الرئيسية / مقالات / هذه قناعتي بالسيد فالح الفياض

هذه قناعتي بالسيد فالح الفياض

السيمر / فيينا / الأثنين 15 . 08 . 2022 

سليم الحسني

وصلتْ الحساسية عند الكثيرين درجة عالية، بحيث لم يعد بمقدورهم فهم الفكرة الناصحة إلا ضمن تصنيفات الصراع السياسي بين التيار والاطار. وعندما يبلغ المجتمع أو شريحة منه هذا المستوى فاننا نكون قد وضعنا الأقدام في خنادق القتال، وحملنا البنادق نصوبها نحو الطرف الآخر.
لقد كتبتُ عن فالح الفياض مقالين أتحدثُ فيهما عن عدم صلاحيته للبقاء في رئاسة الحشد الشعبي، وقد سقتُ الأدلة على ذلك من خلال وجهات النظر السائدة في الساحة العراقية ذات الحساسية المفرطة في هذه الظروف.
إن من المنطقي البحث عن نقاط تهدئة في أجواء الصراع المشتعل بين التيار والاطار، ومن هذه النقاط استقالة الفياض من رئاسة الحشد، لتقديم رسالة موثقّة وعملية بحيادية الحشد الشعبي وتأكيد دوره التاريخي في حماية الشيعة والعراق عموماً.
لم أتعرض الى المواصفات الشخصية للفياض سلباً أو أيجاباً. لم أكن في مورد تقييم شخصيته من حيث الكفاءة أو الفشل. بل ذكرتُ أنه في التأسيس وما بعده كان مناسباً لهذا الموقع، وهذا اعتراف بصحة اختياره في تلك الفترة.
إنني أتحدث عن طبيعة اللحظة التي يمر بها شيعة العراق.. لحظة فاصلة تتفاعل فيها عناصر التفجر المدمر، وتزداد شدةً مع كل تغريدة طائشة ومع كل بيان منفعل ومع كل خبر مغرض.
أما عن قناعتي بشخصية الفياض فأقول:
لقد كان اسم فالح الفياض مطروحاً ضمن المرشحين لرئاسة الوزراء وهم:
حيدر العبادي، محمد شياع السوداني، علي شكري، قاسم الأعرجي، نوري المالكي وفالح الفياض.
وحسب قناعتي، فان الفياض أفضل شخص في هذه المجموعة يصلح لرئاسة الوزراء ـ وليس أفضل خيار لو كانت هناك أسماء أخرى ـ بحكم خبرته السياسية الطويلة، وعلاقاته الهادئة والمتزنة مع جميع الأطراف العراقية.
هذه باختصار قناعتي في شخصيته. أما قناعتي في مسؤوليته الحالية، فانه لم يعد صالحاً لرئاسة الحشد الشعبي، ولو عجّل بالاستقالة، فان ذلك قد يساهم في تهدئة الأجواء بشكل ملحوظ، وهذا ما نريده للشيعة في هذا الظرف الحرج.
من السهل جداً رفع شعارات التأزيم، ومن اليسير أن نقرع الطبول بضجيج، وما أكثر الباحثين عن لقمة الارتزاق من وراء هذه الاثارات، وما أسرع الوصول الى لحظة التصادم في أجواءنا، لكن المنطق والعقل يفرض علينا، قول الكلمة التي تهدئ المشاعر وتطفئ النار، بصرف النظر عن العلاقات الشخصية.
وأود التأكيد أن علاقتي مع الفياض مقطوعة منذ سنين، بل هي أميل الى القطيعة والاختلاف.

١٥ آب ٢٠٢٢

اترك تعليقاً