أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / دمعة الزهراء

دمعة الزهراء

السيمر / فيينا / العاشر من محرم الحرام 1444 / 09 .08 . 2022 

سليم الحسني

بلحظة واحدة انتشر الخبر. بكت الزهراء مفجوعة بالحسين، فضجّت السماوات السبع والأرضون السبع، وساد الكون حزن خالد.
في كربلاء كانت الواقعة. لم يأت جيش يزيد إلا لقتل الرسول. ولم يخرج الحسين إلا لنصرة جده. كثرة صارت هناك وقلة صارت هنا، وحول الميدان جلس الصامتون.
دارت المعركة بين الطرفين. كانت أطول معارك التاريخ قاطبة. كانت أشدها ضراوة والتحاماً. اتسعت ساحتها شرقاً وغرباً. انضمت اليها جموع هنا وجموع هناك، وعلى الأطراف وقف الصامتون.
مضت ساعة من النهار. كانت أطول ساعات الزمن. قتلوا الحسين. بكت الزهراء وانحنى ظهر الرسول، وضج الكون بالعويل.
خيم السكون لحظة، ثم عادت الخيول تجول في الميدان. صارت المعركة أشد وأكبر. راية العباس مرفوعة تُحرّك الريحَ فتثير العاصفة. سيف الحسين يتوارثه الأبطال. لا تتعب سواعدهم، ولا تنكسر شوكتهم. أخذوا من عطش الحسين رحيق الرواء، فما عادوا يشعرون بالتعب. أخذوا من العباس الوفاء فأقسموا أن لا تسقط الراية.
ظلت المعركة دائرة بين الطرفين. تزحف جيوش يزيد من كل صوب. لكن جيش الحسين ثابت في الميدان، صار هو رواسي الأرض ومدارها.
همس الصامتون فيما بينهم: متى تنتهي الحرب؟
هتف جيش الحسين: كل أرض كربلاء، كل يوم عاشوراء.
دمعة الزهراء لا تجف، فالحسين يُقتل كل يوم.

٩ آب ٢٠٢٢

اترك تعليقاً