السيمر / فيينا / الأربعاء 18 . 05 . 2022 ——– لم تترك ايران من خيار امام زعماء الكيان الإسرائيلي، في التعامل مع قوة ردعها، سوى اطلاق التهديدات، فلا يمر يوم الا ويخرج على العالم زعيم من زعماء هذا الكيان، وهو يهدد، بل يحدد ساعة تنفيذ هذه التهديدات، حتى بات “الإسرائيليين” انفسهم يسخرون من زعمائهم، بل هناك من بين هؤلاء الزعماء امثال رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت، اكد بصريح العبارة ان كيانه لن يقدم على شن هجوم ضد إيران، وان التهديدت بالهجوم هي من اجل اخافة أمريكا!!.
جديد هذه التهديدات هو ما كشفت عنه وسائل اعلام إسرائيلية مؤخرا، من ان سلاح الجو الإسرائيلي سيحاكي، بمشاركة سلاح الجو الأميركي، هجوما على منشآت وقواعد نووية في إيران، خلال المرحلة الختامية من مناورة “مركبات النار” (بين 29 أيار و2 حزيران)، على أن تتم المناورة على أهداف مفترضة في قبرص، تبعد عن فلسطين المحتلة مسافة مشابهة لتلك التي تبعدها المنشآت النووية الإيرانية، وان الطائرات الأميركية ستضطلع بمهمة تزويد المقاتلات الإسرائيلية بالوقود وهي في طريقها إلى الهجوم.
هذا الاعلان تزامن مع زيارة قائد المنطقة الوسطى الأميركية (سنتكوم) إيريك كوريلا، الى الكيان الإسرائيلي، وكذلك مع حفنة من التهديدات التي اطلقها وزير الحرب الإسرائيلي بني غانتس ضد ايران، قبل توجهه الى امريكا ، فيما ذكرت الصحافة الاسرائيلية ان :”المؤسّسة الأمنية منزعجة من تداعيات الجمود في المفاوضات النووية من ناحية، ومن ناحية أخرى استمرار تقدم إيران في البرنامج النووي من دون أي مضايقة من جانب امريكا والدول الغربية.. ان الجيش الإسرائيلي قلق للغاية من أن إسرائيل في الواقع تُركت وحدها تقريباً في هذا الأمر، ولا سيما في ضوء الاهتمام الدولي بالحرب في أوكرانيا”.
المراسل العسكري الإسرائيلي ، أمير بوخبوط، إستنتج من كل تلك المقدمات أن “الجيش الإسرائيلي سيهاجم إيران.. بينما يتحدث الجميع، فإن غانتس يفعل في الغالب”!. ولكن في المقابل، كانت الكاتبة الصحافية، ليلاخ شوفال، اكثر تحفظا من بوخبوط، حيث كتبت في مقال لها في «يسرائيل هيوم»، أن “لدى الجيش الإسرائيلي حالياً عدة خطط لمهاجمة إيران، لكن مسؤولين يقدرون أن الجيش يحتاج إلى سنة واحدة على الأقل لاستكمال الاستعدادات للخطط الأساسية، ووقت أطول لاستكمال الاستعدادات للخطّة المُثلى الشاملة”.
اللافت ان الجميع، بدءا من غانتس وانتهاء بشوفال، ربطوا بين تهديدات كيانهم وبين المفاوضات النووية، التي وصلت الى طريق مسدود، وفقا لمزعمهم ، وان البرنامج النووي الايرني بات يتطور وبسرعة دون معوقات، لذلك هم يهددون.
المتابع لمواقف زعماء الكيان الإسرائيلي من الاتفاق او المفاوضات النووية يرى تخبطا صارخا في هذه المواقف، فهم كانوا من الد اعداء الاتفاق النووي، وشجعوا الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب للخروج منه، واليوم يتباكون على الاتفاق النووي، بل ويصرخون بأعلى اصواتهم، ان ايران ترفض العودة الى الاتفاق، الامر الذي كشف ان الكيان الإسرائيلي يعاني من عجز كامل في التعامل مع ايران، لذلك لم يملك سوى سلاح التهديد، لا من اجل “اخافة” ايران، بل اخافة امريكا، على حد تعبير اولمرت.
هذه الحقيقة كشفت عنها الصحافية شوفال عندما قالت ان :”الجيش الإسرائيلي يعتقد أن الأطراف في المفاوضات النووية في الحقيقة وصلت إلى طريق مسدود.. ومع ذلك فإن الرسائل التي تلقّتها إسرائيل من الولايات المتحدة، هي الرغبة الأميركية في استكمال المفاوضات في هذه المرحلة”. لكن المستوى الأمني في الكيان “يتوقّع فرض مزيد من العقوبات على إيران وتشديدها، أو على الأقلّ تطبيق العقوبات الحالية، والمزيد من النشاطات الهجومية من قِبل الولايات المتحدة، وخلق الخيار العسكري الأميركي الموثوق، الذي بطبيعة الحال سوف يعطي قوة وصدقية للخيار العسكري الذي تعمل إسرائيل على إعداده وسيجري التدرّب عليه في غضون أسبوعين”.
غانتس الذي يزور واشنطن الان وهدد بمهاجمة ايران، كان قد زار واشنطن قبل عام ونقلت عنه الصحافة الاسرائيلية، قوله انه أبلغ الإدارة الأمريكية، خلال زيارته لواشنطن، بأنه أصدر أوامره بالاستعداد للهجوم ضد إيران. وحينها سربت الصحافة الاسرائيلية خبرا مفاده ان “إسرائيل” قد خصصت 1.5 مليار دولار لإعداد القوات المسلحة لتنفيذ ضربة محتملة ضد مواقع نووية إيرانية، كما بدأوا بمناورات كبرى اطلقوا عليها “مناورة مهاجمة ايران”!.
حمى التهديدات ضد ايران وصلت حينها حدا، دفعت “أستاذ” العلوم السياسية في جامعة القدس الغربية، مئير المصري، للقول :”إذا لم تدُكّ إسرائيل منشآت إيران النوويّة قبل نهاية شهر آذار/ مارس، سمّوني سوسن”!.
من الواضح ان كل العويل الإسرائيلي هو لمنع امريكا من العودة الى الاتفاق النووي، او فرض اتفاق نووي بمقاييس إسرائيلية على ايران، وإلا فان الكشف عن مواعيد لمهاجمة ايران، وتسريب خطط عسكرية للصحافة لمهاجمة ايران، تكشف، كما قلنا سابقا، عن عجز وضعف ويأس وإحباط الكيان الاسرائيلي، في مواجهة ايران، فعندما يكشف الكيان عن اسراره فان من المؤكد انه لا يملك اسرارا بالاساس، فهذا الكيان الغادر لم يكشف يوما عن امر كان بمقدوره فعله.
المصدر / العالم