الرئيسية / مقالات / قلوبنا وسيوفنا على الحسين

قلوبنا وسيوفنا على الحسين

السيمر / فيينا / الأربعاء 03 . 08 . 2022 

سليم الحسني

في أكثر الأيام حزناً في الأرض والسماء، حيث بكى الرسول والإمام علي وفجعت الزهراء البتول، وبكت ملائكة الله على استشهاد الحسين، انقسم الشيعة على جبهتين، تشمت إحداها بالأخرى. يتمنى كل فريق أن تخسف الأرض بالثاني. وكل منهما ينسب نفسه للحسين.
لم تعد كربلاء مثل كل عام، صارت أكثر حزناً ووجعاً، تكاد قبور شهدائها تنشق عن آهة حرّاقة. فضريح الحسين تصدّع مما يفعله الشيعة بأنفسهم.
دم نازف يسيل من الشباك. فبعد قرون طويلة من معركة الطف، سنّ الشيعة رماحهم وراحوا يطعنون جسد الحسين. فهاج الأطفال والنسوة بالبكاء والعويل، وصاحت بهم زينب تذّكرهم عسى أن تزول الغفلة منهم، لكن صيحاتها تتكسر على الأسماع الجامدة.
أيها الشيعي في هذا الطرف وفي ذاك، أين دمعتك الصادقة على الحسين؟.
أين صرختك بحب الحسين ونهجه؟
جفّت دموعك في يوم الحزن الأعظم، صارت القلوب حجارة قاسية. حتى الثياب السود زال لونها، فبدت غريبة كأنها أردية بني أمية.
فتّشْ أيها الشيعي عن الحسين في قلبك. أُقسمُ بقطرات دمه الطاهر أنك لن تجده. لقد امتلأ بكره اخوانك، فما عاد فيه للحسين مكان.
اسمعْ صوتك أيها الشيعي، ستجده خشناً بشع النبرة، فمن لا يعيش الحسين نهجاً ومبدأً في ضميره تخرج الكلمات منه شوهاء معوجّة الحروف.
لم تتركوا نهج الحسين فقط. لم تتركوه وحيداً في كربلاء فقط، إنما رجمتموه بالحجارة وطعنتموه بالرماح ورميتموه بالسهام. وحين رأيتموه مضرجاً بدمه حزيناً على ما وصلتم اليه، مسكتم سيف شمر بن ذي الجوشن، فضربتم هامته ألف مرة وذبحتموه من الوريد الى الوريد.

مَنْ يطفئ حزن الزهراء؟
مَنْ يخفف وجع الرسول؟
مَنْ يكشف همّ علي؟

هذا الميدان أمامكم، فتقاتلوا بأشد ما يكون القتال دمويةً. فمن يطعن الحسين في عاشوراء، لا يرتدع عن ذبح أخيه.
يئن تراب كربلاء أنيناً خافتاً. لقد أعياها فعل الشيعة ببعضهم البعض. في يوم العاشر من محرم ستشيح بوجهها غاضبة. لا تنظر كربلاء لمن يؤذي الحسين.

٣ آب ٢٠٢٢

اترك تعليقاً