السيمر / فيينا / الثلاثاء 19 . 07 . 2022
سليم الحسني
بحسب ما تنشره وسائل اعلام الاطار الشيعي، فان الأسماء المرشحة لتولي أخطر منصب في الدولة، هي لأشخاص ضعفاء لا يستطيعون تغيير الأوضاع الحاكمة في العراق.
الأسماء المعروضة هي: حيدر العبادي، محمد شياع السوداني، قاسم الأعرجي، علي شكري، عبد الحسين عبطان.
إن هذا الاختيار خضع لتفكير طويل من قبل قادة الاطار حتى استقر الرأي عليهم، فلا مفاضلة بينهم طالما انهم يتمتعون بنفس المستوى من الضعف والاستعداد على التنازل والخضوع للقيادات السياسية.
لا يوجد فيهم من يمتلك قدرة تطبيق القانون على الكبار. لا يوجد فيهم من تسعفه شجاعته لرفض طلب من زعيم هذه الكتلة أو تلك. وعلى هذا فقد تحققت فيهم شروط الترشح لرئاسة الوزراء وفق مقياس القيادات السياسية الشيعية.
بعد التجربة الطويلة من الإخفاقات، وبعد سنوات الضياع والتدهور، وبلوغ الوضع السياسي حافات حرجة، كان المؤمل أن يتنبه قادة الشيعة الى مخاطر الضعفاء، وأن يعقدوا العزم على اختيار شخصية قوية تملك الشجاعة والوضوح والرأي والكفاءة الإدارية، لتولي المنصب الأخطر في الدولة، والحق الدستوري للشيعة. لكن قوة المصلحة الشخصية تقهر نداء العقل وتقتل تطلعات المواطن الشيعي، فما قيمة هذا المواطن أمام الامتيازات؟ وما نفع التشيع طالما المكسب مضمون بغيره؟
مَنْ ذا الذي يفكر بالخدمة العامة والنهوض من الخراب ومكافحة الفساد والإصلاح الحقيقي، إذا كان ذلك يأتي على امتيازاته ويهدد حصاد السنين؟
أي قيادي هذا الذي يجازف بوضعه الراهن وبمستقبله المادي، فيختار القوي النزيه، ويترك الضعيف الذي يستجيب له ويتستر عليه ويحقق طلباته؟
كان التفكير عميقاً من قيادات الاطار الشيعي. كان تفكير العارفين بمصالحهم معرفة المتيقن بما ينفعه شخصياً وما يضره، فوقع الاختيار على هذه الأسماء. وهذه حالة يعرفها الشيعة جيداً، ويتحدثون بها في كل مكان، فلقد صار الأمر مفضوحاً صارخاً. لكن قيادات الشيعة لا يهمها صرخة الفقير، ولا تكترث لصوت الضمير، ولا تتحرك لنداء الوجدان، فمصلحة الذات تُسكت كل صوت، وتتجاوز كل حقيقة.
سيأتي لرئاسة الوزراء شخص بحسب ما يخطط له هؤلاء وما يريدونه، رئيس تابع، تزداد به امتيازات ومنافع القيادات، في مقابل تزايد معاناة الفقير وانتقاله من حزن لحزن أعمق، ومن تدهور لأبشع منه.
وعلى هذا المسار تتواصل حلقات العملية السياسية في جزئها الشيعي. هكذا يريد قادتهم، وهذا ما سيحدث.
١٩ تموز ٢٠٢٢