الرئيسية / مقالات / رئاسة الوزراء أكبر من هذه الأسماء

رئاسة الوزراء أكبر من هذه الأسماء

السيمر / فيينا / الأربعاء 13 . 07 . 2022

سليم الحسني

تشير الأسماء المتداولة لتولي رئاسة الوزراء الى بقاء الكتل الشيعية في مستوى التفكير القاصر. فهي سجينة الخوف من القوي، على عكس القيادات السنية والكردية التي تختار حصتها من الرئاسات من أشخاص يتمتعون بالقوة، ليكونوا في مواجهة رئيس الوزراء الشيعي.
لا تولي القيادات الشيعية هذه المسألة الأهمية المطلوبة، لذلك جاءت الاختيارات متواضعة من قبيل: قاسم الأعرجي، عبد الحسين عبطان، محمد شياع السوداني، علي شكري، أسعد العيداني، مصطفى الكاظمي وأمثالهم.
هذه الأسماء تقف بضعف أمام مقتدى الصدر ونوري المالكي وعمار الحكيم ومسعود البارزاني وغيرهم. وعليه فهم يصلحون لمسؤوليات من نوع آخر وقد يجيدونها وينجحون بها شريطة أن لا تتجاوز مستوى المحافظ والوزير.
إن رئاسة الوزراء مسؤولية كبيرة، وهي ـ للأسف ـ فوق قدرة القيادات الشيعية على استيعاب موقعها ومساحتها، ولذلك تحاول هذه القيادات الهبوط بها الى مستوى واطئ ليكون رئيس الوزراء تحت تحكّمهم. وهم لا يكترثون الى أن الرئيس في هذه الحالة سيكون ضعيفاً أمام القيادات السنية والكردية، أي ان الشيعة هم المتضررون في نهاية الحساب.
عندما تكون الخيارات على مستوى الأسماء المذكورة آنفاً فهذا يعني وجود شريحة واسعة جداً مؤهلة لتولي منصب رئيس الوزراء، فما أكثر من هم على مستوياتهم من خريجي الجامعات والموظفين والإداريين ورجال الأعمال وأصحاب المهن. بينما المطلوب في رئيس الوزراء أن يمتلك مواصفات خاصة في شخصيته تجعله متميزاً عن غيره ليكون أهلاً لشغل هذه المسؤولية التنفيذية الحساسة في الدولة.
لقد تهاون قادة الكتل السياسية كلها في اختيار الأشخاص الذين يحتلون مناصب مهمة من وزراء ووكلاء ومحافظين ومدراء ودرجات خاصة، حتى صار العراق أرض الأحلام الحكومية لكل مقرّب من قادة الكتل السياسية. وكانت النتيجة هذا التدهور المتسارع في العراق، وهذه المصائب المتنامية التي تمطر الشعب صيفاً وشتاءً.
إن التجربة التي مرّ بها العراق، تجعل من الممكن تحديد مواصفات أساسية لشخصية رئيس الوزراء القادم. وهي عملية يسيرة بعيدة عن التعقيد، تعتمد بالدرجة الأولى الابتعاد عن طرح أسماء الذين شغلوا مناصب وزير ومحافظ، فالشعب العراقي لا يحتفظ بصورة إيجابية عنهم، وليس فيهم من أحدّث قفزة شاخصة في وزارته أو محافظته، وتلك شهادة كافية على عدم كفاءتهم لمنصب رئاسة الوزراء.
يحتاج العراق الى رئيس وزراء عندما يقف أمام أي زعيم كتلة، فانه يكون ندّه أو أكبر منه. وعندما يتحدث مع رئيس البرلمان والجمهورية وإقليم كردستان فانه يتحدث بنبرة الرجل الأول في الدولة. وحين يجتمع مع قادة الدول فانه يخاطبهم بلسان شعب يريد أن ينهض حراً مستقلاً لا يخضع لهذه الدولة أو تلك.
فهل يوجد مثل هذا الشخص؟
نعم بكل تأكيد، إنه موجود لو تمتعت عيون قادة الكتل بنظرة مسؤولة لا مكان فيها للمصلحة الخاصة والحسابات الشخصية. ليس شخصاً واحداً إنما عدة اشخاص لهم قدرة إدارة الدولة وإعادة الهيبة والقانون.

١٣ تموز ٢٠٢٢

 

اترك تعليقاً