السيمر / فيينا / الأربعاء 06 . 04 . 2022 —— خلال الايام الماضية والى الان توجد تطورات امنية في مدينة الانبار، وشرحها المفصل هو : محمد الحبلوسي يحاول ان يصفي كل المقربين من الحشد الشعبي، وكل من ينتقد سياسته استعدادا لمخطط عميق قادم؛ مما جعل المسؤول العسكري في الكتائب يدافع عن الشخصيات السنية في الانبار التي يهددها الحلبوسي، وقد نصت تغريدة ابو علي العسكري بتاريخ 1-4-2022 على مايلي (( ان الكتائب ضد البهلوان في الانبار، وانها تدعم المظلومين وان الشيخ صطام بن الشهيد عبد الستار ابو ريشة هو امانة في عنق الشهداء ولابد من الدفاع عنه)).
وهذه التغريدة من الكتائب لها خلفياتها؛ لانها اتت بعد ان هاجمت القوات الامنية في الانبار بيت الشيخ ابو ريشة، وطبعا لانه له علاقات مع الحشد والكتائب ولانه معارض شجاع لسياسة الحلبوسي.
وردا على تغريدة العسكري فقد غرد الحلبوسي بنفس التاريخ بما يلي ((سنبقي نلاحق المجرمين والقتلة – يقصد الكتائب وربما الحشد الشعبي – الذين غيبوا الابرياء في الرزازة وجرف الصخر والصقلاوية ولابد من مثولهم امام القانون ).
طبعا هذه المناطق التي ذكرها الحلبوسي هي جميعها مناطق واقعة تحت سيطرة الكتائب؛ لذا يعتبر كلام الحلبوسي موجه الى المقاومة والحشد عموما والى الكتائب بنحو خاص .
وحتى تكبر كرة الحقد البعثية ويكون موقف الحلبوسي موقف عام ويتبلور راي عام سني ضد الشيعة وربما ضد الإطار؛لتوظيفة للواقع السياسي القائم فقد غرد خميس الخنجر مؤيدا الحلبوسي بما يلي (( ان اهلنا هم الذين حرروا الانبار، وهم الذين يقومون ببنائها، ولانقبل ان تعبث بامنها المجاميع المليشياوية ونحمل قوات الامن المسولية في حفظ الامن) ).
وفعلا تمكنا الحلبوسي والخنجر من تعبئة الراي العام السني من خلال التغريدات ومن خلال تحريك وسائيل الاعلام الماجورة والمضادة للشيعة من ( يو تي في، وقناة الشرقية، وزاكروس ) لتهاجم الكتائب وحتى الحشد الشعبي واخر خطوة قام بها الحلبوسي؛ لاثارة الراي العام السني ضد المقاومة الشيعية التي عمد اليها الحلبوسي قيامه بتمويل عدد من الموتمرات لشيوخ العشائر في الانبار في مختلف المناطق من الانبار والفلوجة وحسب توجيهاته، تم عقد موتمرات عشائريه في محافظة الانبار والمراد منها تسقيط بعض الجهات الامنية والحشد الشعبي اعلامياً في تلك المناطق، حيث تم عقد مؤتمر في قضاء الفلوجه للشيوخ والوجهاء في القضاء والثاني في ناحية الكرمه، والثالث لشيوخ ووجهاء شرق الانبار، والرابع في مركز المحافظه، والخامس كان موتمر نسوي في الصقلاويه علما ان المؤتمرات ضمت عوائل الدواعش.
◾التحليل
هناك امر واضح ابتداءا من تصريحات رئيس مجلس النواب وانتهاء بهذه التجمعات.
والذي يبدو للمراقبين ان ما يجري هو حلقة في مشروع متكامل متفق عليه سياسيا وامنيا وعسكريا؛ لتحقيق اهداف سياسية لجهات معينة، وان مايجري له ابعاد متعددة أبرزها:.
1-هو خلق فتنة يقودها الحلبوسي وخلفه كل قيادات حزب البعث لضرب العملية السياسية والامن في المدن السنية وصولا الى الانبار.
2- وقد يكون الامر اكبر من هذا بحجم انقلاب سني كامل .
3- او انفصال عن العراق بنحو كونفدرالية .
4- او اخلال في التوازن الامني لتامين القواعد الامريكية .
5- اوترحيل للحشد الشعبي من المدن السنية .
6/ او دعم للثلاثي بالية الاخلال الامني .
7/ او استغلال للتحالف الثلاثي لتنفيذ المخطط البعثي الاماراتي.
تجدر الاشارة الى ان الحلبوسي اخذ يمارس كامل صلاحياته ودوره في تاجيج الفتنة ضد المقاومة حاميا نفسه بتحالف ينسجم معه فيما يخطط وهو تحالف يمثل الحلم الذي بقي يراود المطابخ الاقليمية والدولية منذ عام 2003 وصولا الى عام 2019 والتي كانت بداياته واضحة لشق الصف الشيعي واستمالة بعضه لصالح المخطط الغربي
الان مالم يتم تفكيك الثلاثي وتفكيكه هنا لايكون فقط علي مستوى التحالف فقط بل على مستوى منع المخططات التي رسمت لهذا التحالف فان العراق مقبل على ازمات عملية ينفذها بعض اطراف الثلاثي.
خصوصا ان الحلبوسي يستفيد التنافس على تَرِكة امريكا في المنطقة، وهو تنافس على النفوذ في المنطقة وعلى مساحة الفراغ السياسي، الذي يتفاقم لاحقا جرّاء خروج امريكا من المنطقة او تفرغها للصين والروس.
هذا التنافس هو الذي يفسّر التحّولات والتحرّكات السياسيّة التي تعيشها دول المنطقة ،ومنها التوجّه و الانفتاح التركي نحو المملكة العربية السعودية ونحو مصر وكذلك تجاه الامارات، وهو ايضاً يُفّسر اللقاءات والقمم العربية الاسرائيلية، والتي انعقدت في شرم الشيخ وفي النقب.
ادركّت الآن دول المنطقة، وخاصة تلك التي امنها جزءٌ من الامن القومي الامريكي، واقصد الدول الخليجية وكذلك الكيان الاسرائيلي اللقيط ، حقيقتّين؛ الاولى هو قدرات ايران والمقاومة في المنطقة، والحقيقة الثانية هو انحسار الدور الامريكي من المنطقة، وتفرغها للشأن الروسي والصيني.
المصدر / اسوار