الرئيسية / الأخبار / روسيا تستخدم مجددا صواريخ “كينجال” وكييف تطالب بكين بإدانة موسكو
لليوم الثاني على التوالي صواريخ فرط صوتية روسية تستخدمها موسكو في غزوها لأوكرانيا

روسيا تستخدم مجددا صواريخ “كينجال” وكييف تطالب بكين بإدانة موسكو

السيمر / فيينا / الأحد 20 . 03 . 2022 —— روسيا تستخدم لليوم الثاني على التوالي صواريخ فرط صوتية لاستهداف مواقع بأوكرانيا، ووزارة الدفاع البريطانية تؤكد فشل موسكو في السيطرة على المجال الجوي، فيما تتفاقم معاناة المدنيين الأوكران على وقع قصف مستمر.

أكدت روسيا الأحد (20 مارس/ آذار 2022)، لليوم الثاني على التوالي استخدامها لصواريخ فرط صوتية في أوكرانيا. وإذا تحقق الأمر فسيكون ذلك أول استخدام معروف في ظروف القتال الحقيقية لهذا النظام الذي تم اختباره لأول مرة في عام 2018، ما دفع المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية يوري إغنات في حوار للموقع الالكتروني “أوكرانسكا برافدا” إلى القول بأن “أوكرانيا أصبحت للأسف ساحة تجارب لترسانة الصواريخ الروسية بأكملها”.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان “تدمير مخزون كبير من الوقود بصواريخ +كاليبر+ التي تم إطلاقها من بحر قزوين وكذلك صواريخ بالستية فرط صوتية أطلقها نظام +كينغال+ من المجال الجوي لشبه جزيرة القرم”. ولم تحدد تاريخ الضربة.
وأضافت الوزارة أن الضربة وقعت في منطقة ميكولاييف لكنها لم تحدد تاريخها. وبحسب الوزارة فإن الغاية من العملية استهداف “المصدر الرئيسي لإمداد المدرعات الأوكرانية بالوقود” والمنتشرة في جنوب البلاد.

وتنتمي صواريخ كينجال (خنجر بالروسية) البالستية وصواريخ “زيركون” العابرة إلى جيل جديد من الأسلحة التي طورتها روسيا ووصفها الرئيس فلاديمير بوتين بأنها “لا تقهر” لأنه يفترض أن تتمكن من تجنب أنظمة دفاع العدو.
واكدت وزارة الدفاع الروسية الأحد أن “صواريخ عالية الدقة” أطلقتها موسكو أصابت مركز تدريب للقوات الخاصة الأوكرانية في منطقة غيتومير على بعد 150 كيلومترا غرب كييف، معلنة مقتل نحو 100 من القوات الأوكرانية. ولم يتسن التحقق من هذه المعلومات بشكل مستقل على الفور.

كييف تطالب بيكين بتوضيح موقفها

وعلى الأرض لا تزال القوات الروسية تواجه تعثرا بشكل أصعب بكثير مما كان متوقعا أمام المقاومة الأوكرانية الشرسة، رغم أنها نفذت 291 ضربة صاروخية و1403 غارات جوية منذ بدء الغزو في الـ24 من شباط/ فبراير المنصرم، وفق أرقام وزارة الدفاع الأوكرانية.
بينما أكدت وزارة الدفاع البريطانية في بيان أن روسيا “فشلت في السيطرة على المجال الجوي وتعتمد بشكل كبير على أسلحة بعيدة المدى يتم إطلاقها من مواقع الأمان النسبي للمجال الجوي الروسي لضرب أهداف في أوكرانيا”.
ووسط استمرار القصف والمماطلة في المفاوضات التي افتتحت جولة رابعة منها بين كييف وموسكو الاثنين، دعت الرئاسة الأوكرانية بكين إلى اتخاذ موقف.

