السيمر / فيينا / الثلاثاء 25 . 01 . 2022 ——- كشف الخبير السوري في شؤون الجماعات المسلحة، عمر رحمون، أن الأحداث الأخيرة التي تشهدها مدينة الحسكة مجرد “فيلم هوليوودي” يتنازع بطولته الجيش الأمريكي وتنظيم “داعش” الإرهابي وآخرون، وتم اعتماد السيناريو الخاص بسيطرة التنظيم على سجنهم ومحيطه في مدينة الحسكة، بعد سلسلة من الاجتماعات الحميمية بين الطرفين.
وأضاف الخبير السوري في حديث لـ “سبوتنيك” أن فرار مسلحي تنظيم “داعش” (الإرهابي المحظور في روسيا ودول كثيرة) من “سجن الصناعة” وسيطرتهم على محيطه وعدد من النقاط التي يديرها مسلحو “قسد” الموالين للجيش الأمريكي في حي غويران بمدينة الحسكة، ماهي إلا مسرحية هزلية أبطالها “التحالف الدولي” اللاشرعي بقيادة واشنطن وقياديين من “قسد” من جهة، مع مسلحي تنظيم “داعش” من جهة أخرى.
وأضاف رحمون “سجن الصناعة الذي يحتجز فيه ما يقارب 5000 من مسلحي “داعش”، يخضع لحراسة مشددة من قبل مسلحي ميليشيات “قسد” الموالين للجيش الأمريكي، وبإشراف مباشر مما يسمى “التحالف الدولي” الذي -من المفترض- أنه قام بتزويد مسلحي “قسد” بمعدات لوجستية متطورة تمكنه من الإشراف بشكل كامل وفعال على أقسام السجن، الأمر الذي يسقط فرضية أن مسلحي داعش قاموا بالهروب من السجن، ويفضح الأمر برمته على أنه أشبه بالأفلام الهوليوودية التي يشهد للجيش الأمريكي براعته في إخراجها والمشاركة في بطولاتها، وتم تحضير الـ (لوكيشن) بالتنسيق بين التحالف ومسلحي “داعش”.
وبين الخبير في شؤون الجماعات المسلحة: هنالك معلومات تؤكد أن اجتماعات عدة عقدت خلال الأسابيع الماضية بين قياديين في “داعش” وبين ضباط في “التحالف الدولي”، تم التفاوض خلالها على عدة نقاط منها التوقف عن ترحيل المسلحين ذوي الجنسيات الأجنبية والعربية إلى بلدانهم لمنع محاكمتهم، وتمت الاستجابة من قبل الجيش الأمريكي تحت مظلة “التحالف الدولي” الذي أسسه ويقوده، لكن هذه الاستجابة دفع ثمنها عناصر تنظيم “داعش” من خلال المسرحية التي نشهدها حاليا في حي غويران وسجن الصناعة.
وحول مبررات ما وصفها بـ “المسرحية” أوضح رحمون أنها: “ضربة تصيب (أكثر من عصفور/ مثل الشامي يفيد بتحقيق أكثر من هدف). الأول: يسعى الجيش الأمريكي والتحالف الدولي اللاشرعي و”قسد” لضرب أي محاولة للحكومة السورية بعقد تسويات في محافظة الحسكة بشكل استباقي ومتوقع منعا لتكرار تجربة المصالحات الأخيرة في الرقة ودير الزور”.
“أما ثاني العصافير”، يضيف الخبير السوري: “تحاول “قسد” إصابته عبر ترحيل المواطنيين العرب من أبناء القبائل خارج الأحياء القريبة من السجن وحي غويران باتجاه مناطق سيطرة الجيش السوري كورقة ضغط تمارس على الحكومة السورية عبر تركيز الضغط بشكل أكبر على البنى التحتية والخدمات والمساعدات والتعليم ضمن المساحة الضيقة التي تسيطر عليها في الحسكة، وفي الوقت نفسه تحقيق فصل جديد من فصول التغيير الديمغرافي على حساب المواطنين العرب وترحيلهم قسريا من المناطق التي يسيطر عليها ميليشيات “قسد”.
وأضاف رحمون: “العصفور الثالث الذي يتطلع الجيش الأمريكي لإصابته، وهو ما سيظهر خلال الفترة القادمة، فيتجلى في نقل ما أمكن من مسلحي “داعش” باتجاه مناطق جنوب الفرات بهدف تركيز الهجمات باتجاه مواقع الجيش السوري وضرب خطوط امداده في المنطقة.
وأضاف رحمون: “العصفور الثالث الذي يتطلع الجيش الأمريكي لإصابته، وهو ما سيظهر خلال الفترة القادمة، فيتجلى في نقل ما أمكن من مسلحي “داعش” باتجاه مناطق جنوب الفرات بهدف تركيز الهجمات باتجاه مواقع الجيش السوري وضرب خطوط امداده في المنطقة.
وأبرز الخبير السوري في شؤون الجماعات المسلحة “الهدف السياسي الذي يسعى (البنتاغون) لفرضه من خلال المسرحية الهزلية، وذلك ردا على تعالي الأصوات الشعبية والبرلمانية في الولايات المتحدة الأمريكية بضرورة سحب جنودهم من سوريا، مشيرا إلى أن صقور الجيش الأمريكي يتطلعون إلى بث رسالة استدراكية إلى المجتمع الدولي، ومفادها أن “وجوده مع التحالف الدولي اللاشرعي في منطقة شرق الفرات، ماتزال تتخذ ضرورة قصوى بحجة محاربة مسلحي داعش، وليس ذلك فقط بل إن التنظيم الإرهابي لا يزال يتمتع بقوة كبيرة حتى حدود السيطرة على مناطق ومواقع متاخمة لمناطق سيطرة جيوش التحالف”.
وختم: “إذا ما أضفنا النشاط المستجد لما يجري في العراق، فكل ذلك يوحي بأن داعش لا يزال يشكل تهديدا داهما على الأمن العالمي، ولا يمكن لأحد تجاهل ضرورة محاربته، وهنا ستضطر الأصوات المناهضة للوجود الأمريكي في سوريا والعراق للصمت”.
المصدر / سبوتنيك