السيمر / فيينا / الثلاثاء 28 . 06 . 2022
سيف اكثم المظفر
أصوات خلف الجدار، توحي بان التحالف الشيعي، بدأ يحاول أن يأخذ طابعا مؤسسيا، وينتقل من مرحلة التمهيدية السياسية الى مرحلة المتوسطة، وها هو اليوم يجمع النقاط المفقودة، ومن اهمها التوازن في المواقف الابوية في الفعل ورد الفعل، التي لم نراهم منذ عقدين بهذه الكيفية، من الاتزان وعمق الرؤيا ووحدة الموقف.. وحتى المراقب الخارجي ربما لاحظ ذلك بقوة، وما لقاء السفراء بالخط الأول من قادة الإطار، إلا دليل واضح بأنهم يلعبون مع القوي المنظم.
أي منصف متابع وقارئ لما مره به التحالف الشيعي منذ نشأته الى يوم كتابة هذا المقال، يرى أن أثر السيد عمار الحكيم واضحا في كل بيان وخطوة، وأن الأيام التي خرج بها التحالف عن اتزانه وعقلانيته، هي تلك التي خلت من الحكيم.. تكمن سر قوة الإطار اليوم، بما يتمتع به من توازن وهدوء، فقراراته غير مبنية على رد فعل، بل جميعها تحكمها صياغة بعبارات حكيمة ودلالات عميقة، تضع النقاط وترسم الاستراتيجيات.
يعيش تحالف الإطار- الذي يمثل المكون الأكبر في العراق- فترة ذهبية لم تمر عليه منذ رحيل السيد عبد العزيز الحكيم، فصار يتعامل مع باقي المكونات بسلاسة واضحة وأسلوب مرن، وقد اجتاز مرحلة التخاذل، والخنوع والانبطاح ولاول مرة، صار يطالب بحقوق من يمثلهم، كما تطالب به باقي المكونات.
لاول مرة يتحرر المكون الشيعي، من عباءة ارضاء الجميع، و العض على الجروح، من اجل تلك الطائفة أو ذاك المذهب، اليوم وبعد سنوات من الكرم الزائد عن الحد، جاء الوقت لأخذ الحقوق المكون الأكبر ( على داير حبة) فالانظار متحينة نحو الإطار، ما ستقدم لمدن الشهداء، بعد أن أوغل شبابها وشيبها بالعطاء ..
المجتمع الشيعي يعي جيداً ، أنه كان صاحب اليد الكريمة طوال تلك السنوات، بل كان كريما حتى بشبابه ودمائه لاجل الوطن، واليوم يجب ان يعوض المجتمع ابسط حقوق العيش الكريم من خدمات وبنى تحتية ونظام صحي، وتعليمي، يليق بنا، كأمة جاهدت وضحت وتنتظر النتائج..
الإطار وتحالفه السياسي مدعو بجدية للعمل، وصدق النية للبناء والتغيير الحقيقي، الذي رسمه لنفسه وتوقعه منه ناخبوه وحتى غير ناخبوه.. فمشكلة الطاقة والخدمات وغلاء الأسعار والزراعة والصناعة، لا تقتصر على أنصار جهة بل المجتمع الشيعي بالخصوص ينتظر ماذا سيقدم هؤلاء بعد كل هذا العناء.