الرئيسية / مقالاتي / وفق بروباغاندا الاعداد للحرب على العراق تجري الحرب الاعلامية في القضية الاوكرانية

وفق بروباغاندا الاعداد للحرب على العراق تجري الحرب الاعلامية في القضية الاوكرانية

السيمر / فيينا / السبت 05 . 03 . 2022 

وداد عبد الزهرة فاخر*

 مقدمة :

تتمثل قوة الاعلام الامريكي والغربي خاصة بخصال عديدة تتمثل في قلب الحقائق وتشويهها من خلال الحرب الاعلامية ونشرها مقلوبة ، وظهر ذلك واضحا وجليا في عدة حروب قادتها امريكا ، وشاركت بريطانيا وحلفائها الغربيين في تلك الحروب الظالمة .

ولدينا عدة امثلة بحروب شنتها امريكا وحلفائها على يوغسلافيا والصومال ، وكذلك الحرب الظالمة على العراق وبعدها ليبيا وسوريا واليمن . بينما يساهم الاعلام المضلل بالتغطية على جرائم وحشية تقترفها دول تعيش تحت العباءة الامريكية من الدول الرجعية بالمنطقة والعالم.

ويتم تغطية كاملة لحقوق الانسان التي لا مكان لها بتلك الدول، وطمس الحقائق التي تقترفها تجاه شعوبها .

ويعتمد الاعلام الامريكي والغربي اثناء شن الحروب الظالمة على التضليل الاعلامي ، واللعب بمشاعر البسطاء ، وتضخيم الاحداث ، وقلب الحقائق ، وتضخيم معاناة المواطنين ، واظهار عطف كاذب عليهم ، من خلال ذرف دموع التماسيح على مآسيهم التي قام الامريكان وحلفائهم الغربيين باقتراف جرائم عديدة عليهم ، وعودة لما حدث بالعراق كمثل من قبل القوات الامريكية التي قامت بتعذيب الكثير من العراقيين ، او قصف مساكنهم ، أو المأوى ، او الملاذ الآمن الذي يتخذونه للوقاية من القذائف ، كما حدث في جريمة ملجأ العامرية وضخامة الضحايا انذاك .

ثم ان من قام بالتحضير والتجهيز ، والاخراج لمسرحيات ” الثورات الملونة” ، وتسيير تظاهرات ، ومهرجانات الدم التي يعدون لها من اجل تشويه سمعة نظام ، او دولة معادية للهيمنة الامريكية ، واطلاق ايدي ” جواكرها ” للولوغ بدماء الجماهير والقاء التهم على النظام نفسه ، لتشويه سمعته. وهي ما يمكن ان نطلق عليه ” الحرب بالوكالة لقادر على فعل كل شئ من أجل الوصول لغايات بعيدة المدى .

 

خطط امريكا وفق الاعلام المضلل والكاذب :

وقد وضع الإعلام في قمة أسلحته وفوق بقية الأسلحة الحربية المتنوعة،الاعتماد على الحرب الدعائية في الولايات المتحدة حتى أصبحت ركناً رئيسياً من سياستها العدوانية، إذ لم تسر واشنطن في أي اتجاه إلا وكانت ”البروباغندا” أساس تحركها وممارساتها العدوانية وبسط هيمنتها على الدول ، ولنتذكر المسرحية البكائية التي قام بها الجنرال كولن باول للتحضير لضرب العراق واحتلاله في مجلس الامن الدولي ، بحجة وجود اسلحة دمار شامل ، وخطرها على المنطقة ، والتي اتضح كذب ذلك الادعاء بعد سقوط النظام الصدامي الفاشي ، بينما صمتت امريكا وكل فصيلها ” المجاهد” عندما استخدم النظام العراقي عمليات التطهير العرقي في ابادة سكان مدينة بأكملها هي حلبجة عندما ضربها بالكيمياوي ، وكما فعل بجرائم الانفال سيئة الصيت ، وما اقترفه النظام العراقي السابق بحفر المقابر الجماعية لمواطنيه.

لذلك تنفق أميركا على الدعاية الخارجية نحو 6 مليارات دولار سنوياً وتنظم عملية الانفاق وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وتمول مئات المجلات والصحف والفضائيات في مختلف أنحاء العالم وبأكثر من 20 لغة. وتقوم الدوائر والأجهزة الإعلامية التابعة لمراكز القرار، بإيجاد صلات نفعية ورشاوى وشراء ذمم صحفيين ومثقفين وقادة بعض الجمعيات واللجان التي تطلق على نفسها إما لجان حقوق الإنسان أو ”المجتمع المدني” NGOs ، وظهر دور ما يسمى بمنظمات المجتمع المدني باحداث تظاهرات تشرين 2019 بالعراق ، التي اطاحت بحكومة عادل عبد المهدي التي عقدت اتفاقات مع الصين حول ربط العراق بطريق الحرير .

