السيمر / فيينا / الثلاثاء 03 . 05 . 2022
اسعد عبدالله عبدعلي
كثيرا ما يأتي الينا تساؤل عن حال البلد وغياب الاستقرار السياسي والاقتصادي, وهل يمكن ان يكون الاستقرار المنشود قريباً؟ الحقيقة دائما الجواب واحد وهو: لا يتحقق مع استمرار وجود العوائق الكبيرة من قبيل: اولا: استمرار الفاشلين في ادارة الدولة بطريقة خاطئة, ثانيا: حالة الاستقطاب والتفرق السياسي, ثالثا: قضية تخوين الاخر فقط للاختلاف وتسقيط الاخر وللتمايز, رابعا: غياب شكل واضح للدولة العراقية, خامسا: تعدد رؤوس الحكم يطيح بقوة القرار, سادسا: النشاط المستمر لقوى خارجية تسعى ديمومة الحالة السلبية في العراق, كي تدوم مكاسبهم.… فمع كل هذا المعوقات لا يمكن ان نستشعر معها قرب وصولنا لحالة الاستقرار الوطني المنشود.
لذلك نجد في استمرار وجود الحشد الشعبي ككيان وقوة, مرتبطة بفتوى المرجعية الصالحة, ضمان اصيل واساسي لحماية العراق.
· تراكمات تنذر بخطر مستقبلي
نشخص حاليا نشاط ملحوظ للجماعات الارهابية المتشددة كما تداولته وكالات الاخبار, ولا يخفى محاولات امريكية لإشعال الفتنة بين العراقيين, كما حصل في احداث تشرين 2019, وعبر مخططات مرسومة بعناية, والدعم غير المحدود لبقايا البعث والجماعات التكفيرية, هذه المخاطر القائمة تدفعنا للتشبث ببقاء واستمرار الحشد الشعبي, والذي يمثل قوة ردع حقيقية لهذه المخاطر, وهو سند اصيل للقوات الامنية والقتالية, واثبت نجاحه خلال احداث حزيران 2014 وما تلاها, وكان يوم فتوى الجهاد الكفائي للمرجعية الصالحة من الايام المباركة لدولة العراق الحديثة.
لذلك يجب ان يرتفع الصوت بالمطالبة ببقاء الحشد الشعبي كرادع لأي مخاطر مستقبلية.
وان يكون الجميع بوعي كبير, للوقوف بوجه الاصوات النشاز والاعلام البعثي والامريكي, وسعيهم الخبيث لإشاعة فكرة خطيرة! مفادها ان لا فائدة من وجود الحشد الشعبي, كما هو سائد عبر مواقع التواصل الاجتماعي, ولكي يتشكل هذا الوعي المجتمعي الايجابي, فهو يحتاج لأعلام شريف يدافع عن عناصر القوة في الدولة العراقية.
– خطر التطبيع القادم
اليوم نعيش لحظة مفصلية في تاريخ الدولة العراقية, حيث نجد اصوات عراقية لا تخجل وتطالب وتتحدث في العلن عن اهمية التطبيع مع الصهاينة! وانه لا بد من هذه الخطوة لضمان الاستقرار للعراق! ويحشدون جيوشهم الالكترونية وقنواتهم الاعلامية للهجوم على الحشد الشعبي, باعتبار ان حلمهم الصهيوني لا يتم بوجود قوة الحشد, وكذلك اي حلم لهم لا يتم مع استمرار المكانة الكبيرة للمرجعية الصالحة, فليس غريب ان نلمس الهجمات المتوالية التي تتعرض لها المرجعية الصالحة, لأنها اساس قوة الصمود بوجه المخططات الصهيونية, وهي التي اطلقت فتوى الجهاد بوجه جيش الظلم المدعوم صهيونيا.
تلك الفتوى التي كشفت للعالم مصدر قوة العراق الحقيقية, والتي ارهبت اهل القرار في الغرب, وبعد الانتصار على داعش تحول جهدهم لضرب رمزية المرجعية الصالحة.
· اخيرا:
في هذه اللحظة المفصلية يجب على كل العراقيين امرين اساسيين:
– اولا: ان يلتف العراقيون حول المرجعية الصالحة المتمثلة بالسيد السيستاني, وردع الاصوات التي تحاول النيل منها ومن مقامها, ويكون الرد عقلاني عبر الكلمة والكتابة والتظاهر وعدم قبول اي تجاوز يحصل.
– ثانيا: مساندة الحشد الشعبي, والوقوف بوجه الحملات الاعلامية التي تسعى لتشويه صورة الحشد الشعبي.