السيمر / فيينا / الثلاثاء 29 . 03 . 2022
الخبر و إعرابه
الخبر:
رغم إنهاء وزراء خارجية مصر والمغرب والبحرين والإمارات إجتماعهم مع نظرائهم بكيان الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة في منطقة “النقب” المحتلة يوم أمس، لكن الرسائل والعواقب المحتملة لهذا الاجتماع باتت محط أنظار الرأي العام العالمي.
إعرابه:
– مجرد حضور وزراء خارجية الدول العربية الأربع في “إسرائيل” وبهذا الشكل الجديد هو إعلان رسمي لاعتراف هذه الدول بـ”إسرائيل” كدولة، على الرغم من أن مصر كانت قد وقعت سابقا اتفاقية كامب ديفيد مع الكيان الإسرائيلي، كما أن الدول الثلاث الأخرى ومن خلال عملية التطبيع دخلت العام الماضي عملا في هذه العملية، لذلك ليس مستغربا أن يصف كيان الاحتلال هذا الاجتماع بالـ”تاريخي”.
– نظرة خاطفة على الصور التذكارية لوزراء خارجية الدول الأربع مع وزيري خارجية الولايات المتحدة و”إسرائيل” حيث يقف بلينكين ولابيد في الوسط ويجتمع وزراء خارجية الدول الأربع حولهم من الجانبين تظهر أن هذه الدول قد اتخذت خطوات جادة للطواف حول شمعة “إسرائيل” والامتثال للأوامر الأميركية.. تصورا منهم أنهم بذلك يبنون مستقبلا جديدا لبلدانهم. والمفارقة المريرة أن الدول المشاركة طلبت من عدوها الرئيسي “إسرائيل” أن تمدهم بمعدات عسكرية، وخاصة بطائرات مقاتلة، وبالمقابل قد وعد المندوب الإسرائيلي وبسخاء أنهم سينظرون في هذا الطلب!!!
– يرى البعض أن السبب في عدم حضور الأردن كواحد من رواد إقامة العلاقات مع “إسرائيل” في النقب هو عدم دعوة هذا البلد، فيما يرى البعض الآخر السبب عدم قبول الأردن لهذه الدعوة. والحقيقة أن إقامة هذه القمة من دون حضور الركيزتان الأساسيتان للقضية الفلسطينية، أي الفلسطينيين بصفتهم المالكين الأساسيين لفلسطين والأردنيين بصفتهم الأمين على الموقوفات والمقدسات الفلسطينية.. يعني أن القمة قد أقيمت بحجة فلسطين ولكن باسم “إسرائيل”.
– زيارة السيسي إلى رام الله قبل اجتماع النقب، وكذلك لقاء الملك الأردني مع عباس بالتزامن مع الاجتماع.. إلى جانب لقاء الملك عبد الله مع بن زايد و الكاظمي في ميناء العقبة، يعزز خيار عدم دعوة الأردن إلى قمة النقب.
– الحقيقة أن تكرار شعار “الدولتين” كحل للقضية الفلسطينية بات شعاراً أجوفا، وأصبح تكراره مجرد ذريعة لعقد الاجتماعات المعادية للفلسطينيين، وهي إجتماعات ومن دون أن تفصح عن ماهيتها لكن هويتها المعادية لفلسطين باتت أوضح من الشمس. ولا ننسى أن “النقب” لازالت تضم سكانا فلسطينيين تعرضوا لأشد التهديدات وأعمال العنف لمغادرة أراضيهم في السنوات.. وخاصة في الأسابيع الأخيرة.
– الحقيقة الكامنة وراء “قمة النقب” ليست فلسطين، وإنما تعزيز العلاقات بين الدول العربية الموالية لإسرائيل و”إسرائيل”، وكذلك استكمال وتعزيز مشروع علاقاتها مع “إسرائيل” من جهة، وإعادة صفّ الدول العربية و”إسرائيل” والولايات المتحدة في المنطقة ضد إيران. وقال وزير الخارجية المصري في الاجتماع أن “شراكتنا لا تهدف إلى عقد حلف دولي ضد طرف واحد”.. لكن سامح شكري لم يقل طبعا إن مشروع “الناتو العربي” الصاخب، وبهدفه الرسمي أي العداء مع إيران لم يحقق أي نتائج، بل إنما ولد ميتا.
المصدر / العالم