السيمر / فيينا / الأحد 20 . 03 . 2022
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
أحداث الثلاثين عاما الماضية كشفت حقيقة الغالبية الساحقة من نفاق وكذب وطائفية الإعلاميين والصحفيين ورجال الدين والحكومات العربية، للأسف ربما تألمت يوما من الأيام عندما كنت طفل صغير في بداية السبعينيات على بعض الساسة العرب وربما كنا نقرأ مقالات إلى كتاب وصحفيين عرب يدعون انهم يساريين و ديمقراطيين وإذا بهم ناس يخفون طائفيتهم ونتانتهم خلف شعارات الوحدة الوطنية والقومية العربية، لبنان الدولة الوحيدة التي تملك دستور يضمن مشاركة كل المكونات المذهبية بالحكم وإن كان التمثيل يهمش مكونات لاتحصل على حجم تمثيلهم الحقيقي واعني المكون الشيعي اللبناني الذي يعتبر المكون الأكبر في لبنان على المستوى الديني وعلى المستوى المذهبي، لكن رغم ذلك تبقى لبنان افضل الدول العربية التي يسمح دستورها في مشاركة كل المكونات اللبنانية في المشاركة السياسية، مقاطعة بعض السياسيين لأي مكون لبناني الانتخابات لايعني حرمان المكون من المشاركة ابدا حيث ابقى مقاعد المكون موجودة، مشاكل لبنان كانت ولازالت تأتي من خارج لبنان لكن للأسف في أدوات لبنانية نتنة لها تاريخ اسود في إشعال الحروب الداخلية ظاهرها الرحمة وباطنها تنفيذ مخططات الأعداء، الحرب الأهلية اللبنانية افتعلها حزب الكتائب وتحول الصراع إلى إسلامي مسيحي وفلسطيني لبنان ضد القوى المسيحية الكتائبية، الهدف الأساسي طرد ياسر عرفات وفصاىله المسلحة من لبنان خدمة لبني صهيون، بطل هذا الصراع عاىلة آل جميل وسمير جعجع، نفس الوجوه الكالحة الحالية التي تناصب العداء ضد سلاح المقاومة اللبنانية، بعد سقوط الأنظمة القومجية البعثية والناصرية العربية سيطرت دول الرجعية العربية على القرار العربيه وبات الدولار والريال السعودي والخليج هو المتحكم بقيادات القوى العميلة المؤيدة لللصهيونية، نسمع في هذه الأيام هناك بعض المرتزقة من أصحاب الضمائر الميتة يقولون أن السنة في لبنان أن وجدوا أنفسهم في محنة سياسية كالمحنة الحقيقية التي يجدون أنفسهم فيها اليوم.
الحقيقة أن هناك أوامر سعودية خليجية للشخصيات السنية الذين دعموهم بالمال، وأصبحوا إقطاعيات لبنانية سنية اختطفت المكون السني اللبناني ليكون هؤلاء المرتزقة أدوات لتنفيذ مشاريع الصهاينة لاستهداف القوى المقاومة، مقاطعة الحريري والسنيورة ومن لف لفهم الانتخابات اللبنانية كانت في أوامر سعودية لدعم المجرم سمير جعجع، كل مانسمعه من أكاذيب المرتزقة بالقول جميع اللبنانيين يواجهون مؤامرة احتلالية هدفها المعلن تغيير هوية لبنان نهائيا هذه كذبة كبرى، الدستور اللبناني مخصص عدد المقاعد للمكون السني وبقية المكونات، ويجري الصراع على بعض المقاعد من كل المكونات في المناطق المشتركة مذهبيا ودينيا.