وتستخدم الولايات المتحدة الامريكية الحرب الدعائية،من أجل تحقيق مآربها في كل مكان من العالم،وكان للاعلام المبرمج دوره في ” ثورات الربيع العربي” الدموية التي خربت سوريا والعراق ، وجاءت بالارهاب الداعشي كحصيلة لذلك الربيع الدموي .

فإنَّ شلّ التفكير أو تعطيله وتعطيل أي إمكانية للتحرك، كل ذلك يقود إلى الخنوع والذلّ والقبول بالأمر الواقع مهما كان قاسياً، والوصول إلى التسليم بأنّ ”الشعب لا يستحق الديمقراطية” بل يستحق أن يحكم بالقوة وبالسيف كما يُقال . وهكذا يتم سوق الجماهير ، بالتزامن مع الشعارات الشعبوية ، والتشويش الفكري ، مع ارهاب قسري واضح للعيان يشل حركة الجماهير ويبث الرعب فيهم ،من قبل جماعات تاخذ على عاتقها قمع الجماهير المطالبة بالحقوق المسلوبة مقابل صنائع امريكا وجواكرها المبرمجه سياسيا .

ويتم خلال خلط الاوراق ، ووفق شعارات غوغائية جوفاء ، تحويل انتباه الجماهير وحرفه احيانا نحو عدو خيالي او غير مرئي ، للتغطية على العدو الحقيقي كما حدث حول تحويل انظار الجماهير نحو عدوهم السالب للارض العربية اسرائيل واحلال العدو البديل وتضخيم دوره ، وتشويه سمعته .

 

دور البروباغندا في تشويه المغزى الحقيقي للحركات الروسية نحو اوكرانيا

 استخدمم الغرب والولايات المتحدة الامريكية اسلوب وزير الدعاية النازي غوبلز للتاثير في الجماهير ، وتشويه المغزى الحقيقي لحركات الجيش الروسي نحو اوكرانيا ، وشيطنة الاتحاد الروسي ورئيسه الرئيس فلاديمير بوتين .

وفي حالة القضية الاوكرانية تم انتزاع صورمن افلام ومسلسلات قديمة عن الحرب واعيد استخدامها اعلاميا وخاصة على صفحات التواصل الاجتماعي  كصور لعوائل تودع مقاتليها الذاهبين للحرب .

كذلك تم نشر صور لرئيس جمهورية اوكرانيا زيلينسكي من مواقع التواصل الاجتماعي ونشرت مدعية بان الرئيس يقف في مقدمة المدافعين عن بلاده

وتحزمت محطات تلفزيونية اجنبية وعربية تابعة لاعوان امريكا وحلف الناتو من اجل نشر اكاذيب لا يصدقها حتى اكبر كذاب بالحرب على العراق ككولن باول.

وظهروا متضامنين وبعنصرية شنيعة برزت اثناء الحديث عن لاجئين للدول المجاورة كبولندا وتقديم التسهيلات الكاذبة لهم . بينما الكثيرون منهم كانوا يفتشون عن اماكن للسكن بفنادق وعلى حسابهم الخاص كما صرحوا للاعلام المرئي .

وجاهدوا من اجل تسخير صفحات التواصل الاجتماعي لاظهار “صدق كاذب” بواسطة البروباغاندا الاعلامية من اجل كسب خيالي للحرب ضد الروس .

وتم اخفاء اخبار اي حديث عن استسلام طوعي لكم هائل من الجنود الاوكرانيين ، وفق اعلامهم الكاذب . بينما يجري الحديث بشكل سطحي ومفضوح عن الاف الجثث المكدسة للجنود الروس داخل المدن الاوكرانية بحجة اخبار نشرت من قبل الصليب الاحمر الاوكراني.

وهكذا هو الاصل بالاعلام الغربي والامريكي ، أي شيطنة الاشخاص المعادين لامريكا والغرب بينما تتمركز لديهم عصابات من اللصوص والسراق والقتلة والمجرمين وهكذا فعلوا مع الرئيس بوتين ومع من يحيط به من السياسيين والقادة العسكريين .

ولو نتذكر ان العديد ممن خدم الجيش الامريكي بالعراق وساهم بتقديم معلومات كاذبة عن مواطنين عراقيين عاديين وتم تعذيبهم وفق تلك المعلومات سارعت امريكا بنقلهم لامريكا حفاظا عليهم من الانتقام في حالة تركهم ورائهم بالعراق او كما حدث بافغانستان.

بهذا نخرج بنتيجة مفادها كما قال احد المنظرين الصينيين في علم الاتصال:” الحرب الإعلامية هي فن النصر دون حرب”.‏ ولكن الحرب الإعلامية ليست سوى المقدمة الضرورية لتحقيق النصر ، وهي التهيئة الضرورية للحرب الحقيقية بمختلف الاسلحة عند نجاح الحرب الاعلامية.

 

*كاتب وصحفي عراقي من سكنة النمسا / رئيس تحرير جريدة السيمر الاخبارية

www.saymar.org

othman_omran4@yahoo.com

فيينا / 28 . 02 . 2022

 

 

اترك تعليقاً