السيمر / فيينا / الأثنين 25 . 07 . 2022
سليم الحسني
لا يمتلك الإطار الشيعي رابطة متماسكة بين كتله، فهو عرضة للتفكك في أي يوم. فالأخوّة الشيعية التي تجمعهم لا تصمد أمام المكسب السياسي لحظة واحدة، هذا ما روته بأوضح بيان تجربة السنوات الماضية.
حتى هذه اللحظة لم يتقدم الاطار رسمياً بتسجيل الكتلة الأكبر، وهو مؤشر على انه لم يصل بعد الى مستوى التحالف النهائي.
هذا التهاون بأهم حق دستوري للشيعة، يضعنا أمام حقيقة هذه القيادات في تفريطها بحقوق الشيعة، خلافاً للقيادات الكردية والسنية التي تحرص بمسؤولية عالية على حقوق مكونيهما. وإذا ما كرروا ما فعلوه في عام ٢٠١٨ فان حق الشيعة في رئاسة الوزراء يكون قد ضاع على يد كتلهم السياسية.
لقد انطفأت حماسة التنافس على تسمية الكتلة الأكبر بين التيار الصدري ويبن الإطار التنسيقي في اللحظة التي أعلن فيها مقتدى الصدر الانسحاب من البرلمان. وبدل أن يبادر الاطاريون الى تحديد الكتلة الأكبر رسمياً، فانهم انصرفوا يضيّعون الوقت حول اختيار رئيس الوزراء، في مسابقة خالية من النزاهة والمسؤولية والأخلاق.. مسابقة تقوم على حسابات متشابكة من المصالح الشخصية والتنافس السوقي. ومن متطلبات ذلك، استهلاك الوقت وتمديده لكي يظفر كل طرف بالفوز بعد أن يُتعب اخوانه ويُسقط خياراتهم.
لم يبادر الإطاريون الى التشكيل الرسمي للكتلة الأكبر، لأن صراع المكاسب لم يُحسم بعد بينهم، فالكتلة الأكبر عندهم هي التي تتشكل وفق صفقة المنافع، وليس بضم الكتل الشيعية في تحالف كبير. وبحسب هذا التوجه فانهم جعلوا اختيار رئيس الوزراء هو الذي يحسم الكتلة الأكبر وليس العكس. وقد فعلوا ذلك في عام ٢٠١٨ ويحاولون تكرار التجربة اليوم مع بعض التعديلات.
وعلى هذا فان الرابطة الأخوية بين قادة الإطار، هي رابطة ظاهرية مؤقتة، تتقطع الى نثار من تراب في ميزان المصلحة السياسية.
لقد شغلهم الاستغراق في الحصول على المكاسب عن حقائق ميدانية خطيرة، فهم في غفلة عن الاحتمالات الواردة في الساحة، وأبرزها قيام السيد مقتدى الصدر بخطوة مفاجئة صادمة. فهو لم يترك الساحة نهائياً، ولم يختر الانسحاب النهائي، إنما هي فترة مؤقتة سحب بها كتلته من البرلمان، بانتظار ما يفعله الإطاريون. وحين يراهم يضيّعون الوقت في تشكيل الحكومة، فأنه يجد المبرر المعقول للعودة الى الميدان مستنداً الى اتباعه الذين لا يعصون له أمراً. وستكون كلمته مقبولة شعبياً عندما يخاطب قادة الإطار بأنني تركت لكم المجال مفتوحاً، لكنكم فشلتم في اغتنام الفرصة، وها أنا أعود لأوقف نزيف الوقت ولأضع حداً لعجزكم في اختيار رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة.
٢٤ تموز ٢٠٢٢