي وإنساني، أي القبول بالرأي والرأي الآخر في القضايا السياسية البعيدة عن الحسم الكلي والنهائي، كما تفعل معظم شعوب الأرض، هناك فئات مثل شراذم فلول البعث بالعراق يرون أن الحكم لهم دون غيرهم ويتوجب على الشيعة والأكراد تسليم رقابهم لهم.
الأزمات في عدد من البلدان العربية سوف تبقى هذه الدول تعاني من حروب وصراعات العامل المشترك فيها جميعا الفشل في بناء الدولة الوطنية الحديثة والقانونية، وبناؤها ليس سرا غامضا أو عملا عصيا، هناك أمثلة وتجارب في العالم قامت نُخبها بذلك البناء بنجاح مثل النجاح في الدنمارك وألمانيا والهند، العامل المشترك الثاني في الأزمة العربية هو الاستعانة بالآخر والاستقواء به على الشريك في الوطن، فلولا استقواء فلول البعث بالعراق وعبد ربة في اليمن وحكومة السراج في ليبيا والعصابات الإرهابية في سوريا وتم دعمهم ماليا وتسليحا وأيديولوجيا لما دمرت شعوب تلك الدول ولولا استقواء هؤلاء في الدعم الوهابي الخليجي والمعسكر الغربي لما استطاعوا حرق العراق والشام وليبيا واليمن ….الخ.
المصيبة أن جميع الأنظمة العربية وبشكل خاص البدوية أنظمة قمعية مستبدة لاتختلف عن نظام صدام الجرذ والقذافي وعمر البشير وعلي عبدالله صالح ووو…..الخ.
أنظمة قمعية إلى درجة أن المطالبة بشيء من الحرية أو أن يكتب تغريدة في الفيس بوك يكون السيف في انتظار جز رقبته، أو يقوم شيخ مثل النمر رحمه الله يطلب منهم معاملة مواطنيهم الشيعة بشر عادي، هذه المطالبة الحقة يوصم صاحب المطالبة من قبل نظام الحكم البدوي بالعمالة ويلقى حتفه بالرصاص أو مضروب عنقه بالسيف أو معلقا بمشنقة في بلدان الجمهوريات الصورية،
من اللافت للنظر تشترك كل الانظمة العربية وإن اختلفت أشكال الحاكم كلهم مشتركين في الفساد وإثراء القلة، بل حتى توزيعهم للرواتب أو المكرمات أشبه في مزنة غيوم تصيب منطقة وتترك آخرين.
نحن في عالم أعور، من مفارقات هذا العالم أن الذي يعطي الدول شهادات حسن سلوك في الديمقراطية وحقوق الإنسان والحكم الرشيد قتل الملايين واستخدم كل أنواع الأسلحة الفتاكة ضد الشعوب، واحتل عشرات البلدان ونهب ثروات الأمم وخيراتها، ثم نصب نفسه قاضياً ومرشداً للبشرية.
بل هذا العالم الأعور يعرف منبع الإرهاب لكن يعتبرون مصدر الإرهاب الوهابي التكفيري دولة الاعتدال والديمقراطية رغم أن من يحكم هي عائلة ملك نصبه الاستعمار نهب ثروات الجزيرة العربية واضطهد شعوب الجزيرة وفرض عليهم دين ومذهب بالقوة وبدون رضا الناس، لذلك
التنظيمات التكفيرية الإرهابية كانت ولازالت دجاج يبيض بيض من ذهب، تصوروا المستكتبين في دول الرجعية العربية ألسنتهم تطال كل فئة شريفة ترفض الانبطاح والذل والتطبيع المجاني.
26/12/2021