الرئيسية / مقالات / وصايا سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم باستعمال القوّة لاسترداد الحقوق من العدو والصهاينة

وصايا سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم باستعمال القوّة لاسترداد الحقوق من العدو والصهاينة

السيمر / فيينا / الأثنين 28 . 02 . 2022  

معمر حبار / الجزائر

أنا الآن في صفحة 270، من قراءتي للفصل السّابع، من كتاب: اتيين دينيه وسليمان بن إبراهيم: “محمد رسول الله”، ترجمة: عبد الحليم محمود، و محمد عبد الحليم، الطبعة الثّالثة، دار المعارف، القاهرة، مصر، من 369 صفحة.

قال الكاتب عبر صفحات 256-261: بعد انتهاء سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم من غزوة يهود خيبر، قام بتقسيم الغنائم على المسلمين، وقد كانت خيبر اليهود غنية ثرية بثرواتها.

وأعطى للراجل سهم، وللفارس سهمين أي للفارس سهم وللفرس سهم، ومنح هدية معتبرة لكلّ فارس يملك جواد. ونظّم سباق خيل يتبارى فيه الفرسان.

وقال: كان الفرس لدى العرب للزينة، لايمتطيه الفارس إلاّ آخر لحظة قبل اندلاع الحرب، إلى أن جاء سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ومنح الفرس أهمية عظيمة.

وقال: من عظمة الحصان، أنّ الله تعالى أقسم به في قوله تعالى: “والعاديات ضبحا…”، وجعلها شاهدا على يوم القيامة، لقوّتها، ورهبتها، وعظمتها.

أقول: سياسة منح سهمين للفارس، أي سهم للفرس وسهم للفارس، تدل على أهمية الاعتماد على القوّة الضّاربة في حسم المعارك. وقد كان الحصان يومها، قوّة ضاربة، ويشبه الآن، البوارج الحربية، والأسلحة النووية، والطائرات النفاثة، والصواريخ النووية العابرة للقارات.

السّلاح للردع، واسترجاع الحقوق، وليس للزينة، فإنّ ذلك من الفساد، والتخلّف، والجرم.
ممّا وقفت عليه، وأكتب عنه لأوّل مرّة، أنّ: غزوة خيبر اليهود، كانت آخر غزوة مع يهود المدينة. وسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، حين منح الحصان سهما بالإضافة إلى صاحبه الفارس، وأعطى هدية لكلّ فارس يملك حصانا، إنّما يريد أن يقول: الصهاينة اغتصبوا أرضكم بالقوّة والسّلاح، ولا مناص لكم من استرجاع أرضكم بالقوّة[1] والسّلاح.

اختار سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، صوت الإنسان للأذان[2]، ولم يستورد وسيلة أجنبية، المنتشرة لدى الدول المتقدّمة يومها. واختار الحصان كقوّة ضاربة، وهي متوفرة، ويمكن التحكم فيها، وتسييرها بوسائل محلية بسيطة، ولم يستورد سلاحا من الدول المتقدمة يومها.   

لاخير في أمّة تستورد سلاحها. ومن أراد استرجاع أرضه، وحقّه من الصهاينة، فليعتمد على سلاحه، ولو كان بسيطا سهلا.

اعتمد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم على قدرات ذاتية، يملكها المجتمع ومتوفّرة لديه، ولم يرهق أمّته باستيراد القوّة. وشجّعها على تنمية وتقوية ماتملكه من عناصر قوّة.


[1] للزيادة حول معنى القوّة، راجع فضلك منشورنا بعنوان: #القوّة_أساس_الدول ، وبتاريخ: الأحد 26 رجب 1443 هـ، الموافق لـ: 27 فيفري 2022 .

[2]  اختيارسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، لصوت الإنسان للأذان، ذكره الأستاذ مالك بن نبي، رحمة الله عليه، في بعض كتبه، والتي لايحضرني الآن اسمها.

الشلف / الجزائر

الاثنين 23 رجب 1443 هـ، الموافق لـ: 28 فيفري 2022 

اترك تعليقاً