السيمر / فيينا / الأربعاء 16 . 03 . 2022
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
اقدام النظام السعودي المتمثل في ولي العهد محمد بن سلمان على إعدام ٨١ شخص أكثر من نصفهم مواطنين شيعة سعوديون وعدد من الشيعة الأسرى اليمنيون وشي سوري واحد، يكشف على همجية النظام السعودي وتعامله مع الضحايا وفق نظرة ومعتقد وهابي بدوي تكفيري، بما ان ال سعود نصبهم الاستعمار لتنفيذ مخططاته ونشره للوهابية كان في أوامر أمريكية حسب اعتراف ابن سلمان نفسه لمساعدة أمريكا في حربها الباردة ضد المد الشيوعي الذي كان يجتاح العالم العربي والإسلامي، إعدام ٨١ مواطن بدون إجراء محاكم علنية وبدون تنديد دولي ضد هذه الجريمة يكشف حقيقة إن عمليات الإعدامات تمت ليس في حالة غفلة عن العالم بسبب انشغال العالم في حرب أوكرانيا.
كل كاتب وصحفي وناشط مدني شريف يرفض عمليات الإعدام الجائرة التي نفذتها السلطات السعودية ضد الضحايا، عملية الاعدامات ساوت ما بين الإرهابيين القتلة والمجرمين وبين ناس آخرون تم إعدامهم بسبب إبداء آرائهم، حرية الرأي يفترض ان تكون مكفولة بظل تنجح الإعلام السعودي ان ولي العهد يتبنى مشروع إصلاحي لتعزيز حرية الرأي والمساواة وإنهاء حقبة التكفير ونشر الكراهية بالمجتمع السعودي أو خارج المجتمع السعودي من خلال نشر الفكر الوهابي المبني على عقائد التكفير والكراهية وقطع الرؤوس والسبي.
نعم كام من ضمن الأشخاص الذين تم تنفيذ حكم الإعدام من قبل السلطات السعودية من القتلة الإرهابيين الذين تورطوا في تفجير حسينية للشيعة عام ٢٠١٤ وايضا كان من ضمن المجرمين شابين قتلوا والدتهم ومثلوا بجثتها بسبب عدم مبايعتها إلى أمير داعش، هؤلاء الشابين قتلوا والدتهم ومثلوا بجثتها بسبب عقائد الفكر الوهابي الذي تتمناه الحكومة والدولة السعودية، إعدام عدد من الإرهابيين الذين نفذوا جريمة تفجير مسجد للشيعة وإعدام شابين قتلا والدتهم ومثلوا بجثتها لايعطي مبرر في إعدام أربعين مواطن سعودي شيعي لأسباب مذهبية، حيث وجهت تهم الضحايا الشيعة تهم منها اتهام مجموعة منهم انهم تخابروا مع الخارج، وبعد البحث تبين أن الضحايا ذهبوا إلى العراق لزيارة الإمام الحسين ع في الزيارة الاربعينية، مجموعة أخرى زاروا الإمام علي بن موسى الرضا ع في ايران، أحد الضحايا تم اعدامه وجدوا في بيته صورة إلى السيد حسن نصر الله، تصوروا وجود صورة تسبب الإعدام، في أمريكا تحديدا في ولاية اريزونا عام ٢٠٠٦ كنت في سفرة لزيارة أقارب وأصدقاء عراقيين لاجئين هناك، وجدت صور جيفارا تباع ومنقوشة على ملابس تي شيرت وانا اشتريت واحدة، أمريكا قتلت جيفارا وصور جيفارا تباع في الولايات الأمريكية بالعلن.
بلا شك يتحمل المسؤولية عن الجريمة ولي العهد السعودي لأنه يعلم علم اليقين ان ضباط المباحث الأمن السعودي يتبعون أسلوب التعذيب لانتزاع اعترافات وهم بالأصل لم يجدوا عند الضحايا أي ارتباط مع جماعات معارضة أو حملوا السلاح لزعزعة الأمن داخل السعودية لذلك ضابط المباحث السعودي كتب في محضر التحقيق لديهم ارتباط مع دول أخرى والقاضي حكمهم بالإعدام بسبب كذبة التخابر مع دولة خارجية، والأسرى اليمنيين الذين تم إعدامهم رغم أن الأسير حسب اتفاقية جنيف لا يمكن إعدامه ويعتبر ذلك جريمة ضد الانسانية، تهمة الاسيرين اليمنيين انهم يزرعون الألغام كيف أسير ويزرع ألغام.