والصين الحليف الاستراتيجي لموسكو والدولة الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، هي واحدة من الغائبين الرئيسيين، إلى جانب الهند، عن سلسلة الإدانات والعقوبات التي انهالت على روسيا.
وكتب ميخالو بودولياك مستشار الرئيس زيلينسكي وأحد المشاركين في المفاوضات مع موسكو، في تغريدة على تويتر “يمكن للصين أن تكون جزءا مهما من نظام الأمن العالمي إذا اتخذت القرار الصحيح لدعم تحالف الدول المتحضرة وإدانة الهمجية الروسية”.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أجرى محادثات مع نظيره الصيني شي جينبينغ الجمعة لتوضيح “عواقب تقديم الصين دعما ماديا لروسيا”، حسب البيت الأبيض. لكن الرئيس الصيني لم يكشف موقفه مكتفيا بالتشديد على أن النزاعات العسكرية “ليست في مصلحة أحد”، حسب التلفزيون الصيني.
في نيودلهي، دعا رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا الهند احد كبار مشتري الأسلحة والنفط من روسيا، على الخروج من تحفظها وإدانة الغزو صراحة. لكن نظيره الهندي ناريندرا مودي حرص على عدم ذكر أوكرانيا، واقتصر البيان المشترك على الدعوة إلى “وقف فوري للعنف”.

حصار ماريبول “سيسجله التاريخ”

إلى ذلك، أفادت السلطات الأوكرانية، في معلومات غير مؤكدة من جهة مستقلة، أن الجيش الروسي قصف مدرسة للفنون لجأ إليها نحو “400 شخص – من نساء وأطفال ومسنين-” في مدينة ماريوبول المحاصرة بجنوب شرق أوكرانيا. وأضافت بلدية المدينة في بيان نشر على تلغرام “نعلم أن المبنى دمر وأن المدنيين السلميين ما زالوا تحت الأنقاض. والعمل جارٍ لتحديد عدد الضحايا”.
وتشتد المعاناة الإنسانية في مدينة ماريوبول على وجه الخصوص. وهي المدينة التي تقصف منذ أسابيع وسط معاناة سكانها من نقص الغذاء والمياه والغاز والكهرباء، فيما تتحدث عائلات عن جثث ملقاة في الشوارع لأيام، وجوع وعطش وبرد شديد في الليالي الأخيرة في أقبية في درجة حرارة دون الصفر.

و في خطاب ألقاه الأحد، شدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أن إلحاق “مثل هذه الأمور بمدينة مسالمة (…) عمل إرهابي سيبقى في الذاكرة حتى في القرن المقبل”. وأضاف أن حصار ماريوبول “سيسجل في التاريخ للمحاسبة على جرائم الحرب”.
وألحقت عمليات القصف أضرارا جسيمة بمصنع “آزوفستال” للصلب والمعادن في ماريوبول الميناء والمدينة الصناعية التي ترتدي أهمية كبرى لتصدير الصلب المنتج في شرق البلاد.
وقالت النائبة ليزيا فاسيلنكو التي نشرت تسجيل فيديو على حسابها على تويتر تظهر فيه أعمدة كثيفة من الدخان تتصاعد من مجمع صناعي “دُمّر أحد أكبر مصانع التعدين في أوروبا. الخسائر الاقتصادية لأوكرانيا هائلة”.

“كارثة إنسانية”

أوضاع مماثلة لم تسلم منها لا مدينة خاركيف شرقا ولا ميكولاييف شمالا، حيث تحدث فلاديسلاف أتروشنكو رئيس بلدية تشيرنيهيف عن “كارثة إنسانية مطلقة” في مدينته.
وقال للتلفزيون إن “القصف المدفعي العشوائي على الأحياء السكنية مستمر ويؤدي الى مقتل عشرات المدنيين من أطفال ونساء”. واضاف “لا كهرباء ولا تدفئة ولا ماء والبنية التحتية للمدينة مدمرة بالكامل”.
وتابع أتروشنكو في مستشفى اصيب إثر القصف أن “المرضى الذين خضعوا لعمليات جراحية يرقدون في الممرات بدرجة حرارة تبلغ عشر درجات مئوية”.
ولم تتوقف الضربات في العاصمة كييف وفي ميكولاييف (جنوب) وخاركيف المدينة الكبيرة الناطقة بالروسية في شمال غرب البلاد، وقتل فيها 500 شخص على الأقل منذ بداية النزاع، حسب أرقام رسمية أوكرانية.

و.ب/ع.ج.م (أ ف ب، رويترز، د ب أ)

اترك تعليقاً