السيمر / فيينا / الأربعاء 09 . 02 . 2022
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
المتابع لما يكتبه ويتحدث به الإعلام البدوي الوهابي والإعلام العالمي حول سوريا، يجد ان القوى الداعمة للإرهاب تحاول نشر الأكاذيب والتضليل بالقول أن من قتل واباد الشعب السوري هم ضحايا الإرهاب وليس الإرهاب التكفيري المدعوم خليجيا دينيا وماليا ومحمي من تحالف دولي ظاهره محاربة القوى الإرهابية التكفيرية، وخاصة اذا علمنا ان الجماعات التكفيرية جميعهم من المدرسة السعودية الوهابية الحاكمة، والتي عمل على نشر الوهابية حلف الناتو ضد الشيوعية في الحرب الباردة واستفيد من نفس الوهابية في محاربة التيارات العربية المقاومة في العراق والشام وليبيا واليمن وتونس ومن قبل تم حرق الجزائر، ماحدث منها لأسباب مذهبية والبعض الآخر بسبب مواقف تلك الشعوب المؤيدة لقضية الشعب الفلسطيني.
الوضع السوري كل ماحدث هو صراع دولي بالساحة السورية لمعاقبة الحكومة السورية والشعب السوري المؤيد لقضية الشعب الفلسطيني، لذلك التدخل العسكري الخارجي في سوريا، بات واضح للعيان، آخرها العملية الأميركية في إدلب التي قامت بها قوات خاصة امريكية تم بها قُتل زعيم تنظيم داعش والتخلص منه، المدعو أبو إبراهيم الهاشمي القرشي مجرم بعثي طائفي وهابي عراقي قتل وسبى آلاف التركمانيات الشيعيات والايزيديات من أبناء مدينته تلعفر وسهل نينوى، المتابع للأحداث أبو بكر البغدادي وخليفته النافق ابو إبراهيم اللاقرشي واللاهاشمي وإنما الطوراني التركي قتل بمناطق خارج سيطرة الجيش والحكومة السورية، ولو فعلا الناتو يريد القضاء على العصابات الإرهابية لتم السماح للجيش السوري في بسط السيطرة على المناطق التي تتواجد بها قوات أردوغان وقوات الناتو.
العملية الأميركية الأخيرة، وإن كانت استهدفت رأس إرهابي مجرم لكنها حلقة من سلسلة تدخلات عسكرية خارجية في سوريا، تواصلت خلال سنوات الإرهاب والتي تجاوزت عقد من الزمان.
الساحة السورية تشهد صراعات دولية في أدوات محلية وهابية رخيصة تم جلبهم من أكثر مائة دولة بالعالم، ما حدث بالساحة السورية والعراقية واليمنية والليبية هي حرب عالمية بين الدول الكبرى من خلال دعم عصابات ارهابية، كل هذه الجماعات مدعومة من دول وجماعات دينية وهابية، جعلت من سوريا ساحات حروب فيما بينها.
بعد تطهير أرياف دمشق والقنيطرة من العصابات الإرهابية دخلت إسرائيل في قصف مواقع الجيش السوري بحجة أهداف إيرانية، بل العالم شاهد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نتنياهو في زيارة لجرحى عصابات النصرة وقدم لهم الدعم، ليس حبا بالعصابات الارهابية وإنما الضغط على الحكومة السورية لكي تقبل بالتطبيع، ولو قبلت الحكومة السورية بالتطبيع في اليوم الثاني تنتهي كل هذه العصابات الإرهابية وتعود كل المناطق لسيطرة الحكومة السورية.
أردوغان استفاد من الحركات الوهابية من خلال الإخوان المتوهبين بصفته الزعيم الروحي لمنظمة الإخوان المسلمين العالمية، وبسط سيطرته على الشمال السوري ونفذ عمليات ضد ميليشيات قسد التي يقودها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD) – من جهة، وضد مواقع حزب العمال الكوردستاني.
ايضا أردوغان أرسل آلاف الإرهابيين التكفيرين من سوريا إلى ليبيا وهزم قوات الجنرال حفتر والتي كادت أن تسقط العاصمة طرابلس، ايضا ارسل أردوغان آلاف الإرهابيين السوريين إلى أذربيجان لمقاتلة الارمن الأعداء إلى أردوغان والدولة العثمانية التركية.