أحد الكتاب اللبنانيين كان يدعي اليسارية ودعم الديمقراطيات يقول سنة لبنان مثل وضع سنة العراق الذي قادوا مشروع تأسيسه، باتوا أقلية مهمشة، كلام في قمة الانحطاط والحقد الطائفي، من حفظ هوية العراق العربية هم شيعة العراق، ومن واجه الاستعمار البريطاني وقاد المقاومة هم الشيعة فقط، لولا ثورة الشيعة بمقاومة الاحتلال منذ عام ١٩١٤ إلى عام ١٩١٧ ولولا قيام الشيعة بثورة العشرين لما تم استقلال العراق، السنة وأعني قياداتهم تعاونت مع الاحتلال البريطاني والفرنسي على عكس الشيعة رغم اضطهاد الأتراك العثمانيين لهم لكنهم وقفوا مع الدولة العثمانية، اعطني اسم زعيم سني واحد بالعراق والجزيرة العربية وفي الشام سوريا قاتل قوات الاحتلال أثناء الحرب العالمية الأولى وليس بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، انا اعطيك اسماء قادة سنة وقفوا مع القوات البريطانية والفرنسية أثناء الحرب العالمية الأولى اولهم مفتي مكة الشريف علي، وثانيهم عبدالعزيز آل سعود، شريف مكة أرسل نجله فيصل الأول وميليشياته لاحتلال دمشق وقتل الجنود الأتراك العثمانيين وتسليم مفاتيح دمشق للقوات الفرنسية المحتلة، بينما زعيم الشيعة العلويين صالح العلي وزعيم الدروز السلطان ابن الأطرش هم من قاوموا القوات الفرنسية، بالعراق نوري السعيد وطالب النقيب وضاري الزوبعي تعاونوا مع المحتل، عبدالمحسن السعدون كان ضابطا بالجيش العثماني وايضا انضم لحكومة العملاء لكن للظاهر ضميره انبه وأقدم على الانتحار بعد ان رأى الانكليز والفرنسيبن كذبوا على الخونة والعملاء وقسموا المناطق العربية إلى دول متعددة ولم يعطوا العرب دولة واحدة، لولا عروبة الشيعة بالعراق لأصبح العراق ليس دولة عربية، سنة العراق العرب تعدادهم لايتجاوز الآن ثلاثة ملايين عربي سني فقط إذا سلخ من العراق الشيعة والاكراد والتركمان والشبك، اقول إلى هذا المرتزق من قاوم المحتل في سوريا أثناء فترة الحرب العالمية الأولى هم الشيعة والدروز، هذه هي الحقيقة التي ينكرها غالبية الإعلام العربي الطائفي.
ماحدث في سوريا من قتل وتدمير في سنوات الربيع العربي كان مؤامرة صهيونية غربية استهدفت كل الشعوب والأنظمة العربية التي كانت محسوبة على المعسكر السوفياتي، ومن حرق سوريا هو الفكر الوهابي الذي وهب حركة الإخوان المسلمين والدعم الخليجي السعودي بالمال والسلاح وقطعان مشايخ التكفير والذبح أمثال المحيسني ومن لف لفهم الذين ذبحوا السوريين وفق المذهب والدين.
اتفاقية سايكسبيكو هي التي رسمت خريطة كيانات الشرق الأدنى عام 1920 كان القرار الفصل بيد القوى الأجنبية الكبرى التي شكّلت عماد النظام الدولي الجديد، تم دمج مكونات قومية ومذهبية مع بعض وعدم تشريع دساتير تضمن المساواة في المشاركة السياسية لتبقى البلدان العربية بلدان فاشلة تعاني من صراعات قومية مذهبية في اي وقت يستطيع الاستعمار اذكائها متى ما اقتضت مصالحه.
اضطهد الأتراك العثمانيين الشيعة والدروز في الأناضول وسوريا ولبنان والأردن ووقعت مجازر تطهير عرقي أسوأ من جرائم داعش، ووصل الدور إلى إبادة المسيحيين في لبنان و تدخلت فرنسا لحماية المسيحيين عام ١٨٠٠ ميلادي واحتلت بيروت ومناطق المسيح،الاحتلال الفرنسي إلى لبنان كان سبب لحماية الأقليات ماتبقى من الشيعة والعلويين والدروز، اضطرت الدولة العثمانية على الاعتراف في ما يعرف متصرفية جبل لبنان العثمانية (1861 – 1918) الخارجة عن حكم العثمانيين ولهم وضع حكم ذاتي خاص، بقيادة الزعامة المسيحية وللحق والإنصاف الزعامة المسيحية وفرت حماية للشيعة والدروز ولم يسجل التاريخ وقوع معارك بين الشيعة والمسيح لا في لبنان ولا في سوريا ولا في العراق ولا في اي بلد آخر ابدا.
