السيمر / فيينا / الثلاثاء 08 . 03 . 2022
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
استمرار وجود مفاوضات بين موسكو وكييف ورغم القتال الدائر حاليا سوف يسهم في القريب العاجل في إيجاد وسيلة لإيقاف الحرب، أحد المفاوضين الأوكران، شارك في الجولتين الماضيتين من المفاوضات التي عقدت في بلاروسيا كتب على حسابه في منصة تويتر أسم العضو المفاوض هو ميخائيلو بودولياك حيث قام ايضا في نشر صورته مع مروحية في الخلفية (الجولة الثالثة، تبدأ الساعة 16.00 بتوقيت كييف. الوفد لم يتغير).
ووصل وفد روسي إلى مدينة بريست في بيلاروسيا لإجراء محادثات مع المفاوضين الأوكرانيين بشأن إنهاء الأعمال القتالية، حسبما ذكرت وكالة الإعلام الروسية اليوم نقلاً عن موقع فلايترادار لتعقب حركة الطائرات.
أيضا تم الإعلان عن استضافة تركيا في يوم الجمعة القادم في اجتماع وزير الخارجية الروسي المستر لافروف مع وزير الخارجية الأوكرانية في مدينة أنطاليا التركية، الاجتماع سوف يضع إطار التفاوض للوصول إلى حل سلمي ينهي الصراع الدموي الدائر في أوكرانيا بسبب رغبة الناتو جعل أوكرانيا ساحة لحروبهم مع روسيا على حساب الشعب الأوكراني، هناك خطة بقبول خمسة ملايين مواطن أوكراني في أوروبا القارة العجوز للاستفادة من هذه الاعداد وبغالبيتهم من الشباب في سوق العمل الأوروبي والتي غلب عليها كثرة كبار السن من العاطلين عن العمل، هجرة خمسة ملايين اوكراني إلى أوروبا يسهم في إعادة القوة للطبقة الشبابية في أسواق العمل الاوروبي، ما نراه من حرب اقتصادية وثقافية ضد روسيا لا يغير من ثبات روسيا وتصلب مواقف الرئيس بوتين، يوم امس اتصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وكذلك التركي رجب طيب أردوغان، الرياض محادثات هاتفية مع الرئيس الروسي بوتين أمس، كرر خلالها بوتين التأكيد على الشروط التي طرحها سابقا لوضع حد للعمليات العسكرية، مع إضافة بند جديد يطالب أوكرانيا بوقف القتال فورا، فيما بدا أنه مطلب بإعلان استسلامها واستعدادها للتفاوض على آليات لتنفيذ الشروط الروسية.
المطالب الروسية منع تسليح أوكرانيا ومنع دخولها لتصبح عضو في حلف الناتو، واعتراف أوكرانيا بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم والاعتراف في الجمهوريتين الحديثتين في شرق أوكرانيا، وحسب ما نقل عن قول بوتين الى الرئيسان الفرنسي والتركي، إن على المفاوضين الأوكرانيين أن ينطلقوا من (التغيرات التي جرت على الأرض وأن يوقفوا عمليات المماطلة)، مؤكدا استعداد بلاده (الحوار مع أوكرانيا في حال تم التطبيق غير المشروط للمطالب الروسية المعروفة).
روسيا هدفها من الحرب ابعاد الناتو عن حدودها الجيوسياسي ، وامريكا هدفها ابعاد أوروبا عن استيراد البترول والطاقة من روسيا حرب اقتصادية والضحية هم الشعب الاوكراني وكذلك يدفع المواطنين الاوربيين بشكل عام ثمن باهض في زيادة الأسعار في الطاقة والمواد الغذائية، ترامب شجع بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبي وفرض ضرائب ضد الصادرات والشركات الأوروبية، لذلك امريكا ليس لها صديق الا المال.
الحقيقتان الثابتتان هما أن روسيا ستجتاح أوكرانيا مهما كلف الأمر لحماية امنها، وأن أمريكا قابلة بذلك و ستحصد ثماره كالعادة من خلال حرمان روسيا من بيع الغاز والبترول إلى أوروبا، وتقوم أمريكا في بيع الغاز والبترول الأمريكي إلى أوروبا، هناك مقطع من مقولة للأديب الراحل محمد الماغوط (كل طبخة سياسية في المنطقة أمريكا تعدها وروسيا توقد تحتها وأوروبا تبردها).
من الطبيعي أن غالبية بني البشر لا يملك لا يملكون معلومات مؤكدة حول ما يجري بأوكرانيا ولا أهداف الصراع الغربي مع الحليفين الروسي الصيني،لأن ذلك يبقى حبيس غرف ودهاليز صنع القرار المظلمة، ولايمكن معرفة الحقائق بظل سيطرة وسائل الإعلام الغربية بشكل كبير بحيث أصبحت الحقيقة ضمير مستتر غائب لايعرفه سوى القلة القليلة من الباحثين المقموعين والمحاربين والمخنوقين، الذين لايسمح لهم في التعبير عن الخوض في حقيقة وأسباب الصراع، رغم المنطق والعقل والإنسانية تقول من حق أي إنسان يمتلك المعرفة التاريخية والسياسية والاقتصادية أن يحاول فهم ما يحدث والكتابة والحديث عنه، أصبح قول كلمة الحق تعرض قائلها للقمع والحظر والمنع في الكتابة على مواقع التواصل الاجتماعي خوفا من الحقيقة التي خنقها المستعمرون، الذي يهمنا كمواطنيين نرى أن يعم السلام في أوكرانيا واليمن وسوريا وفلسطين وبكل مناطق العالم.
7/3/2022