لايخفى على اي متابع ان سوريا كانت ضمن النفوذ السوفياتي الروسي ولازالت ليومنا هذا مع روسيا، حاولت أمريكا والناتو إسقاط النظام في سوريا للقضاء على آخر وجود عسكري بالشرق الأوسط لكن القيادة الروسية تدخلت تدخل عسكري مباشر لحماية النظام والدولة السورية من السقوط، وايضا تدخلت إيران بالصراع بسبب رفع العصابات الإرهابية شعار،ابادة الشيعة وتدمير مرقد السيدة زينب ع في الشام والعالم شاهد الإرهابي زهران علوش يخاطب السيدة زينب بنت الإمام علي بن ابي طالب ع سترحلين مع الاسد، البديل في سوريا وهابي تكفيري النتيجة شيء طبيعي إيران تتدخل وتدعم مجاميع سورية شعبية شيعية ومسيحية وسنية غير وهابية للتصدي للعصابات الوهابية التكفيرية، الساحة السورية تشهد حروب ما بين روسيا و معسكرها والولايات المتحدة والعصابات السعودية الوهابية والناتو ومعها وتركيا، وإسرائيل.
بالساحة السورية يوجد محورين، محور أمريكا والناتو ومعهم دول الخليج و العصابات الوهابية التكفيرية وبدعم مباشر من تركيا واسرائيل، ومحور الدولة السورية تضم الحكومة السورية والشعب والجيش السوري واصدقائه ودعم روسي إيراني.
تركيا بعد إسقاط الطائرة الروسية ومقتل الطيار الروسي اضطر أردوغان على الخضوع إلى روسيا ودخل ضمن اساتنا الذي يضم معارضة سورية تتفاوض مع الحكومة السورية برعاية روسية مباشرة، مانراه لا توجد معارضة سورية معتدلة وان وجدت فهي لا وجود لها على أرض الواقع والمشاهد للوضع السوري يشاهد بوضوح الشعارات الإرهابية التي ترفعها الجماعات المسلحة التكفيرية المتدخلة في سوريا ومنها داعش والنصرة.
المخابرات الدولية هي من تتحكم بالعصابات الارهابية والتي تجعل أغلب هذه الجامعات مجرد أدوات وظيفية رخيصة، تنفذ سياسات قذرة ارتزاقية.
التدخل الخارجي المدعوم من دول الرجعية الوهابية ومن خلال شعارات الدفاع عن أهل السنة كذبا ونفاقا طوال السنوات العشر الماضية، جعل كامل الأراضي السورية مسرحاً لعملياتها الإجرامية.
روسيا تركت الأمور للحلول السلمية في بداية الأمر ولكن عندما وصلت العصابات الإرهابية إلى داخل إحياء دمشق نفسها اضطرت القيادة الروسية الى التدخل المباشر والحاسم في سوريا، بدءاً من عام 2015، لمنع سقوط الدولة السورية، لولا التدخل الروسي لما بقي مسيحي واحد في سوريا ولبنان، ماحدث في سوريا حرب دولية عن طريق دعم عصابات إرهابية لتحقيق أهداف سياسية للدول العظمى المتقاتلة على الارض السورية، لا توجد معارضة سورية معتدلة على الأرض السورية وإنما السيطرة على الأرض لجماعات ارهابية وهابية متطرفة، ما رأيناه ليست ثورة شعب يطالب بحقوقه وحريته.
دخول أو تم إدخال الجماعات المتطرفة، نحو مشتقات التيارات الوهابية التكفيرية كتنظيمات «القاعدة وداعش وأخواتها، فتحت المجال للكثير من الدول العالمية على إدخال عناصر مؤيدة لهم وبعد ذلك ارسلوا قواتهم إلى سوريا، مثل التدخل الأميركي والناتو وتبرير وجودهم العسكري في احتلال حقول البترول السورية والتي أعلن عنها ترامب انه لم ينسحب من حقول البترول السورية بحجة شعار محاربة الإرهاب،
التدخلات العسكرية الغربية الوهابية التكفيرية تسببت في كارثة على الشعب السوري الذي كان يرغب في العيش الكريم ووجود نظام حاكم يحترم شعبه ويدعم قطاع الاقتصاد العام والخاص، لذلك ماحدث في سوريا ليست ثورة لتحقيق مكاسب للشعب السوري وإنما بسبب العصابات الإرهابية دفع الشعب السوري الدماء الغزيرة والقتل وسلخ الجلود والسبي للنساء والأطفال من ابناء الاقليات المسيحية والشيعية والعلوية والدورزية والمعاناة المؤلمة وتعقيدات جعلت لا إمكانية للإصلاح في سوريا بظل وجود الجماعات التكفيرية المجرمة.
8/2/2022