اعدام عضوين شقيقين من داعش بسبب تنفذهم جريمة قتل والدتهم في 24 مايو (أيار) 2016 خلال شهر رمضان، حين أقدام التوأمان خالد وصالح على طعن، وقتل، والدتهم البالغة من العمر 67 عاماً، بالسواطير والسكاكين، ووالدهما البالغ من العمر 73 عاماً، وجرح وشقيق لهم وإصابة والدهم كان نتيجة طبيعية لتبني الحكومة السعودية تدريس الوهابية الذي يمثل الإسلام عندهم بالسعودية ويسمون الوهابية في مذهب السلف الصالح وفي الإسلام الحقيقي وفي الفرقة الناجية، اعدام الشقيقين ليس مبرر لإعداد ضحايا شيعة فقراء، أنَّ الاقتصاص من أشخاص يتبعون العصابات الإرهابية الحقيقية بلا شك حق مشروع لكن ليس ان يتم إعدام ناس أبرياء هم ضحايا للإرهاب بحجة انهم ارهابيين ……الخ.
انا شخصيا ليس لدي عقدة من رفض عقوبة الإعدام، بل يجب تنفيذ أحكام الاعدامات بحق الإرهابيين والذباحين لدينا بالعراق عشرة آلاف ذباح تورطوا بقتل أكثر من مليون مواطن عراقي السلطات العراقية ترفض اعدامهم وبلا شك هذا الموقف يشجع العصابات الإرهابية بقتل المزيد من الضحايا، انا مع النظام في السعودية في إعدام الإرهابيين الحقيقيين وليس إعدام ناس أبرياء ذنبهم انهم زاروا الإمام الحسين ع أو الإمام علي بن أبي طالب ع أو الإمام علي بن موسى الرضا ع أو شخص وجدوا في بيته صورة إلى السيد حسن نصر الله، غالبية دول العالم لديهم أحكام إعدامات وقد تم تنفيذ أحكام إعدام بحق مجرمين في أمريكا على سبيل المثال في منتصف عام 2008 رفضت المحكمة الأميركية العليا طلباً لوقف تنفيذ حكم بالإعدام بحق سجين قتل «عشيقته»، وفي أبريل (نيسان) 2021 وفق مسح «بيو» للأبحاث، دعم معظم البالغين الأميركان عقوبة الإعدام للأشخاص المدانين بالقتل، لكن هناك فرق ما بين قيام أمريكا في إعدام مجرم قتل عشيقته تم محاكمة محكمة علنية واعترف بجريمته ومابين شباب ومن ضمن الضحايا طفل سعودي شيعي اعتقل عمره ١٣ سنة وتم إعدامه بعد ست سنوات من الاعتقال، ما قامت به السلطات السعودية إعدام طائفي خالص وبامتياز وليس اتهام السعودية بالتمييز الطائفي، لأن النظام السعودي مبني على أسس طائفية مذهبية بغيضة، الإعلام السعودي ليل نهار يكفر الشيعة رغم وجود مواطنين سعوديين شيعة، أين دولة هذه تكفر مواطنيها وتعتبرهم مواطنين درجة عاشرة.
هناك حقيقة أنَّ الأقلية الشيعية في السعودية تعاني من تمييز قانوني واجتماعي مزمن، انا سجنت بالسعودية اربع سنوات لأسباب مذهبية ورأيت كيف يتعامل الضباط ورجال الدين السعوديين مع الشيعة، بل المفخخات لم يسلم منها المواطنين السعوديين الشيعة والعالم شاهد الهجوم الداعشي عام ٢٠١٤ على حسينية للمواطنين الشيعة السعوديين في قرية اسمها «الدالوة» بالأحساء شرق السعودية، وقتلوا وجرحوا وأرعبوا المواطنين الشيعة، لابأس من إعدام من تورط بتلك الجريمة لكن ليس من باب الانصاف إعدام الضحايا الشيعة مع الإرهابيين بحجة وكذبة انهم ارهابيين.
في الختام هناك حقيقة مضت مايقارب مائة عام على سيطرة الوهابية وال سعود على الشيعة بالسعودية ورغم القتل والذبح بقي الشيعة، وكذلك بقي السنة المتصوفة، يفترض في النظام السعودي طي صفحات الماضي والكف عن الاستمرار بالنهج الطائفي في اضطهاد واعدام الشيعة السعوديين، المواطن السعودي الشيعي مواطن صالح في المجتمع السعودي وواجب النظام في السعودية احترام حقوق مواطنيهم الشيعة، مضاف لذلك غالبية مرجعيات الشيعة ضد إقامة حكم للشيعة قبل دولة الإمام المهدي، غالبية شيعة الأحساء يقلدون السيد الشيرازي والسيد السيستاني وكلا المرجعان يدعوان إلى التعايش السلمي ضمن الدولة السعودية الحالية، فما الذي يريده آل سعود من مواطنيهم الشيعة، كافي خلق ونسج أكاذيب ضد المواطنين الشيعة، في الختام قيام السلطات السعودية في إعدام الخلية الإرهابية التي فجرت حسينية للشيعة ليس مبررا إلى إعدام أكثر من نصف الذين اعدمتهم السلطات السعودية من الشيعة، ماحدث جريمة طائفية امتداد ونسخة طبق الأصل لتعامل العصابات الإرهابية الوهابية القاعدية والداعشية مع ضحاياهم الشيعة.
15/3/2022