بعد نهاية الحرب العالمية الأولى بدأت صفحة منح الدول العربية التي رسمتها اتفاقية سايكسبيكو الاستقلال لذلك طالب عدد من القادة اللبنانيين، وبالأخص من المسيحيين، إبان المؤتمر الذي استضافته فرنسا لتقاسم إرث الدولة العثمانية في المشرق العربي، بكيان لبناني مستقل قابل للحياة. وبناء على طلبهم وافقت القوى الأوروبية الكبرى على ضم مناطق إضافية شمالاً وشرقاً وجنوباً إلى المتصرفية الإقليم المسيحي السابق في جبل عامل.
البيئة الشيعية في جنوب لبنان تعرضت للظلم والاضطهاد قرون من الزمان الدولة اللبنانية الحديثة اعطتهم جزء من حقوقهم، ولم يغيب الشيعة عن المشهد القومي والنضالي في لبنان، بل انضم الكثير من الشيعة للحركات القومية العربية لدعم الشعب الفلسطيني بشكل خاص، برزت في لبنان بعد الحرب العالمية الأولى بناء المدن وإنشاء جامعات وبقيت المناطق الريفية التي يعيش بها شيعة لبنان مهمشون يحكمهم الإقطاع وكذلك الحال مع بعض القرى والمناطق السنية الذين تسلط على حكمهم الإقطاعيين، كانت الحركات البعثية والناصرية بمعظمهم من سنة لبنان، بينما الشيعة انضم الكثير من المتعلمين منهم مع الحركات الشيوعية اليسارية، بعد أحداث أيلول في الأردن تم طرد قادة منظمة التحرير إلى لبنان، استقبلهم الشيعة اللبنانيين واحتضنوهم وساعدوهم
وانضم الكثير من شبابهم للقتال مع الفصائل الفلسطينية، في بداية السبعينات وبعد وصول منظمة التحرير إلى لبنان تم تحريك المسيح المراونة وحزبهم الكتائب لاشكال حرب أهلية ، مدمرة طالت 15 سنة، القوى الغربية دعمت حزب الكتائب، كان ولازال الشيعة الشيعة في لبنان مواقفهم لصالح خدمة الدولة اللبنانية والمحافظة على الحدود وقد لعب السيد موسى الصدر دور مهم في صناعة المقاومة والاعمار، دعم الفلسطينيين رغم أن هناك فصائل فلسطينية مجرمة تورطت في عمليات قتل وخطف واغتصاب ……الخ لكن هذا لم يمنع السيد موسى الصدر في دعم لبنان ودعم المقاومة الفلسطينية، عرفات أراد التخلص من موسى الصدر فقام في الوشاية إلى القذافي وتم دعوة السيد الصدر الى ليبيا دخل ولم يخرج حيث قام المجرم معمر القذافي في قتل السيد موسى الصدر ومن كانوا معه وإخفاء جثته ليومنا هذا.
الانتخابات اللبنانية القادمة سوف تجرى وكل مانسمعه أن المسلمون السنّة يعيشون، حالة ضياع في أعقاب إخراج تيار المستقبل بزعامة السعودي سعد الحريري نفسه من المعادلة السياسية، ورفضه تزكية أي مرشحين، الضياع كذبة كبرى، بل الانتخابات القادمة ربما تفرز وجوه جديدة مقاومة للأخوة في المكون السني اللبناني حيث توجد شخصيات سنية مقاومة أمثال الشيخ ماهر حمود ورئيس الوزراء الذي أقيل بتحريض سعودي السيد دياب وغيرهم اكيد هؤلاء هم من يتصدرون المشهد السياسي السني في الانتخابات القادمة، عدم مشاركة الحريري ومن لف لفه في الانتخابات شيء ممتاز وعظيم، السعودية دعمت الحريري والسنيورة وغيرهم وللأسف جعلتهم أدوات لتنفيذ قرارات السعودية الوهابية بالساحة اللبنانية المثقفة والمنفتحة، اكيد ساحة لبنان لم ولن تتقبل الدور السعودي البدوي المتخلف لذلك أنفقت دول الخليج عشرات مليارات الدولارات ولم تكسب شيئا سوى الخسران المبين.
20/3/2022